hansi flick Roberto MartinezGetty/Pressbox

المطهر ينتظركم .. مارتينيز وفليك على بوابات الجحيم

المطهر .. حيث يدخل المرء للحساب للتكفير عن خطاياه في الدنيا، ثم الانتقال إلى النعيم بحسب فيرجيل في رائعته الشهيرة "الكوميديا الالهية".

خيبة أمل كبيرة لمنتخبي ألمانيا وبلجيكا عقب توديع كأس العالم من الدور الأول، وسهام الاتهام تتجه نحو المدير الفني هانز فليك ونظيره روبرتو مارتينيز اللذان يعيشان حالياً مرحلة المطهر أو أسوأ حتى.

أفول جيل ذهبي

تولى مارتينيز تدريب الشياطين الحمر لبلجيكا في 2016 وهذا الفريق يعيش فترة ذهبية كونه يملك جيلاً ذهبياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

روميلو لوكاكو، إيدين هازارد، كيفين دي بروينه، وآخرون كلهم في أفضل فترات مشوارهم، ولذا كانت الآمال أن ينجح المدرب الإسباني في أخذ هذا الفريق بعيداً، ولكن ما تعريف "بعيداً"؟

80 مباراة فاز في 56 منها بنسبة انتصار 70 بالمائة، مركز أول في تصنيف فيفا معظم تلك الفترة منذ توليه المسؤولية وحتى رحيله حيث الفريق الآن بالمرتبة الثانية خلف البرازيل، ومركز ثالث في مونديال 2018 هو الأفضل في تاريخ البلاد.

Roberto Martinez numbers embed onlyGoal Ar/Getty

كل تلك "الإنجازات" لم تكن كافية للحكم على فترة مارتينيز التي انتهت بوداع مبكر لمونديال قطر بكونها ناجحة لأن الجميع رفع سقف الطموحات لهذا الجيل، متناسين أن بلجيكا لم يسبق لها تحقيق أي بطولة أو لعب نهائي إلا في مناسبة وحيدة في 1980 بأمم أوروبا.

يرحل مارتينيز ومعه على الأغلب معظم أعضاء هذا الجيل الذهبي الذي سيكون صعباً أن يتكرر على الأقل في السنوات القليلة المقبلة، رحيل سيكون مصحوباً بالندم على فرصة ذهبية ضاعت لكتابة تاريخ، ولكن وصم تلك الفترة بالفاشلة سيكون قاسيًا.

مشروع صعب البداية

في ألمانيا، يتشابه ما يحدث حالياً مع ما عاشته ألمانيا في عدة مناسبات سابقة، نهاية مشروع وبداية آخر دائماً ما تكون صعبة للمانشافت.

فاز الفريق بأمم أوروبا 1996 ثم رحل بيرتي فوجتس عقب ثلاثية كرواتيا في 1998، ليعيش الفريق التخبط حتى 2006 عندما بدأ التخطيط الصحيح لمشروع طويل الأمد يبدأ من مدارس الشباب وصولاً للفريق الأول.

Germany World Cup 2022 Euro 2000Getty

استضاف الفريق مونديال 2006 مع يورجن كلينسمان وحصل على الترتيب الثالث، ثم بلغ نهائي يورو 2008 ومركز ثالث آخر في جنوب إفريقيا 2010 ونصف نهائي 2012 حتى النجاح مع مساعده يواخيم لوف في البرازيل 2014 وتحقيق اللقب العالمي.

قد يكون التحرك متأخراً بموعد رحيل لوف بسبب عادات الألمان بتفضيل الاستقرار، ولكن قدوم فليك يعني بداية مشروع جديد لا يزال في مراحله الأولى، وهو ما يعلمه معظم الألمان وعلى رأسهم المسؤولين في الاتحاد الكروي.

الخروج المبكر من كأس العالم قطر 2022 بالتأكيد خيبة أمل، ولكن لا تغير الكثير في مخططات الماكينات طويلة الأمد التي تستهدف يورو 2024 في أراضيهم بالتحديد، وتعتبر مونديال هذا العام مرحلة في تلك الرحلة، والوداع المبكر خطوة للخلف وعثرة، ولكن ليس نهاية المشروع.

إعلان