عاقب منتخب الجزائر ضيفه توجو بأشد طريقة، بعدما حول تأخره بهدف إلى فوز بخماسية يدين فيها بالفضل للنجمين سعيد بن رحمة وحسام عوار، في مباراة وضعت علامات استفهام كبيرة حول القائد رياض محرز.
محاربو الصحراء الآن في وضع ممتاز للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، بعد تحقيق الفوز الثالث على التوالي والحفاظ على العلامة الكاملة (9 نقاط)، بعد الفوز في الجولتين الماضيتين على غينيا الاستوائية وليبيريا.
وشهدت المباراة نقطة تحول أساسية، بعدما تقدم تيباولت كليدجي، مهاجم فريق لوزيرن السويسري لمنتخب توجو في الدقيقة 11، ليتسبب ذلك في صحوة لمنتخب الجزائر، الذي رد برباعية سجلها سعيد بن رحمة "هدفين"، حسام عوار وأمين جويري.
واستحق حسام عوار، تحية الجماهير الجزائرية لما بذله من مجهود، قبل استبداله في الدقيقة 90 لحساب الواعد إبراهيم مازا (18 عامًا)، لاعب هيرتا برلين الذي شارك في وقت سابق مع منتخبات ألمانيا للشباب والناشئين.
أين ذهب رياض محرز؟
أصبح مستوى رياض محرز مع منتخب الجزائر، لغزًا كبيرًا لا يستطيع أحد تفسيره ولا حتى المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يصر على الدفع به أساسيًا في كل مباراة رغم تراجع مستواه بشكل واضح وعدم تقديمه أي إضافة للفريق.
محرز للمباراة السابعة على التوالي يغيب عن تسجيل الأهداف، إنه حتى لم ينجح في أداء مراوغة واحدة خلال آخر 8 مباريات يخوضها سواء مع الأهلي السعودي أو منتخب محاربي الصحراء.
وفي آخر 11 مباراة لعبها محرز، سواء مع الأهلي أو الجزائر، سجل هدفًا وحيدًا وصنع 3 تمريرات حاسمة، بينما كانت له مرواغتين ناجحتين فقط أمام الفتح بدوري روشن، وهي أرقام لا تليق تمامًا بنجم في مكانته.
زيادة في الوزن = ضعف في الأداء!
حتى بيتكوفيتش لم يستطع الصبر كثيرًا على محرز وقام باستبداله مع الدقيقة 75 لحساب أمين جويري، الذي لم يحتج أكثر من 10 دقائق لتسجيل الهدف الرابع لمحاربي الصحراء وكشف العجز الواضح لدى محرز في الوصول للشباك.
وانتقدت جماهير الجزائر بشكل واضح القائد الذي أصبح أقل لاعبي الفريق من حيث الإضافة، حيث يرى أغلبهم أنه لا يقدم المساندة الدفاعية ولا يقوم بأدواره الهجومية. (شاهد الفيديو)
وظهر ذلك في هجمة مرتدة قبل خروجه بدقائق، عندما كان يقود الهجمة ومعه الثلاثي حسام عوار وبغداد بونجاح وسعيد بن رحمة، لكنه فضل الاستمرار بمفرده بالكرة دون أن يمرر لزملائه، حتى قطعها الدفاع التوجولي بسهولة.
بن رحمة هو القائد الحقيقي
لعب سعيد بن رحمة دورًا كبيرًا في فوز الجزائر ليلة أمس الخميس، بعدما سجل هدف التعادل من قذيفة صاروخية، قبل أن ينفذ ركلة جزاء ناجحة للمحاربين في الشوط الثاني، حيث تم تكليفه من قبل المدرب بأداء ركلات الجزاء بدلًا من القائد محرز.
ورفع بن رحمة سجله التهديفي إلى 4 أهداف مع منتخب الجزائر، حيث فرض شخصيته على الفريق وكان هو القائد الحقيقي للمحاربين، وظهر ذلك بوضوح في إصراره على تصويب ركلة الجزاء، وفقًا لتعليمات الجهاز الفني، رغم توسلات زميله حسام عوار لتنفيذها.
وكانت الجبهة اليسرى للجزائر هي الأنشط طوال الـ90 دقيقة في وجود بن رحمة، الذي حصل على أعلى تقييم بين لاعبي المحاربين (8.6) وفقًا لموقع سوفا سكور، حيث سجل هدفين وصنع فرصة محققة وله 4 تصويبات على المرمى، بينما قام بمراوغة ناجحة من أصل 3.
حسام عوار لا يخيب التوقعات
faf.dz
وعلى نفس الشاكلة، كان أداء حسام عوار الذي يواصل تألقه مع منتخب الجزائر، حيث حصل على ثاني أعلى تقييم في الفريق (8.1) بعد بن رحمة، وكان هدفه الرائع الذي ختم على فوز المحاربين، بمثابة تكليل واضح لجهوده.
ويعيش عوار أفضل أوقاته سواء مع فريق الاتحاد السعودي أو منتخب بلاده، حيث له 8 مساهمات في آخر 9 مباريات لعبها، إذ سجل 7 أهدافًا وقدم تمريرة حاسمة كانت أمام الفتح في دوري روشن.
وتشير أرقام عوار في مباراة الأمس، إلى مدى الجودة التي وصل لها، حيث سجل هدفًا وصنع آخر، بينما سدد 3 كرات خطيرة على المرمى ولمس الكرة 60 مرة (أكثر اللاعبين لمسًا للكرة) ولعب 40 تمريرة صحيحة من أصل 47، واستخلص الكرة 3 مرات من لاعبي توجو، فيما كسب التحامين وله تدخل ناجح على الكرة.