بعيدًا عن الجدل الفني المثار حول كأس الملك، والجدل التحكيمي في ديربي الرياض، وبعيدًا عن الاحتفالات بيوم التأسيس الذي يوافق اليوم، وللأسف بعيدًا عن الاحتفالات بالشراكات الكبرى مع شركة "القدية" من جانب الهلال والنصر، وشركة "وسط جدة" من جانب الاتحاد والأهلي، لننظر إلى الجانب المقلق والمظلم في القضية..
أول أمس الأحد، أعلنت شركتا "القدية" و"وسط جدة" توقيع شراكة استراتيجية مع الرباعي، على أن يدخل خزينة كل منهم 100 مليون ريال سنويًا لمدة 20 عامًا، مع إمكانية تعديل المبلغ كل خمس سنوات.
بالطبع صفقتان ضخمتان، أو بالأصح هما الأضخم في تاريخ الأندية السعودية بشكل عام، ومؤكد أن مردودهما سيكون كبير على الرباعي.
ملأ الإعلام البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفالات، وبالإشادات بمدى التطور الذي سيحدث بكرة القدم السعودية من الناحية الفنية والتجارية، وأن المشهد سيحدث به طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، مع بداية تنفيذ بنود هذه الشراكة.
تحدثت البرامج بما يكفي وأشادت بهذه الشراكات، وقد "كفت ووفت"، ولا نحتاج أن نزيدكم من الشعر بيتًا في هذا الجانب، لكن دعونا ننظر إلى ما يقلقنا من هذه الناحية..
الصورة خادعة!
al ittihad twitterيبدو المشهد من الخارج مشرقًا، ويبدو مستقبل قطبي الرياض وقطبي جدة مزدهرًا، لكن وماذا عن البقية؟!
دائمًا ما يتحدث الإعلام ويتفاخر عن كون الدوري السعودي أكثر الدوريات العربية إثارةً وتشويقًا، وبالفعل هو كذلك، فالمنافسة لا تقتصر على ناديين فقط، والفوارق الفنية بين الجميع متقاربة، وهذا حدث بعد الدعم الكبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والقيادات في وزارة الرياضة على مدار السنوات الماضية.
لكن كيف سيكون الحال وقتما تدخل خزائن الرباعي الكبير مبالغ ضخمة بعد هذه الشراكة دون غيرها من الأندية؟! ماذا عن أندية الوسط والمؤخرة؟!، وماذا عن الشباب الذي يتم تنحيته دائمًا عند الحديث عن الكبار من قبل المسؤولين؟!
الفوارق الفنية ستتسع مع استقطاب لاعبين من طراز فريد من وراء هذه الأموال، وسينعكس بالتبعية على مستوى الدوري السعودي بشكل عام.
وبنظرة أشمل إذا كان الحديث عن هيمنة قارية، فإن حتى هذه لن تحدث، فالرباعي الكبير حتمًا سيتراجع في ظل ضعف مستوى منافسيه المحليين، ممن هم غير قادرين على التعاقد مع لاعبين بنفس جودة لاعبي الزعيم والعالمي والراقي والعميد، ومن ثم سنعكس ذلك على أدائهم في البطولات القارية.
تحدث البعض عن احتمالية توقيع شراكة مشابهة مع خمسة أندية أخرى، من بينها الشباب، ووقتها سيتلاشى الخوف من دخول الجانب المظلم من تلك الشراكات، فإما أن يتم دعم الغالبية وإلا فلا تدعم جزء صغير وتترك البقية تعاني.
الآن توقفوا عن السذاجة الاستثمارية:
goalالنقطة الثانية التي نخشاها في هذه الشراكات هي تعامل مسؤولي الأندية مع هذه المبالغ الضخمة..
الهدف من وراء تلك الاتفاقيات هو القضاء على العجز المالي لدى الرباعي، فالديون تراكمت سنوات قبل أن يتدخل ولي العهد وينقذ الأندية، بجانب السيطرة على الوضع بشكل محدود مع تطبيق نظام الكفاءة المالية.
لكن كيف سيدير رؤساء الأندية هذه المبالغ؟، نقولها صراحةً فإن الاستثمار لدى الأندية السعودية في اللاعبين هو الأسوأ على الإطلاق.
أسماء بحجم بافيتمبي جوميس، كارلوس إدواردو، عبد الرزاق حمد الله، نور الدين أمرابط، برادلي جونز وغيرها الكثير، رحلت مجانًا، إما لنهاية العقد أو لفسخ التعاقد، فعن أي استثمار تتحدثون؟!
الآن يجب أن تتوقف هذه السذاجة الاستثمارية!، فالقيادات تسعى لنقلة مختلفة بالدوري السعودي، وعلى رؤساء الأندية أن يعوا حجم المسؤولية تمامًا من هذا الجانب، استسهال رحيل اللاعبين وفسخ التعاقدات دون محاولة لتسويق هؤلاء اللاعبين، هو فكر عقيم، خاصةً وأنه منتشر بصورة كبيرة في الدوري السعودي.
القادم سيكشف حقيقةً مدى إدراك مسؤولي الأندية لما يحدث من مجهودات من قبل القيادات أو أن فكرهم سيتعرى!
اقرأ أيضًا..
فيديو | البلطان منفعلًا بسبب الهلال: أنت تتحدث عن الشباب وليس أرطاوي الرقاص!
مقال منذ 8 سنوات .. ما حذر منه مسلي آل معمر يفعله الآن: بيع الوهم للجمهور!
فيديو | الفراج للعنزي: من 40 سنة تتحدثون عن ظلم النصر.. حالتكم صعبة!
