لكن حلم ليفربول مصحوب بالحذر، فالفريق الوحيد الذي جمع أكثر من 40 نقطة خلال 17 مباراة ولم يُحقق اللقب هو ليفربول نفسه عندما جمع 45 نقطة في الموسم الماضي، لكن الاختلاف أن السيتي كان يُلاحقه مباشرة، اليوم الفارق جيد.
تعادل ليفربول مرة واحدة، وحقق الانتصار في بقية المباريات، بمعدل 2.88 نقطة في كل مباراة، وإذا استمر هذا المعدل فمعنى ذلك أن ليفربول سيصل للرقم 109 نقطة في نهاية الموسم وهو ما سيجعله يحطم الرقم القياسي في تاريخ البريميرليج لأكثر فريق حقق النقاط.
ليس هذا فحسب بل أنه سيحطم الرقم القياسي لأكثر فريق حقق النقاط في موسم واحد في البطولات الخمس الكبرى، فحتى باريس سان جيرمان بميزانيته الضخمة والفارق بينه وبين الآخرين في فرنسا لم يقترب من هذا الرقم.
لكن هل هذه هي كل الحقيقة؟ هل ليفربول بمثل هذه الشراسة على أرض الواقع؟ في الحقيقة الأمور ليست بهذه الصورة، بل يُمكن القول إن ما يحدث حاليًا يمثل فأل سيء على ليفربول، بل يمكن القول إن ليفربول ليس بمثل هذه القوة.
من المعتاد أن يصف المحللون الفريق الذي يفوز بالمباريات متقاربة النتيجة (بهامش ضيق) بأن ذلك يأتي من شخصية البطل لديه، ربما في الأمر وجها من الصواب لكن ليس كما يعتقد من يطلق هذه الصفة على الفريق.




فالأندية التي تنجح بنهاية الموسم بالفوز بالألقاب تميل إلى الاستفادة من بعض "الحظ الجيد" والفوز بفارق هدف واحد، هو واحد من هذه الأشياء التي تعطي دلالة على ذلك وليس في الأمر مهارة كروية متعلقة بشخصية البطل يمكن إعادة استحضارها في المباريات.

وبحسب مارك تايلور، المحلل الذي عمل مع فرق في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن الفوز كثيرًا بفارق ضئيل هو نذير سيء للمستقبل لدى فرق دوري كرة القدم الأمريكية، وهي اللعبة التي تستعمل فيها الكرة البيضاوية الشكل في البلاد وليست مثل كرة القدم التي تلعب حول العالم. إلا أن تايلور يتابع القول "إن هذا معيار وحيد لبناء نموذج لا بأس به لتوقع الفوز أو الخسارة في المباريات المقبلة وهو ما ينطبق على لعبة كرة القدم أيضا".
قام بيل بارنويل من ESPN بالكثير من العمل الذي أظهر كيف من المحتمل أن تتراجع فرق اتحاد كرة القدم الأميركي التي تُحقق الانتصارات الضيقة في الموسم التالي.
قام تايلور بنفسه بإجراء أبحاث مماثلة في الدوري الإنجليزي الممتاز. قبل هذا الموسم، كان هناك 90 فريقًا خلال فترة 20 فريقًا من الدوري الإنجليزي الممتاز فازت بعشرة مباريات على الأقل بهدف واحد. في الموسم التالي، 80% من هذه الفرق حقق الفوز بمباريات أقل بنتيجة هدف دون رد وحوالي ثلثي تلك الأندية (74%) انخفض مجموع نقاطها مقارنة بالموسم السابق. في المتوسط شهدت الفرق التي فازت بعشر مباريات أو أكثر بهدف واحد انخفاض نقاطها بنسبة 10 بالمائة في الموسم التالي.
الفرق الكبيرة إذن تميل إلى الفوز بالعديد من الألعاب بأهداف متعددة.
في 17 مباراة في الدوري الإنجليزي، فاز ليفربول بثماني مباريات بهامش هدف واحد، ورغم أننا مازلنا لم نصل لمنتصف الموسم الحالي، فإن ليفربول يحتاج لثماني انتصارات جديدة بفارق هدف، لمساواة رقم مانشستر يونايتد الذي نجح بتسجيل 16 انتصارًا في موسم واحد بفارق هدف وحيد، وهو ما حققه الشياطين الحمر في آخر مواسمهم بإشراف المدير الفني سير أليكس فيرجسون وهو أيضًا اخر موسم توجوا فيه بلقب البريميرليج.
حتى في كأس العالم للأندية، فاز ليفربول في المباراتين في طريقه لتحقيق اللقب بفارق هدف واحد.
"لا يمكن التقليل من كون ليفربول فريق بمستوى عالمي حاليًا، لكن الفجوة في النقاط بينه وبين مانشستر سيتي يجب أن تكون أصغر مما هي عليه حاليًا" بحسب ما يشير له أيه جيه سوبودا، الذي يتولى منصب المدير التنفيذي في شركة 21st clubالاستشارية.
"الأبحاث تشير إلى أن فريق البريميرليج الذي يمتلك فارقا إيجابيًا من الأهداف (ما له منقوصا مما عليه) يصل إلى 28 بعد مرور 17 مباراة سيمتلك في العادة 41 نقطة في رصيده". أما تايلور فكان صريحا لدرجة القسوة بأنه بالنظر لنوعية الفرص التي نجح ليفربول بصناعتها في مبارياته والفرص التي قام منافسوه بصناعتها في المباريات ضده في الموسم الحالي فان إحتمالية ان يحقق الريدز عدد الانتصارات التي يمتلكها الآن لا تزيد إحصائيًا عن نسبة 1 من 500!
