مازالت الإساءة العنصرية متفشية في كرة القدم للأسف، مع العديد من الحوادث ضد اللاعبين بشكل منتظم.
الاعتداء العنصري هو استهداف اللاعبين بناءً على اللون أو العرق من لاعبين ومسؤولين من جنسيات وخلفيات مختلفة.
وبدأت حوادث الاعتداء ضد اللاعبين المهاجرين أو أصحاب البشرة السمراء أو من الأقليات تزداد في العديد من الدول الأوروبية، سواء عبر الهتافات والإشارات المسيئة أو سوء المعاملة.
جول يُقدم لكم كل ما تريدون معرفته حول كيفية عقاب العنصرية في كرة القدم، بدءً بالغرامات مرورًا بالإيقاف ونهاية بغلق الملاعب وخصم الن
- الغرامات
- إيقاف الملاعب، اللعب دون جمهور وغلق الملاعب
- خصم النقاط
- الاعتقادلات
- الخروج من الملعب
- تجاهل الأمر بالكامل
كيف تُعامل حالات العنصرية في كرة القدم؟
الغرامات
الغرامة المالية هي العقوبة الأولى والأكثر شيوعًا لمعاقبة التصرفات العنصرية، سواء ضد الأندية أو أي متورط في الأمر.
وتنص لوائح فيفا التأديبية على فرض غرامة مالية ضد النادي في حال وجهت تهمة العنصرية لجماهيره قدرها 30 ألف فرانك سويسري (30 ألف دولار أمريكي، 23 ألف جنيه إسترليني)، وقد تُفرض المزيد من العقوبات مثل غلق الملاعب أمام الجمهور أو خصم النقاط بناءً على الحدث.
وقد فُرضت غرامة مالية قدرها 17.396 جنيه إسترليني ضد جماهير مونتينيجرو حين اتهمت جماهير المنتخب بتوجيه إساءات عنصرية ضد ثلاثي المنتخب الإنجليزي رحيم ستيرلينج وداني روز وكالوم هدوسون أودوي خلال مباراة الفريقين في تصفيات اليورو في مارس 2019، وقد عوقب المنتخب كذلك بلعب مباراة واحدة خلف أبواب مغلقة.
وقد انتقدت عقوبة الغرامة المالية للعنصريين كثيرًا من عدد من الأشخاص البارزين في كرة القدم، وقد تحدث داني روز مؤكدًا أن تلك العقوبة لن تُمثل الرادع المطلوب لإيقاف تلك السلوكيات.
Gettyإذ قال "الأمر محزن قليلًا، لكن ما الذي تتوقعه إن كانت العقوبة غرامة مالية بقيمة على الأرجح سأنفقها خلال سهرة في لندن؟".
"لقد رأيتم كيف أوقف مدربي السابق ماوريتسيو بوتشيتينو لمباراتين لمجرد مواجهة مع مايك دين، لكن حتى الآن لا يمكن تغريم أي بلد سوى كمية قليلة من المال لكونه عنصريًا. لهذا لا أعتقد أننا قد نتوقع توقف تلك الإساءات في كرة القدم طالما مثل تلك العقوبات موجودة".
اتساقًا مع حديث روز، نجد أن ويفا عاقب مهاجم الدنمارك نيكلاس بندتنر بغرامة قدرها 80 ألف جنيه إسترليني لأنه وضع شعار "بادي باور" على ملابسه الداخلية خلال احتفال بأحد أهدافه في 2012، وهو مبلغ أكبر مما قد يُغرم به أي طرف نتيجة ممارسته العنصرية.
بالإضافة لذلك، فرض ويفا غرامة مالية قدرها 30 ألف جنيه إسترليني على نادي بيشيكتاش بحجة التنظيم السيئ بعد دخول قطة أرض الملعب خلال مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ في مارس 2018.
