يقولون دائمًا "الاعتراف بالخطأ أول طريق التوبة"، وقالوا كذلك "إذا وضعت يدك على المشكلة الحقيقية، فهذا أول طريق الحل"، لكن أن ترى أنك لم تخطئ وأن المشكلة ليست بك أو بفكرك، فستظل تدور في حلقة مغلقة عليك دون أي حلول..
الكرواتي ألين هورفات؛ المدير الفني للنصر السعودي، خرج علينا بعد الهزيمة في المباراة قبل الماضية أمام القادسية، ليقول: "لدينا أزمة نتائج وليس أزمة مستوى"، مؤكدًا أنه ليس بقلق على الفريق وأنه متفائل!، لا نعلم من أين جاء له التفاؤل خلال هذه الفترة، فحينما كان يتحدث كان فريقه مهزومًا من القادسية وقبلها من الشباب، وقبلهما متعادلًا أمام الفتح!
اقرأ أيضًا | اثبت أحقيتك أولًا .. جمهور النصر يهاجم حمد الله بعد الفوز بالديربي بدونه
لكن دعونا نتوقف أمام تصريحاته قليلًا؛ هل حقًا مشكلة النصر ليست في الأداء؟
لا خلاف على أن العالمي يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين مع الصفقات التي ضمها خلال الميركاتو الصيفي، فقد خاض سوق انتقالات هو الأفضل من بين كافة الأندية من ناحية العناصر، لكن هذا لم يؤتِ بثماره!، لا خلاف على نجومية عبد المجيد الصليهم وعبد الفتاح عسيري ورائد الغامدي وسامي النجعي، لكن منذ قدومهم دخل النصر دوامة لا يعرف طريق الخروج منها، وكأن هناك حلقة مفقودة!
بتخصيص الحديث عن فترة هورفات، دون النظر لما كان الفريق عليه في عهد سابقه البرتغالي روي فيتوريا، فبالطبع هناك تحسن ملحوظ، فمن أصل 10 مباريات، حقق الفريق الفوز في 6، وتعادل في 2، وخسر 2 آخرين، بخلاف حصد لقب كأس السوبر على حساب الهلال، لكن هذا لا يجعلنا نغض الطرف عن أن وجود بعض النقاط التي تحتاج إلى تصحيح..

العالمي حقق الفوز في مباراته الأخيرة أمام الهلال بالدوري بهدف نظيف، بدأ قبلها هورفات أولى خطوات التصحيح ألا وهي استبعاد المغربي عبد الرزاق حمد الله رغم أنه لا يعاني من أي إصابة، فتخلى المدرب عما اعتاد عليه في السابق، إذا كان المغربي في التدريبات، في اليوم التالي سيتواجد في المباريات، دون النظر لحالته الفنية أو البدنية أو حتى النفسية، على الجميع أن يعترف أن حمد الله ليس جاهزًا خلال هذه الفترة من الناحية النفسية أولًا، بخلاف الأمور الأخرى التي يعلمها الجميع، فالعامل النفسي مهم للغاية في عالم الساحرة المستديرة.
النقطة الأخرى التي تداركها هورفات بالديربي هي إبقاء الظهير الأيمن أسامة الخلف على مقاعد البدلاء، والدفع بسلطان الغنام، الجميع كان يعلم أن الخلف نقطة ضعف كبيرة في تشكيل العالمي إلا هورفات وحده!، منذ قدوم المدرب الكرواتي، غاب الخلف عن خمس مباريات، انتصر بجميعها الفريق، أما في الخمس مباريات الأخرى التي شارك بها، فلم يحقق العالمي الفوز بها سوى مرة وحيدة، وتعادل مرتين وتلقى هزيمتين، بالطبع لا يتحمل الخلف هذه النتائج وحده، لكن مؤكد أنه كان عاملًا مهمًا بها.
ثورة التصحيح التي بدأها مدرب النصر قبل ديربي الرياض لا بد أن تستمر، فهناك عناصر أخرى بالملعب لا بد أن ترافق مقاعد البدلاء لفترة، على رأسها الجناح المغربي نور الدين أمرابط، المتراجع لحد كبير بالموسم الجاري، فعلى هورفات أن يخرج عن المألوف قليلًا، عليه أن يدرك أنه ليس مدربًا مؤقتًا، بل أنه سيستكمل الموسم على رأس القيادة الفنية للعالمي، فلا داعٍ للسير على خطى يعرفها الجميع دون تغيرات وإلا سيجد نفسه بدوري الدرجة الأولى في نهاية الموسم الجاري!
مشكلة أخرى في الأداء يجب أن يضع هورفات يده عليها ألا وهي سوء استغلال الكرات الثابتة وضربات الجزاء التي يتم إهدارها، هذا كله عمل مدرب في المقام الأول، وأحد العوامل المهمة التي تسببت في إهدار النقاط من العالمي خلال الموسم الجاري.

مشكلات فنية كثيرة في العالمي تحتاج لمواصلة هورفات الخروج عما اعتاد عليه، فليس الأمر أزمة نتائج فقط، إنما في الأداء والتدخلات الفنية بالفريق كذلك، بخلاف مبدأ العدل وأنه ليس هناك مركز محجوزًا للاعب بعينه، فإذا شعر البدلاء بتطبيق مبدأ العدل، بالطبع ستحصد ثمار ذلك، وسيبذل الجميع جهده في التدريبات وكل ذلك سينعكس على العالمي بالملعب.


