الدوري الإسباني بدأ وكبار البطولة لم يلعبوا أول جولة، ثم غابوا عن الجولة الثانية عدا حضور باهت لريال مدريد انتهى بتعادل سلبي مع ريال سوسييداد.
ورغم أنّ برشلونة وأتلتيكو مدريد وحتى إشبيلية لم يلعبوا أي مباراة في الليجا حتى الآن، لكن البشائر لا تشير أبدًا إلى حدوث أي تغيير عن الموسم الماضي. منافسة بين السيئ والأسوأ والبطل هو من يحقق أقل عدد من الأخطاء.
لماذا لا توجد مؤشرات على أي تغيير عن الموسم الماضي؟
ريال مدريد
imago images / Agencia EFEالقانون الأول لنيوتن يقول إن الجسم الساكن يبقى ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوة خارجية فتحركه، ولو نقلنا الفلسفة ذاتها إلى كرة القدم نجد أن الفريق يبقى كما هو ما لم تؤثر عليه أي متغيرات.
للتوضيح، الفارق بين أي موسم وغيره بالنسبة لأي فريق يكمن في تغيير العناصر التي يعتمد عليها المدرب أو تغيير المدرب ذاته أو رحيل لاعب أو أكثر من العناصر الأساسية وجلب صفقات بديلة، ولكن في ريال مدريد لم يحدث أي من ذلك.
نرى أنّ زيدان مستمر مع الفريق، والعناصر التي يعتمد عليها هي ذاتها فحتى خاميس رودريجيز وجاريث بيل وأشرف حكيمي وسيرخيو ريجيلون لم يكونوا ضمن خطط المدرب الأساسية.
مباراة ريال سوسييداد أظهرت بوضوح أنّ الفريق كما هو، والعيوب البارزة في الخطة لم تُعالج، والنقص في بعض المراكز لم يتم تعويضه.
ولأن كل المتغيرات ثابتة، فمن غير المتوقع أن نرى تحسنًا في أداء ريال مدريد عن الموسم الماضي، والمراهنة تبقى على استمرار سقوط الخصوم ليحقق الملكي لقب الدوري مجددًا.
أتلتيكو مدريد
Getty Imagesالجار أتلتيكو يواجه الأمر ذاته، ربما حسّن القائمة نسبيًا بالتخلي عن ألفارو موراتا لصالح لويس سواريز لكن دييجو سيميوني لا يزال المدرب والعناصر لم تتغير.
المدرب تحديدًا يعاني من أزمة كبيرة في استمرار لعب دور فريق الـunderdog الذي يركن للدفاع ويحاول خطف الأهداف من مرتدات حتى لو تغيرت العناصر وأصبح الجميع ينظر للروخي بلانكوس كأقوى ثالث فريق في الليجا بعد برشلونة وريال مدريد.
بل حتى تفوق أتلتيكو أحيانًا على ريال مدريد وخطف المركز الثاني لم يغير من فلسفة سيميوني، ولولا جائحة كورونا وهبوط مستوى أندية ريال سوسييداد وخيتافي بعد استكمال المسابقة لما تأهل الروخي بلانكوس أصلا لدوري أبطال أوروبا.
برشلونة
Gettyفي برشلونة تحدثوا عن ثورة، صحيح حدثت تغييرات كبيرة برحيل سواريز وإيفان راكيتيتش وارتورو فيدال وأرتور ونيلسون سيميدو، لكن الفريق لم يضم أي بديل في هذه المراكز سوى بيانيتش فقط.
فالصفقات التي جاءت سواء ترينكاو أو بيدري تشغل مركز لا يعاني منه برشلونة على الإطلاق وهو الجناح الأيمن حيث يوجد ميسي ويفضل جريزمان اللعب فيه، بينما لم يضم مهاجم صريح أو ظهير أيمن، مما يعني أنّ التشكيل الأساسي لن يتغير كثيرًا عن الموسم الماضي.
ربما ينجح برشلونة في جلب ديست من أياكس وقد يتعاقد مع مهاجم في الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات، ومع تغيير المدرب وجلب رونالد كومان، ربما يحدث شكل مختلف للفريق عن الموسم الماضي.
لكن الشيء الأبرز الذي لم يتغير بل زاد سوءًا هو موقف الإدارة، فأزمة سحب الثقة والانتخابات المتوقعة في مارس والخلافات المستمرة تجعل الوضع غير مستقر نوعًا ما، وهو ما يجعل توقع تحسن المستوى أمر صعب.
موقف برشلونة في الموسم الجديد أكثر غموضًا من ريال مدريد وأتليتكو، لكنّه ليس أفضل حالًا مما يعني أن المنافسة سوف تستمر بين فرق تعاني بشكل واضح إما فنيًا أو إداريًا.
