يخوض الشباب مساء الإثنين القادم مباراة مصيرية بشأن حظوظه في المنافسة بجدية على لقب الدوري السعودي، إذ يُواجه الاتحاد المتصدر والبعيد عنه بفارق 8 نقاط.
الشباب، ورغم حلوله وصيفًا في الموسم الماضي، لم يحظ بترشيحات النقاد الرياضيين والإعلاميين للمنافسة بجدية على لقب الدوري، خاصة بعد رحيل نجمه كريستيان جوانكا وانتهاء إعارة فابيو مارتينيز، وقد كانا من أهم 4 نجوم في الفريق بجانب إيفر بانيجا وأوديون إيجالو.
اقرأ أيضًا | يعاملني كسيارة فيات وولاد الحلال سبب الخلاف .. عندما يتحول المدرب إلى عدو
تلك التوقعات دُعمت ببداية الليوث السلبية للموسم وعدم حصولهم سوى على نقطة واحدة من أول 3 جولات، وعدم تحقيقه سوى فوز واحد في أول 6 مباريات، وقد بدأت مرحلة التشكيك في المدرب بيركيليس شاموسكا والحديث عن إقالته.
إدارة خالد البلطان جددت الثقة في المدرب وأكدت استمراره، وقد كافأها بثورة في الأداء والنتائج أسفرت عن سلسلة من عدم الخسارة امتدت لـ14 مباراة كان بينها 4 تعادلات و10 انتصارات، ومن ثم كان السقوط المفجع أمام الهلال 5-0 والذي أحبط أي محاولات للحديث عن دخول الشباب دائرة المنافسة، خاصة في ظل رحيل هدافه وهداف الدوري إيجالو للزعيم خلال سوق الانتقالات الشتوي.
استفاق الشباب وحقق فوزين بعد ذلك وبانتظاره مباراة القمة التي قد تُقلص الفارق مع المتصدر إلى 5 نقاط فقط، وإن حدث ذلك سيكون بمثابة الإعلان الرسمي لدخول الليوث دائرة المنافسة بل ووضعهم كأفضل مرشح لخطف اللقب من الاتحاد الذي يُقدم موسمًا رائعًا رغم ظروفه الصعبة جدًا.
الشباب يمتلك مقومات عديدة تجعله فريقًا قادرًا على الفوز بالدوري السعودي 2021-2022، بداية من الإدارة القوية الداعمة ومرورًا بالمدرب الممتاز تكتيكيًا والقادر على تحفيز لاعبيه وإدارة غرفة الملابس وتهيئة الفريق للخروج من الكبوات وقهر الظروف الصعبة، ونهاية بعدد من اللاعبين المميزين يقودهم بانيجا وفواز القرني وهتان باهبري، والثنائي الأخير كان المفاجأة السارة في موسم الليوث.
ما يصب لصالح الشباب كذلك بُعده عن الصورة وعدم توقع أحد فوزه باللقب أو لنقل عدم مطالبته من أحد للتتويج به، وهذا يُبعد تمامًا الضغوطات عن الفريق ولاعبيه ويجعلهم يلعبون في هدوء وبذهنٍ صافٍ، وهو شيء لا يتمتع به نجوم الهلال والنصر تحديدًا.
الشباب هذا الموسم يُذكرني بميلان ألبرتو زاكيروني موسم 1998-1999، حين خطف لقب الدوري الإيطالي في اللحظات الأخيرة بعدما كان خارج التوقعات تمامًا، إذ احتل الموسم السابق المركز العاشر وكان ضمن مرحلة تغيير أجيال، مقابل أندية قوية أبرزها لاتسيو وفيورنتينا وبارما، بجانب الثلاثي يوفنتوس وإنتر وروما.
ميلان كان موجودًا بين فرق المقدمة لكن بعيد نسبيًا عن الصراع، مثل الشباب حاليًا بل وأسوأ، ولكنه بدأ يقترب تدريجيًا مستغلًا نتائجه الإيجابية وتعثر المنافسين ومواجهاتهم المباشرة، ورغم ذلك لم يُرشحه أحد لخطف الصدارة التي كانت مع لاتسيو وسط مطاردة قوية من فيورنتينا وبارما.
الروسونيري كان ثالثًا بفارق 7 نقاط عن المتصدر، لاتسيو، عند الأسبوع الـ27، وخلفه بارما بفارق نقطة واحدة، وقد شهدت هذه الجولة مواجهة الفريقين معًا وانتهت بالتعادل السلبي، وربما لو كان ميلان قد خسر لانتهت جميع آماله في المنافسة.
بُعد ميلان بهذا الفارق جعل الجميع يُركز مع فيورنتينا ولاتسيو وصراعهما على اللقب، لكن رجال زاكيروني تسللوا دون أن يراهم أحد، وقد استيقظت إيطاليا كاملة يومًا ما ليروا ميلان في المركز الثاني على بُعد نقطة واحدة من لاتسيو قبل 5 جولات من النهاية، وتحديدًا عند الجولة الـ29.
استمر لاتسيو متصدرًا بفارق تلك النقطة 3 جولات تالية، وعند الجولة قبل الأخيرة تعادل لاتسيو مع فيورنتينا ليتنازل عن الصدارة لميلان الذي سحق إمبولي 4-0 وأصبح متصدرًا لأول مرة في الموسم تقريبًا.
الجولة الأخيرة شهدت فوز ميلان على بيرودجيا وتتويجه رسميًا بلقب كان الأبعد عن تحقيقه ... هو سيناريو يحلم الشباب وجمهوره بتحقيقه بالتأكيد، وهو حلم متاح جدًا وتحوله إلى واقع ليس مستحيلًا.
الشباب سيُواجه الاتحاد والفوز سيقلص الفارق إلى 5 نقاط قبل 6 جولات من النهاية، بعدها سيلعب الفريق أمام الطائي والنصر والفيصلي والرائد والتعاون والأهلي، وجميعها مواجهات في متناوله، خاصة بالنظر لأوضاع منافسيه الصعبة هذا الموسم، فيما سيخوض المتصدر تحديًا صعبًا أمام الهلال، وسيُواجه قبله الحزم والفتح وبعده الطائي والاتفاق والباطن، وهي مباريات ليس مستحيلًا بها إهدار النقاط خاصة مع ظروف الإصابات التي تضرب الفريق.
لا أقول أن هذا السيناريو سيحدث، لكن ما أقوله أن تتويج الشباب بالدوري السعودي ليس مستحيلًا أبدًا، صحيح أن فرصه أقل كثيرًا من الاتحاد والهلال، لكن نتائجه الأخيرة واستقراره وعدم معاناته من الضغوطات الإعلامية والجماهيرية يزيد من أسهمه كثيرًا ويجعل مهمته أسهل من منافسيه في حصد النقاط.
