حالة كبيرة من الجدل تحيط بالدوري الإنجليزي خلال الأشهر الأخيرة بسبب تطبيق تقنية الفيديو بالشكل الذي يتم تطبيقها به في البريميرليج حاليًا.
تطبيق تقنية الفيديو في الدوري الإنجليزي يكون مزعجًا بعض الأحيان لعدد من الفرق في حالات معينة ويكون منقذًا لغيرهم في حالات أخرى.
لكن لنكون أكثر موضوعية يجب أن يكون الحكم ثابتًا على تقنية الفيديو في الدوري الإنجليزي ولا يتغير بتغير الطرف المستفيد منها.
بكل تأكيد حتى لا يأخذ كلامنا منحنى آخر لا يوجد هنا توجه لكره تقنية الفيديو أو لرفضها فهي تحقق عدالة غابت عن كرة القدم لسنوات طويلة.
ماذا يحتاج ليفربول خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير؟
لكنها بكل تأكيد لا تحقق تلك العدالة بالشكل الكافي بالطريقة التي يتم تطبيقها بها في الدوري الإنجليزي، أو تحققها وتخل بمباديء أخرى لا تقل أهمية في كرة القدم.
التردد والكسل
يتحدث البعض أن تقنية الفيديو لا تقوم بأي شيء إضافي سوى منح الحكام القدرة على التأكد من صحة قراراتهم، لكنها في الواقع تسببت في كارثة أخرى لا يتطرق له الكثيرون.
أصبح الحكام بشكل عام أكثر اتكالية على تقنية الفيديو ويرفضوا احتساب كرة ما دون العودة لهؤلاء الذين هم خلف الشاشات ليتأكدوا منهم وليتفادوا غضب الجماهير حتى لو كانوا قد شاهدوا الحالة بشكل واضح أمامهم.
التطبيق الأعمى للقانون
(C)Getty Imagesإذا تحدثت مع أحد الذين يدعمون تطبيق تقنية الفيديو بشكل كامل في الوقت الحالي بالدوري الإنجليزي بالصورة الراهنة لها سيقول لك أن التقنية ليس لها يد في أي قرار بالنهاية الحكام هم من يتخذون القرارات.
نعم، ذلك صحيح لكن الشيء الذي لا ننتبه له هنا أن منظومة تقنية الفيديو عندما يتم انتقادها يحدث ذلك بينما يشمل النقد الحكام الذين يعملون على تطبيقها، فهم جزء من تلك المنظومة حتى لو كانوا يتابعون فقط من خلف شاشات.
لكن في النهاية عندما ننظر لقانون التسلل على سبيل المثال فالقانون يقول أن اليد والذراع لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم التعامل مع تقدمهم على أي جزء من جسد المدافع الأخير على أنه تسلل.
ذلك ما يقوله الكتاب قوانين كرة القدم الخاص بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم نفسه بعيدًا عن تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم، رغم ذلك نرى تسللات تحتسب في البريميرليج على اليد والذراع.
ليس هذا فحسب، في بعض الأحيان يتقدم المهاجم بأنفه او جزء صغير للغاية من حذاؤه ويتم احتساب التسلل، هنا سيقول لي البعض هذا هو القانون فما المشكلة؟
المشكلة أن القانون نفسه يقول أن الأفضلية عندما يتواجد المهاجم مع المدافع على الخط نفسه تكون للمهاجم، وهذا لا يحدث بأي شكل من الأشكال في الدوري الإنجليزي.
لا نقول أننا نريد اللاعب المتقدم بجزء واضح من جسده ألا يتم احتساب تسلل عليه، فهذا ظلم واضح ومن الممكن لذلك اللاعب أن يستفيد في الهجمة من تقدمه.
لكن بحق؟ ما الذي سيستفيده أي لاعب من تقدم يده على سبيل المثال أو رباط حذائه أو جزء لا يتجاوز الخمسة سنتيمترات من قدمه في أي هجمة؟
ماكينات
Gettyكل ما سردناه في الأسطر الماضية يمنحنا الإحساس أن هؤلاء الذين ينتظرون خلف الشاشات هم مجرد ماكينات متناهية الدقة تعمل بشكل تلقائي عندما تشاهد أي جزء من أي لاعب يتجاوز آخر مدافع.
أو حتى أشخاص غير مدركين لقوانين كرة القدم وكيفية تطبيقها بشكل صحي يساعد على استمرار اللعب ومنع ظلم أي طرف على حساب الآخر.
وبغض النظر عن كل تلك الحقائق السابقة فإنجلترا هي الدولة الوحيدة التي تقوم بتطبيق تقنية الفيديو بتلك الكيفية وبتلك الدقة المتناهية وهذه ليست إشادة أو مدح، على الإطلاق ما يحدث هناك يعد إخفاق واضح ناتج من رغبة في الإحساس بالاختلاف والتميز عن غيرهم.
حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يطبق التقنية بتلك الدقة في بطولاته الكبرى ولا بذلك العمق في تقريب الصورة لإيجاد تفصيلة متناهية الصغر ليحتسب عليها التسلل.
أظن أنه وبعد الأسابيع الأخيرة بدأنا نستوعب رفض الجيل السابق في الاتحاد الدولي والأوروبي لإدخال التكنولوجيا في كرة القدم، فهناك دومًا من سيحاول أن يفرط في استخدامها بشكل يفسد كرة القدم ويفقدها مزاياها التي جعلت المليارات حول العالم يحبونها كرياضة أولى في قلوبهم، لكننا في الوقت نفسه مع تطبيق التقنية بالشكل الذي لا يخنق كرة القدم كما نرى هذه الأيام، فكيف للاعب أن يتحكم في تقدم كعبه او كف يده على المدافع الأخير؟
