صالح الشهري - فهد المولد - فراس البريكانgoal

الشهري، الغنام، كمارا وغيركم .. اهربوا من "جحيم" الدوري السعودي

لم يعد الحديث عن زيادة عدد أجانب الدوري السعودي إلى 8 مجرد فكرة أو اقتراح، بل أصبح قريبًا جدًا من أن يكون حقيقة وواقعًا يُحول الدوري إلى جحيم بالنسبة للاعبين السعوديين.

اللاعب المحلي يُواجه بالفعل معاناة كبيرة ليلعب أساسيًا مع فريقه في ظل وجود 7 أجانب، ما الذي سيحدث عند زيادة العدد؟ ستُصبح المساحة المتاحة للاعبين السعوديين تُعادل 27% فقط من التشكيل الأساسي! وربما تقل بعد عام أو عامين مادام المسؤولون يرون أن ذلك في صالح الدوري والمنتخب السعودي، وربما يكونون على حق!

اقرأ أيضًا | هل يندم؟ .. الاتحاد يؤكد للجميع: الهلال خارج المنافسة على الدوري

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لن أناقش هنا مدى صحة قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب وآثاره السلبية والإيجابية، ولن أناقش إن كان وجود الأجانب بهذا العدد الكبير في صالح الدوري السعودي والأخضر أو لا.

ما سأناقشه هو تأثير ذلك القرار على اللاعب السعودي الناشط في الدوري والذي لديه آمال وطموحات يسعى لتحقيقها ولن تتحقق طالما هو موجود على دكة البدلاء في انتظار إيقاف أو إصابة اللاعب الأجنبي القادم بالملايين.

اللاعب السعودي يمتلك الموهبة والقدرات الفنية والبدنية اللازمة للعب في أندية بلاده، وقد أظهر العديد منهم أحقيته في اللعب أساسيًا، رأينا ما الذي يفعله صالح الشهري مع الهلال، وكيف يؤدي خالد الغنام مع النصر، وكيف لعب هارون كمارا دور المنقذ للاتحاد، وكيف أداء فراس البريكان وعبد الله الحمدان وفواز القرني مع المنتخب السعودي حين حصلوا على الفرصة.

Firas al-Buraikan - saudi - china 12-10-2021saudi nt twitter

نتائج الأخضر الممتازة ما هي إلا دليل على جودة اللاعب السعودي وقدرته على العطاء والتألق لو وُفرت له الظروف المناسبة، وهذا ما يحدث في المنتخب ويجب أن يحدث في الأندية، لكن كيف تتوقعون أن ينجح لاعب ما مع فريقه وهو يعلم تمامًا أن أي هفوة ستطرده من التشكيل الأساسي وربما البدلاء، وأن هناك أجنبيًا قادم بملايين سيلعب بدلًا منه مهما فعل؟

هل تخيلتم يومًا شعور صالح الشهري حين يذهب إلى بيته بعد إحرازه هدفًا مهمًا للهلال عقب مشاركته في المباراة من دكة البدلاء وهو يعلم تمامًا أن الهدف لن يُغير شيئًا في حقيقة أنه سيجلس بديلًا في اللقاء القادم؟ هل تخيلتم شعور خالد الغنام حين يتألق ويقود النصر للفوز وهو يعي تمامًا أن الأجانب سيلعبون منذ البداية مهما كان مستواهم؟ لهذا أصبح الدوري السعودي جحيمًا للاعب المحلي.

والمشكلة الكبرى أن الأمر لم يعد يتعلق بالأندية الكبيرة والغنية فقط، ليس بالهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب، بل حتى الأندية المتوسطة والصغيرة أصبحت تتجه للأجانب وتجلب الكثير منهم وبجودة ممتازة مما يحرم اللاعب السعودي حتى فرصة اللعب لها ولفت الانتباه معها، أي أنه لم يعد للاعب المحلي أي مكان في الدوري، والدليل تصدر الأجانب لكافة القوائم الخاصة بإحصائيات البطولة، كما نرى أدناه.

والسؤال الآن للاعبين السعوديين .. لماذا تبقون في هذا "الجحيم"؟ لماذا لا تخرجون وتبحثون عن الجنة (إن جاز التعبير)؟ هل يتطلب الأمر تضحية مالية للعب في دوري آخر؟ هل يتطلب تضحية اجتماعية بالبعد عن العائلة والأصحاب؟ السؤال الأهم .. هل يستحق الأمر تلك التضحية؟

أعتقد أنه يستحق تمامًا، لأن اللاعب السعودي قادر على النجاح في الدوريات الأخرى بعيدًا عن السعودي، وحال حدوث ذلك سيُراجع المسؤولون قراراتهم الخاصة بالأجانب مرارًا وتكرارًا، وستعمل الأندية على منح اللاعبين فرص حقيقية للاستفادة منهم بدلًا من دفع الملايين لأجانب تُفسخ عقودهم بعد أشهر قليلة.

الدوري المحلي في مصر وقطر والإمارات بيئة خصبة جدًا للاعب السعودي، الملاعب القطرية والإماراتية لن تكون غريبة على اللاعب السعودي وسيكون من السهل عليه أن يتأقلم مع الحياة هناك، بجانب أن الجوانب المالية متقاربة بل ربما تزيد خارج السعودية، والأمر قد يتطلب تضحية مالية للعب في مصر لكن ارتداء قميص أندية مثل الأهلي والزمالك يستحق تلك التضحية مقارنة بالجماهيرية الكبيرة هناك.

حان الوقت ليؤمن اللاعب السعودي بموهبته وقدراته ويخرج من بلاده باحثًا عن فرصة حقيقية للعب، عن فرصة لإثبات الذات وإثبات خطأ من وضعه على دكة البدلاء ودخل في دوامة من الديون لجلب بديل أجنبي ... ليخرج ويُجرب حظه في الخارج، خطواته الأولى ستكون صعبة، لكن النهاية تستحق بالتأكيد، وربما تكون إحدى الدول العربية بوابة للخروج إلى أوروبا.

إعلان