ليلة عصيبة عاشها النصر الليلة في البريدة أمام الحزم، إذ عبر بصعوبة لدور الـ16 من كأس خادم الحرمين الشريفين بالفوز (2-1).
العالمي سجل هدفه الأول عن طريق ساديو ماني في الدقيقة 6+45 من عمر الشوط الأول، لكن الحزم أدرك التعادل في الدقيقة 62 من عمر اللقاء، قبل أن يخطف نواف بوشل هدف الفوز في الدقيقة 2+90. (طالع أهداف المباراة)
الحزم قدم مباراة كبيرة على كافة المستويات، وكاد أن يحقق المفاجأة ويطيح بالعالمي من البطولة، لكن شخصية النصر حضرت وحسم المواجهة.
العالمي بالأساس دخل المباراة في ظل بعض الظروف الصعبة، إذ يغيب عنه الثلاثي علي لاجامي والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والبرتغالي كريستيانو رونالدو، بخلاف تعرض لاعبه مختار علي للإصابة خلال النصف ساعة الأولى من اللقاء.
هذا بخلاف كون مدربه الجديد الإيطالي ستيفانو بيولي يقود المباراة الثانية له، وما زال يتعرف على لاعبيه ونقاط القوة والضعف.
نعم! لا ننكر أن بيولي قام ببعض اللقطات الغريبة الليلة، على رأسها الدفع بالظهير الأيمن نواف بوشل في مركز الظهير الأيسر رغم امتلاك الفريق لسالم النجدي على مقاعد البدلاء، لكن ربما مستوى الأخير المتواضع في المباريات التي شارك بها هو ما دفعه لذلك، كذلك تغييراته على مدار الـ90 دقيقة لم تكن مفهومة.
لكن كل ذلك سيأتي دور الحديث عنه في قادم المباريات عندما يثبت بيولي أقدامه بشكل أكبر، أو ربما في مباراة الدوري المقبلة، فالكأس دائمًا ما يكون له وضعه الخاص وظروفه المختلفة عن أي بطولة أخرى.
لذا الليلة لن نتحدث عن مجمل ما قدمه الفريقان في اللقاء، سيقتصر حديثنا عن صاحب هدف النصر الأول؛ السنغالي ساديو ماني..
من هنا ننتظر نسخة ليفربول يا أسد التيرانجا!
السنغالي الليلة دفع به مدربه بيولي في مركز المهاجم في ظل غياب البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومن خلفه البرازيلي أندرسون تاليسكا، وعلى الأطراف هناك عبدالرحمن غريب والوافد الجديد البرازيلي أنجيلو جابرييل.
مع تغيير مركزه في الجزء الأخير من الشوط الثاني فمع نزول محمد مران، تحول ماني للجهة اليسرى وتولى الأول مهمة قيادة الهجوم.
ونجح بالفعل أسد التيرانجا في فك التكتل الدفاعي الحزماوي برأسية في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل من الضائع من عمر الشوط الأول.
فرغم قصر قامة ماني إلا أنه تقمص شخصية صاروخ ماديرا، وقفز لمتابعة عرضية الظهير الأيمن سلطان الغنام برأسية في شباك الحزم. (طالع هدف ماني)
هذا الهدف هو الأول لساديو منذ عدة أشهر، إذ كانت آخر مرة هز بها الشباك في الرابع من مايو 2024، في شباك الوحدة حيث الجولة الـ30 من الموسم الماضي بدوري روشن السعودي.
تلك الرأسية لم تكن أهميتها فقط هي افتتاح التهديف في اللقاء الكبير أمام الخصم العنيد "الحزم"، لكنها ربما ستضع أسد التيرانجا على الطريق الصحيح من جديد بعد فترة تخبط وانتقادات واسعة لأدائه.
ماني منذ بداية الموسم الجاري وخلال سبع مباريات، ساهم في خمسة أهداف للعالمي (سجل هدفًا وصنع أربعة آخرين)، وربما الاستفاقة الحقيقية تأتي مع هذا الهدف.