إيقاف الملاعب، اللعب دون جماهير وغلق الملاعب
لوائح فيفا التأديبية تُعاقب بالإيقاف لخمس مباريات على الأقل أي طرف متهم بالإساءة العنصرية، سواء كانت الجماهير أو أي شخص آخر.
هذا قد يقترن أيضًا بإيقاف الملعب ومنعه من استقبال المباريات مع فرض غرامة مالية قدرها على الأقل 20 ألف فرانك سويسري (20 ألف دولار أمريكي، 15 ألف جنيه إسترليني).
وقد فرض ويفا عقوبة إيقاف الملعب لمباراتين وغرامة مالية على منتخب بلغاريا بعدما قامت جماهيره بالإشارة بإشارات القرود تجاه تيرون مينجز وستيرلينج وماركوس راشفورد وكذلك القيام بإشارات نازية خلال مباراة تصفيات يورو 2020 ضد إنجلترا في أكتوبر 2019.
مباراة بلغاريا في الشهر التالي ضد جمهورية التشيك أقيمت خلف أبواب مغلقة، فيما تم أمر المنتخب بإظهار لافتة كتب عليها "لا للعنصرية". ورغم تلك العقوبات إلا أن شبكة مناهضة التمييز "fARE" أبدت خيبة أملها منها.
إذ أوضحت في بيان "نرحب بسرعة اتخاذ القرار لكننا نشعر بخيبة أمل لعدم استبعاد بلغاريا من تصفيات يورو 2020 نظرًا لسجلها السابق وعدم قدرتها مواجهة المشاكل التي تعاني منها".
خصم النقاط
قد تُواجه الفرق التي تقوم جماهيرها بسلوكيات عنصرية خصم نقاط من المسابقات المشتركة بها، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.
كرواتيا غُرمت 100 ألف يورو وخُصم منها نقطة في تصفيات يورو 2016 بعدما ظهرت إشارة "صليب معقوف" في مباراتها ضد إيطاليا.
وقد عوقبوا كذلك بلعب المباراتين التاليتين على ملعبهم دون جماهير.
الاعتقالات
عقوبة الاعتقال تجاه أولئك المرتبطون بحوادث عنصرية أقل شيوعًا من الغرامات المالية والإيقاف.
اعتقال الأفراد هو دون جدال وسيلة أكثر فعالية ضد التصرفات العنصرية من تغريم الأندية، وهي عقوبة مساوية لغلق الملاعب في وجه الجماهير لأنها تؤثر مباشرة في الجماهير المرتبطة بالسلوك العنصري.
شرطة مانشستر اعتقلت رجلًا للاشتباه في قيامه بتصرفات عنصرية خلال ديربي مانشستر في ديسمبر 2019. خلال الشوط الثاني، تعرض فريد للقذب بأشياء مثل الولاعات والعملات المعدنية بواسطة جماهير مان سيتي حين توجه لتنفيذ ركلة ركنية.
مشجع آخر قام بإشارات عنصرية ضد ثنائي مانشستر يونايتد فريد وجيسي لينجارد.

وبعد نهاية المباراة مباشرة أصدرت المدينة بيانًا أكدت خلاله أنها تحقق فيما حدث وقد تعاقب الجماهير العنصرية بالإيقاف مدى الحياة.
الخروج من الملعب
العديد من نجوم كرة القدم اقترحوا مغادرة الملعب إن قامت الجماهير بسلوكيات عنصرية خلال أي مباراة. أشخاص مثل يورجن كلوب وماوريتسيو ساري أيدوا فكرة إيقاف الحكم للمباراة وخروج اللاعبين من الملعب لاتخاذ موقف ضد الجماهير العنصرية.
رئيس ويفا ألكساندر سيفرين قال "أعتقد أن 90% من الجماهير العادية في الملعب ستركل أولئك الأغبياء العنصريين خارجًا عند إيقاف المباراة أو عدم لعبها، نحن في 2019 ولسنا قبل 100 عام".
