ظروف هي الأسوأ، كلاهما يعاني، وكلاهما غير معروف مصيره بالموسم الحالي، ما بين منافسة على اللقب وبين فقدان الجماهير للأمل، كلاهما لديه مدرب مؤقت، لكن كل هذا لن يفقد ديربي الرياض بين الهلال والنصر متعته، سيبقى أحد أقوى الديربيات العربية، فالكبير لا تطول فترة معاناته..
الثامنة و35 دقيقة من مساء اليوم الثلاثاء، على ملعب مرسول بارك، يستضيف العالمي، خصمه الزعيم، في مباراة الجولة الـ20 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
اقرأ أيضًا | التاريخ يدعم استبعاد حمدالله والاعتماد على السعوديين في هجوم النصر أمام الهلال
الجميع يعرف حالة قطبي الرياض، الزعيم في وصافة جدول الترتيب برصيد 36 نقطة، ويبتعد عن الصدارة بفارق خمس نقاط، والعالمي في المركز العاشر برصيد 25 نقطة، فيا تُرى كيف ستتغير المراكز ليلًا؟
النسخة العربية من موقع "جول goal" تواصلت مع عدد من المحللين ونجوم الكرة السابقين، لقراءة المباراة وفقًا لوضعية كلا الفريقين حاليًا..
البداية مع أسباب تراجع الفريقين الكبير والمفاجئ إلى هذا الحد، حسن العتيبي؛ لاعب الزعيم السابق ، يرى أن السبب وراء ذلك، هو الخلل الذي حدث قبل بداية الموسم الجاري في ظل أزمة كورونا.
وقال العتيبي خلال تصريحاته: "السبب الرئيسي وراجع تراجع المستوى والنتائج المتذبذبة هي سوء الإعداد لكل فريق قبل بداية الموسم الجاري من الدوري السعودي للمحترفين، بسبب تفشي فيروس كورونا، بالإضافة إلى قوة الفرق المنافسة أيضًا".
وأّيده في الرأي موسى المحياني؛ الناقد الرياضي ، حيث قال: "ديربي الرياض بين الهلال والنصر هو الأقوى خلال الحقبة الزمنية الحالية في الكرة السعودية، وظروف الفريقين متشابهة للغاية من ناحية تذبذب المستوى وعدم الاستقرار الفني، والتأثر بتفشي فيروس كورونا".
وسرد المحياني أسبابًا عدة تسببت في التراجع، وأخبرنا عن عوامل قد تعيدهما خلال الفترة الحالية، مضيفًا: "لم يتعامل الهلاليون بالشكل الصحيح مع عام تاريخي بالتتويج بثلاثية، بعمل تقييم للاعبين والمنعطفات التي سيمر بها الفريق وطريقة تجاوزها، رغم تراجع المستوى.
"أما النصر فقد قدم الموسم الماضي أداءً أكثر من ممتاز، ولكن لم يحققوا بطولات، والموسم الحالي قد أجرى تغييرات عشوائية أثبتت أن النصر يمتلك القدرة المالية وهو أمر جيد، ولكنه لم يعطِ المردود المنتظر من كل هذا، بسبب عدم تواجد الفكر المناسب للإدارة وهو عامل مهم بجانب الكفاءة المالية".
Twitter"ديربي الغضب" هو اللقب المعروف به مواجهة الإنتر وميلان في الدوري الإيطالي، لكن المدير التنفيذي السابق بنادي الفيحاء محمد السليمان ، منح هذا اللقب لديربي الرياض هذه المرة، فالهلال والنصر في حاجة إلى صرخة غضب كي يستفيق كلاهما.
السليمان وصف الحالة قائلًا: "في اعتقادي أن مواجهة الهلال والنصر ستكون ديربي الغضب، حيث سيعوض أحد الفرق انكساره على حساب الآخر، والغيابات هنا وهناك لن تغير شيء في واقع المواجهة بشكل قوي، وسبب تذبذب المستويات أي كانت، الجماهير لا تقبل هذه الأسباب".
وتابع: "الهلال كونه حامل اللقب وصاحب إمكانيات كبيرة، كان يجب بناء الكثير من السيناريوهات لهذا الموسم حتى لو كانت أسوأ من ذلك، للتحضير جيدًا، وليكون له القدرة على التعامل والتوقع والاستعداد، وهناك سبب آخر لحالته ألا وهو عدم الاستفادة بالأجانب بشكل جيد رغم المقابل المادي الكبيرة التي دفعت بهم".
وعن النصر، واصل السليمان : "النصر بداية الموسم تعاقد مع العديد من اللاعبين للحصول على بطولة آسيا وكان هو الهدف الأهم بكل تأكيد، وكان يتوقعون أن آسيا (جاية جاية)، وهذا الإحساس انتقل للجماهير وجاء الانكسار وهو بداية العودة للخلف رغم محاولات قوية من فيتوريا للعودة مرة أخرى بالفريق".
epa"الأسد يمرض، لكنه لا يموت" جملة شهيرة، نقولها عند مرور أي فريق كبير بحالة تراجع، لكن مؤكد أن العودة ليست بالصعبة، فالفرصة لا تزال قائمة، ولم تصل الأمور إلى المستحيلات بعد، فلا مستحيلات في عالم كرة القدم، لكن كيف تكون العودة؟
يزيدنا العتيبي في هذا الصدد: "أتوقع أن الفريقين يستطيعان المرور من هذه الأزمة، وأتوقع أفضل شيء ممكن يساعد الطرفين هو إشراك عدد كبير من اللاعبين في المباريات، لتخفيف ضغط المباريات في الموسم الحالي، خاصةً مع وجود أيضًا 5 تغييرات".
واتفق معه المحياني : "لا يمنع أن الهلال مرشح للبطولة بكل تأكيد، حيث يحتاج الزعيم الهدوء واستعاده ثقتهم بأنفسهم، وأنه الفريق الأعلى بالدوري ويتفوق بمراحل عن المنافسين، خصوصًا في جانب تحمل ضغوط المنافسة وتداخل المباريات".
أما عن النصر، فقال المحياني : "يحتاج النصر أن يحتوي الجميع ووضع إطار لا يخرج عنه أحد لنيل شرف تمثيل العالمي، لتعود الجماعية لهم مرة أخرى في رياضة لم تعد الفرديات لها بريقها السابق بعد التطور مؤخرًا".
وعن الحلول المطروحة للفريقين لاستعادة البريق، قال السليمان : "النصر يحتاج إلى الكثير من الحزم واتخاذ قرارات قوية، ولكن استمر السيناريو بنفس الطريقة، وبعدها تمت إقالة المدرب، فعاد للانتصارات مرة أخرى، وعودة النصر مهمة بكل تأكيد كما هو الحال مع باقي الأندية".
وبشكل عام عن الهلال والنصر اختتم السليمان : "الأندية الكبيرة دائمًا تستطيع التعامل مع الأزمات ولكن كم الوقت للعودة من جديد؟، ما أراه، هو أن عودة الهلال أسهل بحكم الاستقرار في إدارة النادي، ومازال ينافس على الصدارة، والنصر يمتلك كل المقومات للعودة وامتاع الجماهير".
لا خلاف حول قدرة كلاهما على العودة، كما أنه لا خلاف على معاناتهما الحالية، الأمر بالزعيم في يد اللاعبين والمدرب، وفي العالمي للإدارة دخل به، لكن ما هو مؤكد أن أزمة فيروس كورونا كما حلت بالخراب على الأندية من الناحية المادية، خرابها طال الحالة الفنية للاعبين كذلك، والجميع لا يزال يحاول الخروج بأقل الخسائر.




