يمكن وصف التوقف الدولي الحالي بأنه الأسوأ على الإطلاق، فإذا جرت العادة على تسمية تلك الفترة التي تخصص للمنتخبات بمسمى "فيروس الفيفا"، الأمر تحول لواقع وأصبح فرصة حقيقية للإصابة بفيروس كورونا.
تنقل اللاعبين حول العالم للمشاركة مع بلادهم كما كان متوقعاً ساهم في ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس الوبائي في وقت تجاهد الفرق والدوريات للسيطرة على الوضع، ناهيك عن الإصابات العضلية والإجهاد للاعبين يعانون منذ الأسابيع الأولى بسبب موسم مضغوط.
Gettyما حدث خلال الأسبوعين يجعل من الحتمي إعادة النظر بخصوص مصير التوقفات الدولية المقبلة، الأمر أصبح خطيراً صحياً مع دخول الموجة الثانية وارتفاع أعداد المصابين، وغير منطقي بعد كل المجهود المبذول للحد من انتشار الفيروس بين الرياضيين والإجراء التي يفترض أنها صارمة يتم كسر كل ذلك والمخاطرة بصحة اللاعبين ومصير الدوريات والبطولات الكبرى.
التوقف الدولي الحالي شهد ثلاث منافسات، أولاً مباريات ودية، ثانياً بطولة دوري الأمم الأوروبية، وثالثاً تصفيات كأس العالم الخاصة بأمريكا الجنوبية، الأخيرة التي بدأت متأخرة عدة أشهر عن موعدها الأصلي في يونيو الماضي، نفس الحالي فيما يخص دوري الأمم.
ما الفائدة من لعب وديات الآن؟ ولماذا من الأساس ثلاثة لقاءات للمنتخبات وليس لقاءين كما جرت العادة خلال الأسبوعين، الأحرى كان عدم تنظيم أي وديات من الأساس تجنباً لإرهاق اللاعبين وتعرضهم للعدوة والإصابات، خصوصاً وأنها مباريات بلا قيمة.
Gettyماذا عن دوري الأمم الأوروبية؟ البطولة تم صنعها بالأساس حتى ترفع من ترتيب الفرق الأوروبية في تصنيف الفيفا وتجعل الأوروبيين يهيمنون على المراكز الأولى وبالتالي في كأس العالم يحتلون صدارة المجموعات، ولكن مع الظرف الراهن كان يمكن تأجيلها وإعطاء اللاعبين متنفساً خلال ذلك الموسم العصيب الذي ستلعب فيه الأندية كل ثلاثة أيام تقريباً.
يتبقى تصفيات المونديال اللاتينية، تلك الوحيدة التي لا يمكن تأجيلها أو التعامل معها بالإلغاء، ولكن مشكلتها الكبر سفر اللاعبين آلاف الأميال لبلادهم والعودة قبل ساعات قليلة فقط من لقاءات الأندية، إجهاد مضاعف عن الأوروبيين، ولا ننسى فرص العدوى المرتفعة في ظل نشاط الفيروس الكبير في أمريكا الجنوبية.
Gettyالحل قد يكون في لعب المباريات في أوروبا استثنائياً، معظم اللاعبين محترفين ماعدا ربما بوليفيا، وفي غياب عامل الجماهير التي كانت تصنع الفارق لتلك المنتخبات أصبحت الملاعب محايدة ولا فارق بين اللعب في كولومبيا أو ألمانيا في ظل الظروف الراهنة.
الموضوع قد يكون شائكاً بالتأكيد ويشهد اعتراضات، وفي أسوأ الظروف يمكن الإبقاء على تصفيات أمريكا الجنوبية فقط وإلغاء دوري الأمم الأوروبية وعدم لعب الوديات حفاظاً على الصحة العامة، وإنقاذاً لموسم وُلد في خضم المعاناة وسيكون جحيماً على اللاعبين والأندية إذا استمر الاتحاد الأوروبي والدولي في عناده.