من جانبه، عبر ستيرلينج عن وجهة نظر مختلفة، إذ رأى أن الخروج من الملعب سيصب في النهاية في صالح العنصريين ويمنحهم القوة، إذ قال "لا أتفق شخصيًا مع ذلك. حاول المواجهة والفوز بالمباراة وأظن أن هذا سيؤلمهم أكثر. هم مجرد يُحاولون النيل منك وإن غادرت الملعب ستلبي غرضهم، لذا أفضل رد عليهم هو التسجيل ضدهم أو الفوز عليهم".
تجاهل الأمر بالكامل
ربما أكثر حوادث العنصرية شهرة في الآونة الأخيرة حدثت في الدوري الإيطالي. روميلو لوكاكو تلقى العديد من السلوكيات العنصرية منذ انضمامه للإنتر عام 2019، وكذلك ماريو بالوتيلي في هيلاس فيرونا.
وحين اشتكى لوكاكو من هتافات جماهير سلافيا براج العنصرية ضده في دوري الأبطال، الفريق التشيكي نفى وجود تلك الهتافات وطالب في المقابل لوكاكو بالاعتذار عن تلك الاتهامات.
فيما بعد، أعلنت أندية السيري آ عن حملة لمناهضة العنصرية بواسطة أندية الدوري الـ20، وقد كتبت رسالة مفتوحة عنونت به "رسالة مفتوحة لأولئك الذين يحبون كرة القدم الإيطالية".
"علينا الاعتراف علنًا بأننا نواجه مشاكل خطيرة مع العنصرية. هي مشكلة لم نعمل على مكافحتها جديًا خلال السنوات الماضية".
ما مدى فعالية العقوبات ضد العنصرية في كرة القدم؟
من الصعب الحُكم على مدى فعالية تلك العقوبات في محاربة السلوكيات العنصرية، والتي يجب إدانتها دومًا، من المجتمع بالكامل وليس فقط عالم كرة القدم.
ومن المنطقي القول أن العقوبات التي تُفرض على الأشخاص بشكل مباشر، مثل إيقاف الملاعب أو الاعتقالات، ستكون أكثر تأثيرًا من مجرد فرض الغرامات المالية على الأندية أو الاتحادات.
ورغم تلك العقوبات، إلا أنه من المحبط القول أن الحوادث العنصرية مازالت تحدث وبشكل منتظم في ملاعب كرة القدم.
مثلًا، لم يتوقف الجمهور الكرواتي عن سلوكهم العنصري رغم منعهم من التواجد في الملعب خلال إحدى المباريات بناءً على عقوبة في مباراة سابقة، إذ نقشوا صليب معقوف في أرض الملعب.
قد تكون عقوبة اعتقال الأفراد مثل التي حدثت خلال ديربي مانشستر في ديسمبر 2019 أكثر فعالية.
Gettyربما الأمل يبقى في زيادة الوعي حول تلك المشكلة.
ولكن وكما قال جاري نيفيل بعد حادثة ديربي مانشستر، فإن الأمر لا يقتصر فقط على كرة القدم بل هي مشكلة مجتمعية تمامًا، والحديث ضد المهاجرين من بعض الشخصيات السياسية يؤجج مشاعر الكراهية تلك.
إذ قال عبر قناة سكاي سبورتس"نحن نتحدث عن كونها مشكلة مجتمع وهي بالتأكيد كذلك. حين تُشاهد حديث رئيس الوزراء "بوريس جونسون" يوم أمس عن الهجرة لتلك البدلاء ووجوب امتلاك الناس لمستويات معينة".
"هذا يزيد من وقود العنصرية دومًا، والأمر سار للأسوأ خلال السنوات الثلاثة الأخيرة في البلاد بشكل عام وليس مجرد كرة القدم".
جونسون الذي قال أن السيدات الذين يضعون النقاب يشبهون "الصناديق" ووصف أصحاب البشرة السمراء بـ "ضحكات البطيخ" انتخب فيما بعد رئيسًا للوزراء.