ليس الهدف وحده هو حصيلة ما قدمه ماني في المباراة، بل كان أفضل لاعبي العالمي من ناحية الروح والقتال على كل كرة، في محاولة لإثبات نفسه من جديد، وخلع رداء نسخة بايرن ميونخ، واستعادة نسخة ليفربول.
ومن ناحية الأرقام، سدد مهاجم العالمي خمس تسديدات، منها اثنتين على المرمى، وخلق فرصتين لزملائه، لكن لم تترجم لأهداف.
لكن مشكلة ماني الكبرى الليلة هي إهدار الفرص، إذ أهدر فرصتين محققتين.
تقمص دور كومان مع ماني يا بيولي!
Getty
وبمناسبة الحديث عن الفرص المهدرة، فأحد أكبر عيوب ماني الليلة هو سوء إنهاء الهجمات بشكل غريب، وهو العيب الملازم له منذ قدومه للنصر في الصيف الماضي.
هنا يحضرنا تصريح زميل السنغالي الأسبق في ساوثهامبتون الإنجليزي "شين لونج" - انتقل له ماني في 2014 قادمًا من سالزبورج النمساوي - ، الذي كشف في تصريح لبودكاست "The Fozcast"، عن إطاحة ساديو للكرة في السماء في فترته الأولى مع الفريق لولا تدخل المدرب الهولندي رونالد كومان..
لونج قال: "عندما جاء ماني في الأشهر الستة الأولى كان فظيعًا، حيث كنت تركله وتؤذي نفسك، لأنه كان يتمتع بالقوة منذ أن كان صغيرًا، كما أنه كان سريعًا للغاية، ساديو كان يستطيع مواجهة الجميع بالكرة، لكنه كان يركلها في المدرجات بدلًا إسكانها الشباك، بل كان بإمكانه إخراج الكرة من الملعب بالكامل".
وأضاف: "بعد ذلك تمكن المدرب الهولندي رونالد كومان من تدريبه وتطويره بشكل كبير، ووصل إلى هذا المستوى الذي يعرفه الجميع، وهو الأمر الذي يجعلك تفكر وتقول (يا إلهي، هذا الرجل يمكنه الوصول إلى القمة)".
ويبدو أنه على بيولي أن يعلم ماني من جديد طريقة إنهاء الهجمات بشكل سليم في شباك الخصوم، للتخلص من العيب الغريب الملازم له منذ الرحيل عن ليفربول.
ماني .. توقف عن التصرفات الطفولية!
رغم إشادتتا بروح أسد التيرانجا وقتاليته الكبيرة وتحركه في كل مكان بالملعب حتى نجح في العبور بالعالمي لدور الـ16 من كأس الملك إلا أن لقطة غريبة صدرت منه في اللقاء لا يمكننا أن نغض الطرف عنها..
في الدقيقة 57 من عمر اللقاء، تحصل ساديو على كارت أصفر بعد تعديه بغرابة شديدة على لاعب الخصم دون كرة بعدما شتت الكرة من أمامه! (طالع الفيديو)
تصرف غير مفهوم بالمرة، ربما كان سيكلفه كارت أحمر مع حكام آخرين، لكنه يجعلنا نتطرق كذلك للحديث عن التصرفات الطفولية والخروج عن التركيز في المباريات؛ الذي هو أحد عيوب ماني بشكل عام مع النصر.
في الموسم الماضي، دخل ساديو في أزمة مع الجماهير، لتعمده الرد على الانتقادات وصافرات الاستهجان بإشارات تقلل من الحضور في المدرجات، وهذا أبعد السنغالي كثيرًا عن مستواه.
مثل تلك التصرفات داخل المستطيل الأخضر رغم أنها واردة بشكل كبير إلا أنها تقلل من قيمة صاحبها وتخرجه من الأجواء، وهو ما ينعكس بعد ذلك على مستواه.
إذًا إلى ماني .. يبدو لنا أنك على الطريق الصحيح، فدعك من الصغائر!