الكاف ينصف ماني، ولكن هل ظُلم صلاح؟

في عام كان فيه محمد صلاح هو الأقرب للفوز بالكرة الذهبية كأفصل لاعب في العالم، فشل الدولي المصري حتى في الحصول على الأفضل بإفريقيا!

معركة أخرى يخسرها نجم ليفربول لصالح زميله السابق ساديو ماني، الذي حصد الأفضل بالقارة السمراء للمرة الثانية بمسيرته.

لم يكن عام صلاح كما تمناه صاحب الـ30 سنة، حيث كان يحلم برباعية مع الريدز والمزيد من الجوائز الفردية والتأهل لكأس العالم 2022 في قطر.

ولكنه عام ماني رغم تذوقه نفس كأس الخسارة لدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي مع صلاح، حيث نجح في التعويض مع منتخب بلاده بالتأهل للمونديال والفوز بكأس أفريقيا.

وبعد الإعلان عن الفائز بالحفل الذي أقيم مساء الخميس في المغرب، ومع ظهور الاتهامات بالظلم والتحيز كما هو الحال في كل جائزة فردية، دعونا نتطرق إلى هذه المعركة وهل استحق ماني فعلًا التفوق على صلاح؟

الأرقام قد تكذب أحيانًا

Getty

من ناحية الأهداف لا يمكن التشكيك أن صلاح كان أفضل من ماني، بتسجيله 31 هدفًا بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، متفوقًا على السنغالي الذي أحرز 21 فقط في موسم 2021/2022.

ولكن المثير للاهتمام أن أهداف ماني ليست أقل من صلاح بشكل كبير لو قمنا بعدم احتساب ركلات الجزاء، حيث قد يقل الفارق إلى 4 أهداف فقط لصالح النجم المصري.

وبالنسبة لصناعة الأهداف تبدو الفجوة واضحة بين الثنائي، حيث صنع صلاح 13 هدفًا في الدوري وهدفين بدوري الأبطال، مقابل هدفين فقط لماني بكل البطولات على مدار الموسم.

والفرص المصنوعة لصلاح أيضًا كانت أفضل من ماني بمجموع 82 مقابل 54 ليصبح المصري أكثر إفادة لليفربول من النجم المنتقل حديثًا إلى بايرن ميونخ.

ورغم من اعتقاد البعض أن ماني أفضل مهارة ومراوغة من صلاح، إلا أن الكفة تميل ناحية مهاجم ليفربول بـ185 محاولة أكمل منهم 82 بنجاح، مقابل 111 محاولة لماني أكمل منهم 61.

ولكن من الناحية الدفاعية تفوق ماني بشكل واضح على نظيره المصري، وكان أكثر نجاحًا في حالة الضغط على الخصم بنسبة 31.9% مقابل 28.8% لصلاح.

نظرة أدق على الموسم

Getty

بعيدًا عن الأرقام وبالتركيز على الأداء داخل الملعب، سنجد أن ماني كان الأفضل لفترات أطول مع ليفربول خلال الموسم الماضي رغم التفوق الساحق للنجم المصري بلغة الأرقام.

بداية صلاح للموسم كانت مميزة وصاروخية جعلت البعض يؤمن أن الكرة الذهبية ستكون لصالحه وليس الأفضل في إفريقيا، ولكن منذ عودته من كأس إفريقيا وخسارة مصر للقب تحول إلى لاعب آخر.

ماني لم يكن سيئًا في الفترة التي تفوق فيها صلاح عليه ببداية الموسم، ولكن صلاح كان يعاني خلال فترة تألق ماني في النصف الثاني من الموسم الذي حصد فيه ليفربول لقبي كأس رابطة الأندية الإنجليزية للمحترفين وكأس الاتحاد الإنجليزي.

يورجن كلوب اضطر إلى تحويل ماني لمركز المهاجم الصريح بعد قدوم لويس دياز وهبوط مستوى روبيرتو فيرمينو، ليتفوق اللاعب ويصبح الأفضل في ليفربول، بينما عانى صلاح من جفاف تهديفي، كسره في الفوز الشهير على مانشستر يونايتد، لكنه لم يكن كافيًا لانتزاع الأضواء من ماني.

ثبات المستوى يميل لصالح الدولي السنغالي الذي شد الرحال إلى بايرن هذا الصيف، لذلك لا تدع الأرقام تخدعك!

نقطة تحول

Getty

لو سار صلاح على نفس الخط الذي بدأ به الموسم لكان تفوق على ماني وعلى أي لاعب آخر في أي جائزة ممكنة، ولكن خسارته لكأس إفريقيا مع مصر أمام السنغال كانت بمثابة نقطة التحول التي قلبت الأمور تمامًا.

اللاعب عاد إلى ليفربول بمعنويات منخفضة جدًا عكس ماني الذي قاد بلاده للقب، ليتفوق على صلاح في معركة أخرى بالملحق المؤهل لكأس العالم 2022 في قطر، لتكون النتيجة 2/0 لصالح ماني على المستوى الدولي.

وحتى رغم تأهل صلاح مع مصر إلى نهائي كأس إفريقيا، إلا أنه تعرض لانتقادات شديدة خلال البطولة لأنه لم يظهر بنفس المستويات التي يقدمها مع الريدز، بل تفوقت عليه بعض الأسماء الأخرى أقل شهرة مثل أحمد فتوح ومحمد أبو جبل ومحمد عبد المنعم.

ولذلك لا يمكن وصف النتيجة بالظالمة لصلاح، لأن ثبات المستوى على مدار الموسم يرجح كفة ماني، وكذلك التفوق على الجانب الدولي في معركتين جعل السنغالي يحصد الجائزة عن استحقاق.

الحالة الوحيدة التي كان يمكن التأكيد فيها على تعرض صلاح للظلم، لو كان معيار الحكم الرئيسي هو الأرقام الفردية الشخصية لكل لاعب بمفرده، ولكن هذه ليست الحالة المعلنة بالنسبة للاتحاد الإفريقي.

حصول صلاح على جائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي من رابطة المحترفين والهداف بالمناصفة مع سون هيونج مين، يجب وضعه في الاعتبار، ولكن ماني تفوق عليه من ناحية الإنجازات على الجانب الإفريقي مع السنغال وكان أكثر تأثيرًا منه، وهو المعيار الذي يحمل أهمية أكبر عندما نتحدث عن جائزة الأفضل بالقارة على وجه التحديد!