سيناريو رحيل ميسي عن صفوف برشلونة هذا الصيف لم يكن في خيال أي محب أو كاره للبرغوث وللنادي الكتالوني بهذا الشكل.
لكن الرحيل حدث بالفعل، والسيناريو الذي لم يتخيله أي شخص أصبح هو الأمر الواقع وشاهدنا ميسي أخيرًا بقميص آخر غير ذلك الخاص ببرشلونة.
وبعيدًا عن ذلك السيناريو فالجميع كان يعلم علم اليقين أن بقاء ميسي في برشلونة لن يكون أبديًا، وأن رحلته ستنتهي قريبًا سواء بالاعتزال أو الرحيل لأحد أندية الدوري الأمريكي أو الصيني أو حتى للمنطقة العربية.
لذلك فصورة برشلونة دون ميسي كانت تهيم في عقول البعض بالفعل، لكن ماذا عن الفريق دون ليونيل بعد عشر سنوات من رحيله؟
دعونا نفكر سويًا كيف ستكون صورة برشلونة دون ليونيل ميسي بعد عشر سنوات من رحيل الأرجنتيني؟!
هل يستمر برشلونة في المنافسة على الألقاب؟ّ!
صحيح أن عدد ألقاب برشلونة في وجود ليونيل ميسي لم يسبق لأي لاعب أن حققه في صفوف النادي الكتالوني إلا أن الفريق نافس على الألقاب من قبله وسيفعل من بعده.
برشلونة يملك من الأسماء من يستطيع أن ينافس على الألقاب لسنوات مقبلة، كما فعلوا من قبل في السنوات الماضية.
حتى قبل انضمامهم لبرشلونة نافس أنطوان جريزمان وفيليبي كوتينيو وفرينكي دي يونج وغيرهم على الألقاب في فرقهم.
Goal/Gettyرئيس النادي
الخيارات في ذلك الشأن عديدة، ستكون فترة لابورتا قد انتهت، وعلى الأغلب سيكون عهد بيكيه في لعب كرة القدم قد انتهى.
ولما لا نرى قائد الدفاع الحالي وهو يدافع عن ألوان برشلونة لكن هذه المرة من مقعد الرئيس كما ترشحه الجماهير دائمًا.
بيكيه يملك القدرات الإدارية اللازمة، ونراها بكل وضوح في الأعمال التي يديرها لنفسه ولزوجته شاكيرا، كما أن نشاطه في مجال الاستثمار الرياضي مؤخرًا يسمح له بذلك.
المدير الفني
عادة برشلونة هي الاعتماد على أبناء النادي في قيادة الفريق فنيًا، حدث ذلك مع ريكارد وجوارديولا وكرويف وغيرهم من النجوم والآن مع كومان.
لذلك من المتوقع أن نرى أحد أبناء الجيل الذهبي قائدًا للفريق من على مقاعد البدلاء، فليكن تشافي هيرنانديز الذي تم ترشيحه عدة مرات بالفعل للمنصب نفسه.
أو حتى سيرجيو بوسكيتس الذي أوشك على الاعتزال وأعرب عن رغبته في الاتجاه للتدريب لاحقًا.
القائد
في الوقت الحالي هناك خيارات عديدة في تشكيل برشلونة تستطيع الاستمرار لسنوات بقميص النادي الكتالوني.
أبرزهم سيكون العائد مؤخرًا إريك جارسيا الذي أظهر شخصية قوية بالأمس ضد أتلتيك بيلباو عندما قرر التضحية والحصول على بطاقة حمراء مباشرة بدلًا من تسجيل أصحاب الأرض لهدف يهزم برشلونة.
هناك أيضًا بيدري وإن كانت شخصيته خجولة بعض الشيء، وهناك أيضًا انسو فاتي وغيرهم من النجوم، لكن حتى الآن جارسيا قد يكون الأقرب.
مصير ميسي!
لا يعرف ميسي مكانًا إلا برشلونة، حسنًا عرف باريس مؤخرًا، وقد يعرف ميامي بعد عامين أو ثلاثة، لكن المدينة الأقرب لقلبه هي تلك القابعة في قلب كتالونيا.
Goal/Gettyميسي وقتها سيكون قد اعتزل كرة القدم كلاعب بكل تأكيد، وشخص كليونيل لا يبدو عليه أنه سيحب فكرة التدريب أو العمل الإداري.
على الأغلب سيعود ميسي لبرشلونة كما تمنى في خطاب الوداع الخاص به، لكن دوره سيكون شرفيًا على الأغلب، كما كان دور يوهان كرويف في سنواته الأخيرة.
سياسة الانتقالات
في مطلع الألفية اعتمد برشلونة على مدرسته الخاصة لتقديم المواهب وأفضل ما لديه وابتعد عن الصفقات الكبيرة من سوق الانتقالات.
الأمور تغيرت قليلًا في السنوات الأخيرة ووجدنا الفريق يضم صفقات بأرقام قياسية، يكفي أن نقول أن صفقات كوتينيو وديمبيلي وجريزمان هي ثالث ورابع وخامس أغلى صفقات كرة القدم في التاريخ بعد نيمار وكيليان مبابي.
بعد مرور عشر سنوات من المؤكد أن سياسة الانتقالات في برشلونة ستتغير بشكل جذري، فالفريق لن يستطيع أن يجاري الظروف المادية الحالية ويستمر في نفس سبل الصرف.
بيت القصيد
عشر سنوات هي فترة طويلة للغاية للحكم على شكل الفريق الذي سيصبح عليه فيها، لكن من المؤشرات يمكننا القول أن قلعة برشلونة التي صمدت لقرن وعدة عقود ستستمر في الصمود.
بميسي أو دونه، لن يهم ذلك حقًا حتى لو كان ليونيل أعظم من لمس الكرة في التاريخ، وهو كذلك في نظر البعض، النادي استمر من قبله وسيستمر من بعده بكل تأكيد.