لا شك أن الموسم الجاري للدوري الإنجليزي يعد استثنائيًا في كل شيء، سواء في تاريخ بدايته التي جاءت في شهر سبتمبر، أو في الفرق المتنافسة فيه أو في النتائج التي أثارت جنون الجميع.
ليفربول يخسر بالسبعة، وفي نفس الجولة يخسر مانشستر يونايتد بالستة، وبعدها بأسابيع نرى الثنائي ينافسان على قمة الترتيب.
قبلها تصدر توتنهام جدول الترتيب وقبل منه أستون فيلا، وبعض الأحيان كانت الصدارة من نصيب إيفرتون!
كلها مؤشرات تقول أن الموسم الجاري في الدوري الإنجليزي هو الأغرب والأصعب على عشاق كرة القدم في ظل الظروف المختلفة التي يمر بها العالم.
تأثير فيروس كورونا!
بالتأكيد جزء كبير من الظروف الحالية للدوري الإنجليزي وجدول ترتيب الموسم الجاري يعود لفيروس كورونا الذي اجتاح البشرية قبل أشهر ولا تزال نتائجه ومحاولات مكافحته مستمرة.
الفيروس تسبب في انتهاء الموسم الماضي بشكل متأخر وبالتالي بداية الحالي في توقيت غير مألوف.
الأفضل في الملعب ولا يمرر للأمام أبدًا.. اختلاف ردود الفعل على مستوى النني أمام نيوكاسل
كذلك غياب فترات الإعداد أثر بشكل مباشر في بعض الفرق التي ظلت تلعب كرة القدم حتى منتصف شهر أغسطس.
بدايات بعض تلك الفرق كانت أقل من المتوقع بكثير، كما كان الحال بالنسبة لفريق مانشستر سيتي الذي قدم أسوأ بداياته في السنوات الماضية تحت قيادة بيب جوارديولا.
صحيح أن الفريق يتحسن مؤخرًا ونتائجه أصبحت أفضل على كافة المستويات إلا أن البداية السيئة أثرت بشكل واضح في حظوظه في التنافس.
الوقت لا يتأخر أبدًا!
مهما كانت بدايتك سيئة في الموسم الجاري بالدوري الإنجليزي فالوقت لم يتأخر أبدًا من أجل العودة للمنافسة.
فكل الفرق تتعرض للتعثر، وكلها تسقط في أفخاخ الهزائم والخسائر أمام فرق منتصف وأسفل الجدول.
الأكثر إثارة أن وقوع تلك النتائج أصبح أمرًا اعتياديًا، وأصبحت خسارة ليفربول مثلًا أمام ساوثامبتون مجرد حدث عابر.
لعنة القمة!
يبدو أن كل فريق يحتل القمة لعدة أسابيع ثم يترك المكان لأحد الخصوم ليأخذ دوره في المركز الأول بجدول الترتيب.
رأينا ذلك الأمر مع أستون فيلا وإيفرتون وتوتنهام حتى الآن، وفي الطريق لتكراره من جديد ليفربول بطل الموسم الماضي.
لو قولنا أن كل تلك الفرق قامت بطفرات في النتائج بسبب ظروف الكبار وتراجعها طبيعي، فما الذي يحدث من بطل النسخة السابقة الآن؟
الأكثر غرابة أن تلك الفرق بعد استمرارها على القمة لأسابيع نراها تتراجع بشكل قوي، وتفشل بعد ذلك في تحقيق انتصارين متتاليين حتى!
جدول غير منتظم
واحد من أسباب الشكل الحالي للمسابقة هو الجدول الغير منتظم، والذي أصبح إجباريًا على كافة الفرق بسبب الظروف الحالية.
أحد الفرق يتدرب اليوم ويستعد لمواجهة خصم فيجد المباراة تأجلت، وآخر في أفضل أحواله يخوض مباراة مؤجلة أمام خصم مغاير بعدها بأسابيع وهو في أسوأ أحواله.
بعض الفرق خاضت 15 مباراة، والبعض الآخر خاض 16 وعدد منهم لعب 17 حتى الآن، وحتى لم يتم تحديد مواعيد بعض اللقاءات، بعد أن كان الدوري الإنجليزي يضرب به المثل في الدقة والتنظيم!
معجزة ليستر سيتي جديدة؟
Getty Imagesمن المركز الأول وحتى المركز العاشر لا يتجاوز فارق النقاط حاجز الستة ما بين ليفربول صاحب القمة ووست هام.
إتمام اللقاءات المؤجلة في تلك المراكز بمتوسط نقطتين لكل فريق في كل مباراة يجعل مانشستر يونايتد على القمة بـ 35 نقطة، خلفه مانشستر سيتي بـ 34 ليفربول بـ 33 وليستر بـ 32 وتوتنهام بـ 31.
الكل لديه فرصة للمنافسة على اللقب، وتحقيقه قبل جولات قليلة من تحديد بطل الشتاء، الذي من الممكن أن يكون أي فريق في أول عشر مراكز!
هذا سيعني بالتبعية دور ثاني من البطولة مشابه على الأغلب، فالظروف الحالية لن تتغير في ليلة وضحاها، ومن يعلم، ربما نجد بطلًا جديدًا كما كان الحال في موسم فوز ليستر سيتي الإعجازي باللقب.
