خسارة إنتر من بولونيا تعطي ميلان قبلة الحياة تجاه تحقيق لقب الدوري من جديد، ففريق النيراتزوري بعد أن امتلك فرصة كبيرة لجعل مصيره بيده قد رماها ناحية الجانب الأحمر من المدينة.
فرصة تاريخية، قد تعوض ميلان عن السنين العجاف التي عاشوها بعد الدوري الذي حُقق على يد ماسيميليانو أليجري في موسم 10-11.
آن الأوان؟ هو سؤال لا إجابة له، خاصةً وأن الشكوك حول استحقاقية ميلان للبطولة تحوم بشدة الآن.
الفريق الأحمر من مدينة ميلان لم يقدم موسمًا استثنائيًا، وجانبه الحظ في العديد من المرات، عكس ما حدث مع إنتر الذي كان الطرف الأفضل في أغلب المواجهات التي فقد فيها النقاط.
وخسارة اليوم أمام بولونيا خير دليلًا على ذلك، ولكن البطولة تذهب للفريق الذي حقق نقاط أكبر، لا أداء أفضل، فهو معيار ظالم، لكنه منطقي.
عيون ميلانية راغبة
عزيزي مشجع ميلان، أعلم أنك تقرأ تلك الكلمات وعيونك تملؤها الرغبة في الفوز أخيرًا ببطولة هامة تستطيع من خلالها الحديث مع مشجعي بقية الفرق الإيطالية لتؤكد لهم أن "الكبير قد عاد".
الحقيقة أن العالم بأسره يتعاطف معك ومع قصتك الملحمية في محاولة العودة، حتى جمهور إنتر الذي يفضل نفسه بالطبع عليك.
لكن عليك أن تنظر بواقعية بعض الشيء للمواجهات المتبقية لفريق الروسونيري التي ستكون صعبة أكثر من التي تواجه إنتر.
أعلم أن نشوة الانتصار صعبة، وتجعلك لا تفكر بمنطق حتى لفترات قليلة من الزمن، لكن التعامل بأن ميلان قد حسم الدوري سيضر الفريق أكثر مما قد ينفعه.
Pressbox/Gettyالفريق المتصدر لديه 4 مواجهات صعبة متبقية بدايةً من لقاء فيورنتينا، مرورًا بهيلاس فيرونا وأتلانتا، وختامًا بساسولو.
النادي منتشيًا من الفوز الصعب على لاتسيو، وبسبب خسارة إنتر اليوم، وهذه الحالة الإيجابية لا بد من استغلالها وجعلها الدافع نحو تحقيق اللقب.
ميلان الذي ظل حائرًا في منتصف الجدول لسنوات، محاولًا فقط أن يجد نفسه ضمن رباعي دوري الأبطال، الآن يجد نفسه قريب من تحقيق الدوري.
قصة رومانسية لا مثيل لها قد تحدث في قادم الأيام، لكنها ولادة متعثرة أيضًا، نظرًا للمواجهات الصعبة التي تنتظر الفريق.
إنتر جرح نفسه بنفسه!
كان كل شيء في يد إنتر العديد من المرات هذا الموسم، فتعثرات ميلان كانت كثيرة، لكن فريق إنزاجي أبى أن يستغل هذه الوضعيات.
لا أحد يستطيع أن يلوم الحظ في فريق النيراتزوري، نعم قد سبق وقولنا إنه عامل مهم فيما حدث من تغير وجهة الصدارة حتى اللحظة.
لكن إنتر من وضع نفسه في هذه المكانة قبل الحظ، فلم يستغل كل هداية ميلان التي أتيحت له وظل معتمدًا على تقديم المزيد والمزيد منها.
والآن يندب حظه العاثر فيما يحدث من تغيرات في جدول الترتيب ليست في صالحه.
Pressbox/Gettyلكن بالنظر إلى مواجهات إنتر القادمة سنجد أن موقفه أفضل بكثير من ميلان، حيث يواجه النيراتزوري فريق أودينيزي وإمبولي وكالياري وسامبدوريا.
مباريات ليست سهلة لكنها ليست كارثية أمام حامل اللقب الذي بإمكانه الفوز بها وانتظار أي هدية من جانب ميلان لحسم الدوري.
موقف سيئ وضع إنتر نفسه فيه، لكن القصة لم تنته بعد، والعيون الراغبة لدى مشجعي ميلان من الوارد أن تنتهي رغبتها بالبكاء.
صراع الخطوط
Gettyلم يتوقف جمهور ميلان هذا الموسم عن دعم ستيفانو بيولي المدرب الذي أعاد الفريق إلى روحه السابقة من جديد.
الرجل ذاته الذي واجه العديد من المطالبات برحيله فور توليه المسؤولية بات هو البطل المحبب لجماهير الروسونيري بعد أيام فقط.
ومن ثم استمر كل شيء حتى أصبحت قصة ميلان الحديثة تكتب على يديه، مع وجود العديد من الآمال والطموحات بأن ينتصر البطل الجديد في نهايتها.
بيولي غير كل شيء في ميلان، من أول الجوانب الخططية والتكتيكية، مرورًا بالمستويات الفردية لدى لاعبيه التي ارتفعت بشكل ملحوظ، وختامًا بالمنظومة القوية التي أوجدها، وهي التي تحب الفوز.
Gettyعلى الجانب الآخر، فقصة إنزاجي مختلفة بعض الشيء، من حيث بدايتها السهلة والهادئة بعد رحيل كونتي، واستلامه لفريق قوي لم يغير فيه الكثير من عناصره عكس بيولي.
ومن حيث المضمون الذي يعيشه مشجع إنتر، حيث يٌدعم سيموني بصدق من جماهير النيراتزوري، لكن بحذر.
المدرب قد حقق بطولة السوبر الإيطالي بالفعل، ولديه نهائي مرتقب أمام يوفنتوس في 11 مايو القادم.
لكن تذبذب مستوى الفريق في الدوري وخسارة النقاط جعل الجماهير في حالة تضارب بين الحب والتقدير والكره وعدم الفهم.
في كل الأحوال، من سيظفر ببطولة الدوري من الثنائي سيكون هو البطل الأول في إيطاليا، ومن يخسر سيعامل بكل احترام وتقدير، البطولة هذا الموسم لا تخضع لأي منطق أو عقلانية، وكما وجدنا ميلان في الصدارة من جديد، قد نجدها انتهت في أحضان إنتر.




