تحالف لاعبو المنتخب السعودي اليوم، ضد النقص العددي والأجواء الصعبة والخصم الصيني العنيد وقرارات المدرب روبرتو مانشيني الخاطئة، ليعودوا من داليان بانتصار صعب للغاية يصحح مسار الأخضر في الطريق نحو المونديال.
وخطف المنتخب السعودي انتصارًا ثمينًا من مضيفه الصيني بنتيجة (2-1)، اليوم الثلاثاء على ملعب داليان، ضمن منافسات الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
الأخضر تأخر بهدف عكسي سجله علي لاجامي بالخطأ في مرماه بالدقيقة 14، قبل 5 دقائق من زيادة مصائبه بطرد لاعبه محمد كنو، لكن ظهر رجل المباراة الأول حسن كادش وسجل ثنائية للضيوف من ضربتي رأس في الدقيقتين 39 و90+3.
وترصد النسخة العربية من "GOAL" أبرز ما قدمه منتخب السعودية في مباراة عصيبة ضمن تصفيات كأس العالم.
ضريبة التجربة الإيطالية
لا يزال يدفع المنتخب السعودي وجماهيره ضريبة تجربة الاستعانة بمدرب إيطالي "كلاسيكي"، تعتمد خطته في الأساس على الدفاع بشكل قوي ومنظم مع التحول الهجومي السريع والشرس.
المباراة التالية
المشكلة التي تواجه المنتخب السعودي هي أن إمكانيات لاعبيه على المستوى البدني والفني لا تتناسب مع فكر مانشيني، ومع تخليه عن اللعب بـ3 لاعبين في الخط الخلفي، ظهر بالفعل الأخضر بشكل أفضل وبدأ يستعيد هويته في الشوط الأول حتى مع النقص العددي.
(C)Getty Imagesوسيكون على الجماهير السعودية أن تتحمل مثل هذه السيناريوهات التي يعتاد مانشيني عليها، فهو نفس المدرب الذي فاز ببطولة أوروبا مع إيطاليا بسيناريو دفاعي مثالي وودع أيضًا تصفيات كأس العالم أمام منتخب مقدونيا المغمور بسيناريو غريب!
لذلك، رغم الانتصار يجب على مانشيني أن يتمتع بالمرونة الكاملة وأن يغير من أفكاره لتتناسب مع هوية المنتخب السعودي وكذلك مع نوعية اللاعبين الذين يمتلكهم.
بصمة كادش لا تنسى
عوض ضعف المنافس الصيني بشكل كبير، النقص العددي الذي عانى منه المنتخب السعودي بسبب طرد كنو، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتحقيق الانتصار، وهنا ظهر البطل حسن كادش.
مباراة اليوم شهدت ظاهرة فريدة من نوعها وهي تسجيل 4 أهداف جميعها من ضربات ركنية، لكن لحسن حظ المنتخب السعودي أن ثنائية كادش كانت سليمة 100%، بينما ألغى الحكم هدفًا لأصحاب الأرض بعد العودة لتقنية الفيديو واكتشاف تسلل مسجل الهدف.
كادش سجل ثنائية رائعة، وهي أول بصمة له مع الأخضر، بل وأصبح هداف السعودية في مواجهات الصين، بالتساوي مع سالم النجعي ولكل منهما هدفين.
لكن ثنائية كادش كان لها وقع سلبي آخر، حيث تكشف عن العقم الهجومي الذي يعاني منه الأخضر، إذ أن مباراة اليوم هي الثالثة على التوالي التي يفشل فيها لاعبو الخط الأمامي في التسجيل!
وكان آخر هدف سجله مهاجم للسعودية، هو هدف فراس البريكان في مباراة باكستان خلال شهر يونيو الماضي، ومن بعده تكفل بتسجيل الأهداف علي لاجامي في الخسارة (1-2) أمام الأردن ومصعب الجوير في التعادل مع إندونيسيا (1-1).
متى يتعلم كنو؟
رغم تأخر منتخب السعودية بهدف قبل طرد كنو، إلا أن هذا القرار المتهور من لاعب الوسط السعودي وضع فريقه في مأزق صعب، وجعل الفريق يعاني من أجل العودة، ولولا تقنية الفيديو وإلغاء الهدف الثاني للصين، لحملت الجماهير كنو مسؤولية هذه الخسارة كاملة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يورط فيها كنو فريقه ببطاقة حمراء بدون أي داع، فجماهير الهلال لا تزال تتذكر الورطة التي وضع فيها كنو فريقه بطرده في مباراة الأهلي المصري خلال المنافسة على برونزية كأس العالم، والتي خسرها الزعيم برباعية قاسية.
الآن على الجهاز الفني للمنتخب السعودي أن يتخذ إجراءات صارمة مع كنو، الذي لن يتواجد بالتأكيد في مباراة اليابان المقبلة، وسيفكر مانشيني كثيرًا في استدعائه مرة أخرى بقائمة الصقور.
احذر يا سالم
Gettyتحمل سالم الدوسري على عاتقه اليوم قيادة خط هجومي منقوص، وكان من أكثر لاعبي السعودية استحواذًا على الكرة، لكن فاعليته على المرمى كانت نقطة ضعف واضحة في هجمات الفريق.
سالم سدد 5 مرات على المرمى، كرة واحدة فقط كانت بين الإطار أبعدتها العارضة و4 بعيدة عن الشباك، بخلاف تسديدتين اعترضهما الدفاع، وكان في أكثر من موقف هجومي مطالب بالتمرير لزملائه لكنه فضل أن ينهي بنفسه دون نجاح، بخلاف أنه فقد الاستحواذ على الكرة 15 مرة وهي نسبة لا تناسب لاعبًا بقيمته.
ورغم ذلك تميز سالم في الالتحامات ففاز بـ6 مع دفاع الصين، ونجح أيضًا في لعب تمريرة مفتاحية، إلا أن هذه الإحصائيات تضع علامات استفهام حول الجناح السعودي وتمثل جرس إنذار لتعامله مع الهجمات التي ربما ستكون نادرة في حالة استمرار مانشيني.