طبقت تقنية الفيديو هذا الموسم في جميع الدوريات الأوروبية الكبرى، وفي دوري أبطال أوروبا كذلك، وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع حل قضية التحكيم إلى الأبد، زادت الانتقادات عن الحد المتعارف عليه فيما قبل تطبيق التقنية.
في كل دوري تختلف المشاكل عن غيره، ولكنها تظل قائمة، إما باتهامات بالمحاباة لبعض الفرق على حساب أخرى، وإما مشاكل في آلية التطبيق نفسها، وإما في الأهواء التي تتحكم في وقت وإمكانية الرجوع لها.
في الدوري الإسباني لم تظهر المشاكل بصورة كبيرة قبل أن تتوقف المسابقة بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث سارت الأمور بشكل مقبول إلى حد ما ولم تزد حدة الاعتراضات كثيرًا سوى في بعض الأشياء التي لم تنتهِ أبدًا.
ولكن بعد العودة من التوقف، أصبحت هناك اتهامات صريحة بمحاباة ريال مدريد والسعي وراء تتويجه بلقب الدوري الإسباني عن عمد من خلال تعطيل المنافس برشلونة ومنح الهدايا للفريق الملكي.
الأمور لم تتوقف عند كونها تراشقات جماهيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بعض اللاعبين قد اعترفوا بذلك علنًا وأبرزهم بالطبع جيرارد بيكيه، ولكن المفاجأة أن الأمور لم تتوقف حتى عند بعض الاتهامات من قبل اللاعبين.
وفي هذا السياق، عادت الكلمات التي نطق بها خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني حول تقنية الفيديو في البطولة إلى الواجهة من جديد رغم أنها قيلت قبل فترة طويلة إلى حد ما ولم يهتم أحد بها.
أي كلمات؟ تلك التي قالها تيباس في يناير الماضي والتي لم يلتفت إليها الكثيرون، حيث كانت تتضمن اتهامات إلى رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس وتم التعامل معها كفصل جديد في الحرب بينهما.
تيباس في ذلك الحين قال إن وضع تقنية الفيديو في الدوري الإسباني قد أخذ اتجاهًا مغايرًا بعد مكالمة روبياليس مع فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد.
وأكد تيباس في ذلك الحين أن قرارات تقنية الفيديو أصبحت مثيرة للجدل وتبدو في اتجاه واحد بعد مكالمة حدثت بين روبياليس وفلورنتينو بيريز.
وأشار تيباس إلى أن الأمور تحتاج إلى توضيح في الوقت الذي لا توجد فيه أي مشكلة فنية أو تقنية بخصوص الفيديو، ولكن يبدو أن الأمر موجهًا وبه ملابسات تحتاج للكشف عنها.
وعادت هذه الكلمات إلى الواجهة بعد العودة من التوقف الذي دام لـ 3 أشهر بسبب فيروس كورونا، حيث أن قرارات تقنية الفيديو كلها جاءت في صالح ريال مدريد حسب ما يقال من البعض.
حسب موندو ديبورتيفو، فإن هذا الأمر كان أحد الأسباب وراء تراجع برشلونة وفقدانه صدارة البطولة التي كان يتربع عليها قبل أن تتوقف منافسات كرة القدم في مارس الماضي.
مباريات مثل سيلتا فيجو وإشبيلية وأتلتيكو مدريد شهدت جدلًا تحكيميًا ثم تعادل فيها برشلونة وفقد 6 نقاط كاملة مقابل عدم فقدان ريال مدريد أي نقاط.
كان ذلك في الدوري الإسباني، أما في إيطاليا، فهناك العديد من ركلات الجزاء التي تحتسب بشكل غريب، على أي تلامس داخل المنطقة، وكان ما حدث في مباراة يوفنتوس وأتالانتا مؤخرًا علامة استفهام كبرى.
في الدوري الإنجليزي قانون حساب التسلل كان هو مثار الجدل الأبرز، حيث أن القانون كان يراجع حالات التسلل بالميلي متر، على الرغم من عدم دقة الكمبيوتر في حساب ذلك حسب ما قالته دايلي ميل والعديد من الصحف الإنجليزي الأخرى.
هل حوّلت مكالمة بيريز مصير الدوري الإسباني؟
في النهاية كان من المنتظر أن تقلل تقنية الفيديو هامش الخطأ، ولا أحد ينتظر أن تنتهي الأخطاء إلى الأبد، ولكن على الأقل هناك بعض الأشياء التي يبدو أنها تحدث عن عمد، ويمكن تفاديها في حال أراد القائمون على اللعبة ذلك.