Shereen Nagi Gennaro Gattuso gfx (Goal Only)Sora AI

١٧ صفر صفر .. شيرين ناجي لن تكفي لإنقاذ الدوري الإيطالي!

مع انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإيطالي، قدمت منصة "شاشا" تجربة فريدة في تغطية الدوري الإيطالي بقيادة هشام الخلصي وضيوفه من ألمع نجوم الكرة العربية والإيطالية من ميدو وأحمد شوبير وأليساندرو ألتوبيلي وكريستيان بانوتشي وغيرهم، ستوديوهات ثرية فنيًا وتفعالية جماهيريًا تواكب لغة العصر، ومع مراسلة أصبحت حديث العالم العربي وأيقونة للقناة هي شيرين ناجي التي بلغتها الإيطالية المثالية وخفة روحها المصرية وثقافتها الكروية جذبت الأنظار وزادت من عامل الجذب للمنصة الكويتية والدوري الإيطالي الذي حتى أيام قبل بداية موسم 2025-2026 لم يكن أحد يعرف أين سيذاع عربيًا من الأساس!

يحسب لمنصة "شاشا" الاجتهاد في إعادة تقديم بطولة خفت بريقها كثيرًا في السنوات الماضية في ظل معاناة البلاد اقتصاديًا وانعكاسه على صناعة كرة القدم وأنديتها ودوريها، فتراجعت أمام سطوة عملاقي إسبانيا والبريميرليج وبي إس جي وبايرن ميونخ، وإن كان ما قدمه إنتر إنزاجي وأتالانتا جاسبيريني وفيورنتينا إيطاليانو أعطى بعضًا من الأمل أن البعض على الأقل يحاول مواكبة العالم ويقدم كرة حديثة قادرة على المنافسة قاريًا.

لم يعد مستوى الدوري الإيطالي لما كان عليه قبل 20 عامًا حين كان الحاكم بأمره وحلم لكل لاعب أن يرتدي قميص أي من أنديته، ولكن في السنوات الخمس أو الست الأخيرة بدأت طفرة نوعية في المستوى تتضح فنيًا، والفوارق بين الكبار والبقية تقلصت بفضل تطور مستوى أندية مثل بولونيا ونابولي وأتالانتا، وعملية تطوير المواهب والبحث عنها في دول أخرى قدمت لاعبين جيدين خرجوا بأرقام كبرى مثل جوشوا زيركسي وراسموس هويلند، مما جعل مشاهدة مباريات الدوري تجربة أفضل، سواء للمحايد الذي كان يفضل دائمًا الابتعاد خوفًا من الملل والتكتيك المبالغ فيه، أو لمحب الكالتشيو الذي يأتي بالأساس لحبه لفريق بعينه أو تعلقًا بالأجواء الجماهيرية الفريدة بنوعها.

ولكن، الموسم الحالي حتى الآن يعد اتجاهًا نحو العكس بسبب عدة مؤشرات سلبية، أبرزها كان رقم هدم كل التسويق الإعلامي للدوري، 17 مباراة هذا الموسم انتهت بنتيجة صفر صفر في إيطاليا، الأعلى وبفارق شاسع عن أي دوري آخر من البارزين في أوروبا، ولنزيد من الشعر بيتًا يتصدر هدافي المسابقة هاكان تشالهان أوغلو من إنتر، لاعب وسط، بخمسة أهداف عقب 11 جولة، في دوري يضم لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام ورافائيل لياو وروميلو لوكاكو!

حتى على مستوى النتائج قاريًا، بعد مسيرة إنتر نحو نهائي الأبطال التي لطختها خماسية باريس، لا يقدم أي من ممثلي البلاد عروضًا مقنعة باستثناء النيراتزوري والفضل لأربع مواجهات سهلة بدوري الأبطال ضدم سان خيلوز، كايرات، أياكس، وسلافيا، بينما يتعثر يوفنتوس دون انتصارات، ونابولي تلقى سداسية من إيندهوفن، وفيورنتينا خبير دوري المؤتمرات سقط ضد ماينز، وروما وبولونيا يعانيا في الدوري الأوروبي.

وعلى صعيد المنتخب، حدث ولا حرج، الفريق يواجه خطر الغياب لنسخة ثالثة على التوالي عن كأس العالم، والسبب ليس كما يقول مدربه جينارو جاتوزو النظام المعيب للتصفيات الذي بسبب خسارة واحدة ضد النرويج بثلاثية تكلفه البطاقة رغم جمع 18 نقطة، ولكن المعاناة للانتصار على مولدوفا حتى الدقائق الأخيرة، والحاجة لهدف خامس قاتل للفوز على إسرائيل عقب تلقي رباعية في ملعب محايد!

يمكننا أن نستمر في سرد سلبيات الموسم الحالي من تواضع مستوى التحكيم وتكرار عادات أنطونيو كونتي بالفشل في لعب بطولتين وما تسبب فيه ذلك من انهيار نابولي عقب تتويجه بلقب الموسم الماضي، وتواضع يوفنتوس وفشل إدارته في إيجاد الحلول لإنقاذه إلا إقالة تودور وتعيين سباليتي وتناسي أخطاء الميركاتو والصفقات الفاشلة، واستمرار أساليب ماكس أليجري العتيقة في ميلان رغم لعبه في بطولة وحيدة بسبب الغياب الأوروبي، أو نتحول حتى للجانب الإداري من ملاعب متهالكة ومدرجات نصف ممتلئة في العديد منها، وحتى عندما يحاول البعض الإصلاح والتخطيط للمستقبل، يصطدم بالبيروقراطية كما حدث لقطبي ميلانو في عملية شراء "سان سيرو" التي كُللت أخيرًا بالنجاح ولكن بعد سنوات من المحاولة.

الخلاصة أن "منتج" الكرة الإيطالية سيء إذا قورن بأي من الدوريات الخمس الكبار، ومسكنات تقديم أحد فرقه لمشوار طيب قاريًا، أو لعب مجموعة من الأندية لكرة حديثة تواكب العصر على غرار إنتر وكومو، أو عبور إيطاليا عبر الملحق، إذا حدث من الأساس، للمونديال، لن تعالج المشكلة التي تأصلت وتشعبت حتى أصبح العلاج معقدًا، وكما كان يقال الإعلان القديم لشركة "جرافينا"، نفس اسم رئيس الاتحاد الإيطالي بالمناسبة والصدفة الحسنة،: "انسف حمامك القديم"!

 هذا هو ما تحتاجه الكرة الإيطالية، ثورة شاملة على جميع الأصعدة ومواجهة مع الواقع، ولكن ربما المشكلة مشكلة بلد بأكمله وليس فقط قطاعه الرياضي، ولذا، لحين تحرك مسؤوليها لحلها ربما علينا المتابعين تحية شيرين وفريق عمل "شاشا" على مجهودتهم الجبارة في ترويج هذه البضاعة التي عفا عليها الزمن!

إعلان