صدم ليستر سيتي العالم في 2016، بعدما حقق الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، في واحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ كرة القدم.
الثعالب تفوقوا على جميع الكبار في الموسم التاريخي مع المدرب كلاوديو رانييري، بقيادة رياض محرز ونجولو كانتي وجيمي فاردي وغيرهم.
الجيل الحاصل على هذا اللقب تلاشى معظمه، حيث رحل رانييري، وانتقل محرز إلى مانشستر سيتي، وتوجه كانتي إلى تشيلسي.
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل ازدادت المعاناة بوفاة فيتشاي سريفادانابرابا مالك النادي في حادثة الطائرة الشهير في عام 2018.
ظن البعض أن ليستر قد انتهى، وسيعود مرة أخرى لمؤخرة البريميرليج وربما يهبط، ولكن الأمور تبدو مختلفة تمامًا على مدار السنوات الماضية، وبالتحديد هذا الموسم.




ولذلك قررنا استعراض أهم أسباب هذه الانتفاضة المستمرة..
الحفاظ على فاردي
Getty Imagesالمهاجم الإنجليزي كان هدفًا للعديد من الأندية بعد تألقه في الموسم التاريخي مع ليستر، ودخل في مفاوضات مكثفة مع آرسنال.
المدفعجية قاموا بتفعيل الشرط الجزائي في عقد اللاعب، ولكن ليستر تدخل في الوقت المناسب بتجديد عقده وإقناعه بالبقاء.
الخطوة كانت ذكية من الثعالب،لعدم رغبتهم في خسارة جميع الأوراق الرابحة وترك الفريق بلا نجوم بعد رحيل محرز وكانتي.
فاردي لا يزال محتفظًا بمكانته كأحد أهم الملهمين في رحلة ليستر المثيرة في الدوري الإنجليزي، إن لم يكن أهمهم في الوقت الحالي.
المهاجم الإنجليزي سجل 16 هدفًا في موسم 2016/2017 بعد اتخاذ قرار البقاء، وفي الموسم التالي سجل 23 هدفًا بكل البطولات، ثم 18 هدفًا في موسم 2018/2019.
وأما في الموسم الماضي فقد أحرز 23 هدفًا بالدوري الإنجليزي ونافس على لقب الهداف الذي خسره لصالح مواطنه داني إنجز.
والآن ورغم بلوغه من العمر 34 سنة، يستمر فاردي في الإبهار بتسجيل 13 هدفًا حتى الآن على المستوى المحلي والأوروبي.
رحيل الملهم واستمرار الدعم
Getty Imagesوفاة مالك ليستر وملهم المشروع الأول لم تؤثر على دعم النادي الإنجليزي، حيث تولى نجله المهمة بدلًا منه وواصل المسيرة بأفضل صورة ممكنة.
اقرأ أيضًا .. من هو فيتشاي سريفادانابرابا؟ مالك ليستر سيتي الذي توفي في تحطم طائرته
المالك الجديد لا يبخل على النادي بأي أموال، ويستمر في دعمه من ناحية الصفقات ربما أكبر من بعض كبار إنجلترا.
ليستر أنفق حوالي 88 مليون يورو في موسم 2017/2018، وفي موسم 2018/2019 كان الإنفاق الأكبر بمبلغ 114 مليون يورو لتدعيم الفريق، حيث استغل النادي الأموال القادمة من بيع محرز لمانشستر سيتي بـ67.80 مليون يورو.
وفي الموسم الماضي استمر الدعم لينفق النادي 104 مليون يورو على صفقات كان أبرزها يوري تيليمانس من موناكو بعد منافسة شرسة مع تشيلسي ومانشستر يونايتد.
وأما صيف موسم 2020/2021 الحالي، لم يكن الإنفاق ضخمًا، حيث أنفق النادي 62 مليون يورو بسبب ظروف فيروس كورونا، ولكن يستمر محافظًا على مكانته باحتلال المركز الثالث بجدول الدوري الإنجليزي بفارق 5 نقاط عن مانشستر سيتي المتصدر بعد 22 جولة.
اقتناص المواهب
Depophotosالأمر لا يتعلق فقط بحجم الإنفاق، لكنه أيضًا يتوقف على صرف الأموال بالطريقة الصحيحة على مواهب تفيد الفريق وتناسب أسلوبه.
ليستر تعاقد مع العديد من اللاعبين المميزين الفترة الأخيرة بعد انهيار جيل 2016، ويحافظ بصورة مميزة على حالة التوازن التي يعيشها بل يصر على تطويره نحو مستقبل أفضل.
البداية كانت بالتعاقد مع ويلفريد نديدي بعد رحيل كانتي، ومن بعده هاري ماجواير الذي جاء بـ13.70 مليون يورو فقط ورحل إلى مانشستر يونايتد بـ87 مليون يورو.
وبعدها كانت الصفقة المميزة بضم جيمس ماديسون أحد أهم صناع الألعاب في إنجلترا من نوريتش سيتي، وفي نفس السوق تم ضم تيليمانس وريكاردو بيريرا ظهير بورتو.
شالار سوينجو العنصر الأهم في خط الدفاع جاء كذلك بـ21 مليون يورو في 2018، ويعتبر من أهم المدافعين في الدوري الإنجليزي وأوروبا.
اقرأ أيضًا.. ظهور بونو وسيطرة إنجليزية .. أفضل الحراس في العالم هذا الموسم
الهدية الأخيرة من ليستر لجماهيره، كانت ويسلي فوفانا لاعب سانت إيتيان، الذي جاء بـ35 مليون يورو وحجز مكانه سريعًا ضمن الأفضل في البريميرليج.
الرجل المناسب
Getty Imagesصحوة ليستر توقفت بعد الموسم التاريخي، حيث احتل الفريق المركز التاسع في موسم 2017/2018 وخرج من دوري أبطال أوروبا بمراحل خروج المغلوب.
الفريق احتل نفس المركز بنهاية موسم 2018/2019، حيث جاء وقتها بريندان رودجرز لإنقاذ الموقف، بعدما كان الفريق على حافة السقوط وربما توديع البريميرليج.
الشكوك كانت محيطة حول رودجرز بسبب النهاية الصعبة لتجربته مع ليفربول، رغم نتائجه المبهرة مع سلتيك، حيث كان البعض يتوقع عدم نجاحه لقوة المستوى في إنجلترا.
مدرب الثعالب قهر كل التوقعات السلبية، ورد على جميع المشككين، وكان قريبًا من التواجد ضمن الأربعة الكبار الموسم الماضي، واحتل المركز الخامس بعد منافسة شرسة مع مانشستر يونايتد وتشيلسي.
وفي الوقت الحالي يظل الفريق في حالة تماسك أبهرت الجميع، رغم الإمكانيات المالية المتوسطة للفريق، ولكن الفضل يعود هنا لاختيار الرجل المناسب.
كرة رودجرز لا يمكن وصفها بالمبالغة في الهجوم أو الدفاع، بل يفضل الحفاظ على توازن فريقه بأقصى صورة ممكنة، ونتائجه تتحدث عن نفسها حتى الآن، ليكون القائد والملهم الحقيقي لاستمرار الرحلة من أجل العودة للقمة من جديد وتكرار حلم 2016.
