Ronaldo Ibrahimovic LukakuGoal Ar/Getty

عودة قطبي ميلانو وتراجع عملاقي الليجا وملل إنجلترا .. هل الدوري الإيطالي حقاً الأقوى؟

أعلن الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ الأسبوع الماضي عن اختياره الدوري الإيطالي الأقوى عالمياً في 2020، النتيجة التي لم يتوقعها الكثيرون وفتحت من جديد باب أحد أقدم النقاشات في كرة القدم.

ودوماً دخل مشجعو وخبراء اللعبة في النقاش حول من هو الدوري الأفضل في العالم بين الليجا، البريميرليج، والسيري آ، سؤال كانت إجابته في الأعوام الماضية متأرجحة بين الثنائي الأول بعد أن هيمنت الكرة الإيطالية طوال التسعينات ومطلع الألفية.

تراجعت الكرة الإيطالية كثيراً بعد فضيحة الكالتشيوبولي، وجاء هبوط يوفنتوس وخلاء الساحة لإنتر لتخلق فجوة كبيرة في القمة، ثم بعد ذلك أتت الأزمة الاقتصادية وهجرة النجوم، وتحول الدوري لمكان اعتزال للنجوم وفرصة للمهمشين، خصوصاً مع تراجع قطبي ميلانو وعودة يوفنتوس القوية وهيمنته دون منافس.

Juventus celebrating Scudetto Serie AGetty

تراجع إيطاليا تزامن مع صعود الليجا القوي، المنتخب الإسباني أكل الأخضر واليابس قارياً وعالمياً وفاز بالمونديال واليورو، ومعه سيطرت أندية مصارعي الثيران على بطولات القارة العجوز، فما بين ألقاب ريال مدريد، برشلونة، إشبيلية، وأتلتيكو مدريد، تبقى القليل لبقية أندية القارة.

ولكن في السنوات العشر الأخيرة كانت القمة بلا منازع للبريميرليج، تنافسية الكرة الإنجليزية والأموال الضخمة التي يتحصل عليها جميع الأندية، صغيرة أو كبيرة كانت من حقوق البث التلفازي، جعلت المستويات متقاربة، وخلقت دورياً قوياً، وأندية قادرة على المنافسة بشكل قوي على الصعيد القاري.

ولكن في العامين الماضيين، بدأت الكرة الإيطالية في إظهار بوادر للتعافي، وصول كريستيانو رونالدو كان نقطة الانطلاق، أن ينضم أحد الثنائي الأفضل في العالم للسيري آ كان رسالة قوية وصفقة لم يستفد منها فقط يوفنتوس، ولكن البلاد ككل، إذ أعادت الأضواء نحو دوري اُعتبر منسياً من قبل الكثيرين.

Ronaldo Supercoppa 2021Getty

تحسن الأوضاع المادية لإنتر وميلان ومعه نتائج الفريقين كان له دوراً مهماً، فعادا للقمة ومنحا يوفنتوس منافساً حقيقياً على لقب السكوديتو، حتى ولو حسمه الموسم الماضي كعادته، ولكن بصعوبة بالغة وبعد صراع ثلاثي مع النيراتزوري ولاتسيو حتى الجولات الأخيرة.

هذا الموسم تأكد الأمر، القمة مشتعلة وعاد صراع السبعة الكبار، فمن لاتسيو السابع وحتى ميلان الأول الفارق فقط تسع نقاط بعد 19 جولة، والصراعات القديمة تأججت، إنتر أخيراً كسر هيمنة يوفنتوس عليه وفاز بديربي إيطاليا، ورأينا ميلان هو الآخر ينتصر في ديربي ميلانو بعد سنوات الجفاف، وعاد الأخير ديربي الغضب عن حق حتى ولو غابت الجماهير، واشتباك زلاتان إبراهيموفيتش وروميلو لوكاكو خطف الأنظار في العالم أجمع.

ولكن، هل كل ذلك يكفي لخطف الصدارة من إنجلترا وإسبانيا؟ الليجا تراجعت كثيراً مع رحيل رونالدو عن ريال مدريد وتأرجح نتائج الأخيرة بعد حقبة النجاحات الأولى لزيدان، بينما برشلونة يعاني مادياً ونجمه ونجم الليجا الأبرز ليونيل ميسي ينشد الرحيل، مما جعل سباق اللقب يبدو منتهياً في منتصفه لمصلحة أتلتيكو مدريد.

Lionel Messi Barcelona 2020-21Getty Images

في البريميرليج الأمور ساخنة والصراع على أشده في قمة الترتيب بين ما يزيد عن سبعة فرق، ولعبة الكراسي الموسيقية مستمرة، ولكن البعض يشير إلى أن مع غياب الجمهور قلت الحماسة وأصبحت المباريات مملة، وخصوصاً صدامات الكبار، وشبه لقاءات الدوري الإنجليزي الممتاز بسباقات الخيول حيث السرعة والقوة البدنية هي الفيصل.

نقطة لا تصب في صالح الدوري الإيطالي تماماً هي نتائج فرقه على الصعيد القاري، فمنذ تتويج إنتر بالأبطال في 2010 ولم يحقق أي فريق إيطالي أي لقب أوروبي، وفقط بلغ يوفنتوس النهائي مرتين، وإنتر في مناسبة وحيدة وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي، وسط هيمنة إنجليزية إسبانية تخللها تتويجين لبايرن ميونخ بذات الأذنين بتلك الفترة.

اختيار الدوري الأفضل يبدو أمراً صعباً في ظل تعدد المعايير التي على أساسها يتم التقييم، وسيحاول كل مشجع أن ينصر الدوري الذي ينتمي له ناديه ويعدد فضائله وعيوب الآخرين، ولذا سيبقى الأمر صعب الحسم ومفتوح دائماً للنقاش حتى ولو خرجت جهة رسمية واختارت هذا على حساب الآخر.

إعلان