يستعد نادي الزمالك المصري لمواجهة الرجاء المغربي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا مساء غدٍ الأربعاء على استاد القاهرة الدولي، وأكثر ما تخشاه جماهيره الوفية تكرار كابوس 23 نوفمبر 2005.
الفارس الأبيض استطاع العودة من المغرب بالفوز بهدف أشرف بنشرقي ولذا يمتلك فرصة كبيرة في حسم المواجهة لصالحه والتأهل لمواجهة مواطنه الأهلي في نهائي البطولة القارية التي يحمل لقبها 5 مرات.
فوز الزمالك ذهابًا في المغرب لا يعني أن المواجهة حُسمت لصالحه، والجميع في القلعة البيضاء يُدركون هذا تمامًا، وخاصة لاعبين سابقين أمثال إبراهيم سعيد ومحمد عبد المنصف وحازم إمام وطارق السعيد، والسبب .. أنهم عاشوا كابوس 2005.
أوقعت القرعة الزمالك في مواجهة الرجاء في ثمن نهائي دوري أبطال العرب 2005-2006، وقد أقيم لقاء الذهاب في المغرب وانتهى لصالح الزمالك بهدفين دون مقابل أحرزهما مصطفى جعفر وعبد الحليم علي.
توقع الجميع انتصار الزمالك إيابًا أو على الأقل خروجه بنتيجة تؤهله لدور الـ8، كان الأمل في بقعة ضوء وسط الظلام الذي كان يُحيط بالنادي خاصة الصراعات الكبيرة في مجلس إدارته والتغيير المتكرر في مدربيه.
دخل المدير الفني فاروق جعفر اللقاء بتشكيل مكون من محمد عبد المنصف وأمامه الخماسي الدفاعي أحمد حسام ومحمد صديق وإبراهيم سعيد وأحمد بكري وطارق السعيد، ولعب في الوسط معتز إينو وعلاء عبد الغني وحازم إمام، وأخيرًا ثنائي الهجوم عبد الحليم علي وكواي جونيور.
الرجاء دخل اللقاء بقوة كبيرة، وقد بادر بالهجوم وأضاع محاولتين جيدتين قبل أن يتمكن موبيدو مايجا من إحراز الهدف الأول برأسية متقنة عند الدقيقة الثامنة، وبعدها أضاف سفيان علودي الهدف الثاني بتسديدة قوية عند الدقيقة الـ21 لينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة المفاجئة.
تحسن أداء الزمالك في الشوط الثاني قليلًا وبدأ يتقدم للهجوم، فيما اعتمد الرجاء على الهجمات المرتدة السريعة الخطيرة، وبعد فرص محققة ضائعة أكثرها للفريق المغربي الذي لعب بـ10 لاعبين آخر 24 دقيقة، فاجأ إبراهيم سعيد الجميع وأدخل كرة "ميتة" بالخطأ إلى مرمى عبد المنصف عند الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلًا للضائع ليكتب نهاية فريقه في البطولة العربية.
أصابت الخسارة الجميع في الزمالك بالصدمة، حتى أن رئيس النادي مرتضى منصور غادر الملعب دون أي كلمة متوجهًا إلى بلدته حيث كان يخوض سباق الانتخابات البرلمانية، فيما امتنع المدرب ومساعده عن الحديث مع الإعلام، وغادر اللاعبون الملعب في مجموعات عبر سيارات خاصة خوفًا من تعرض الحافلة لأي اعتداء من الجماهير، الجماهير بدورها غادرت في صمت وحالة كبيرة من الاكتئاب والضيق.
المشهد كان صعبًا في القلعة البيضاء مساء الـ23 من نوفمبر 2005، وقد وصف إبراهيم سعيد تلك المباراة بأنها أحد الأسوأ في تاريخه الكروي وأنها كانت وسط معاناة الزمالك على جميع الأصعدة.
الرجاء يأمل بالطبع في تكرار تلك النتيجة الذهبية على استاد القاهرة مساء الغد، فيما سيحرص نجوم الزمالك الحاليين على عدم وضع جماهيرهم في ذلك الكابوس مجددًا.