باتت انتقادات المدربين للتوقف الدولي في الوقت الحالي أكثر حدة، الأمر لم يقتصر فقط على تخوفات الماضي، بل إن فيروس كورونا نفسه وتوابعه باتا ينذران بكارثة كبرى كلما ذهب اللاعبون إلى تمثيل منتخبات بلادهم.
يمكن وصف التوقف الدولي الأخير بأنه الأسوأ على الإطلاق، فإذا جرت العادة على تسمية تلك الفترة التي تخصص للمنتخبات بمسمى "فيروس الفيفا"، الأمر تحول لواقع وأصبح فرصة حقيقية للإصابة بفيروس كورونا.
تنقل اللاعبين حول العالم للمشاركة مع بلادهم كما كان متوقعاً ساهم في ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس الوبائي في وقت تجاهد الفرق والدوريات للسيطرة على الوضع، ناهيك عن الإصابات العضلية والإجهاد للاعبين يعانون منذ الأسابيع الأولى بسبب موسم مضغوط.
ذلك تسبب في عضب العديد من المدربين سواء جوزيه مورينيو الذي نشر صورة له وهو يتدرب نظرًا لعدم توفر لاعبين، فضلًا عما حدث مع يورجن كلوب وزيدان وأنطونيو كونتي وكل من فقدوا لاعبين أساسيين بعد العودة من الوقف الدولي.
ما حدث خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة يجعل من الحتمي إعادة النظر بخصوص مصير التوقفات الدولية المقبلة، الأمر أصبح خطيراً صحياً مع دخول الموجة الثانية وارتفاع أعداد المصابين، وغير منطقي بعد كل المجهود المبذول للحد من انتشار الفيروس بين الرياضيين والإجراء التي يفترض أنها صارمة يتم كسر كل ذلك والمخاطرة بصحة اللاعبين ومصير الدوريات والبطولات الكبرى.
الحل قد يكون في لعب المباريات في أوروبا استثنائياً، معظم اللاعبين محترفين ماعدا ربما بوليفيا، وفي غياب عامل الجماهير التي كانت تصنع الفارق لتلك المنتخبات أصبحت الملاعب محايدة ولا فارق بين اللعب في كولومبيا أو ألمانيا في ظل الظروف الراهنة.
الموضوع قد يكون شائكاً بالتأكيد ويشهد اعتراضات، وفي أسوأ الظروف يمكن الإبقاء على تصفيات أمريكا الجنوبية فقط وإلغاء دوري الأمم الأوروبية وعدم لعب الوديات حفاظاً على الصحة العامة، وإنقاذاً لموسم وُلد في خضم المعاناة وسيكون جحيماً على اللاعبين والأندية إذا استمر الاتحاد الأوروبي والدولي في عناده.
ماذا عن دوري الأمم الأوروبية؟ البطولة تم صنعها بالأساس حتى ترفع من ترتيب الفرق الأوروبية في تصنيف الفيفا وتجعل الأوروبيين يهيمنون على المراكز الأولى وبالتالي في كأس العالم يحتلون صدارة المجموعات، ولكن مع الظرف الراهن كان يمكن تأجيلها وإعطاء اللاعبين متنفساً خلال ذلك الموسم العصيب الذي ستلعب فيه الأندية كل ثلاثة أيام تقريباً.
في الوقت الحالي تغيرت خارطة كل شيء تقريبًا إلا فترات التوقف الدولي التي بدلًا من أن يبحث القائمون على اللعبة عن تقليل الضغط بها يبحثون عن زيادته بأقصى شكل ممكن.
