خسر النجم المصري محمد صلاح نهائي كأس الأمم الإفريقية مع منتخب الفراعنة في المباراة التي انتهت بفوز السنغال بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
خسارة صلاح هي الثانية له قاريًا، حيث فشل مع الفراعنة في التتويج بكأس الأمم الإفريقية في 2017 بعد الخسارة أمام الكاميرون في النهائي بهدفين لهدف.
ولمثل تلك الهزائم كبير الأثر على كبار نجوم كرة القدم حول العالم، وصلاح بكل تأكيد ليس الاستثناء من بينهم، بالأخص لو علمنا أن على رأسهم واحد من أفضل الساحرة المستديرة في التاريخ، وهو ليونيل ميسي.
بعد خسارة تلك البطولة رأينا تحولًا نوعًا ما في الظروف المحيطة بمحمد صلاح لتغير من ربطه المستمر بنموذج كريستيانو رونالدو إلى نموذج ليونيل ميسي!
فيما يلي شرح مستفيض لوجهة نظرنا:
التشكيك في قدرته على القيادة
كما كان الحال مع ليونيل ميسي، وأثناء أزمة شارة القيادة مع القائد السابق للمنتخب المصري أحمد فتحي، شهدت الأسابيع اللاحقة لتلك الأزمة الكثير من التشكيك في محمد صلاح وقدرته على حمل الشارة.
التشكيك لم يكن في شخص محمد صلاح، ولكن في إمكانياته وقدرته على قيادة المنتخب المصري وحمله لسنوات مقبلة.
فشارة القيادة في المنتخب المصري تاريخيًا كان يتم تقديمها لصالح اللاعب الأقدم في الفريق، لذلك أصر وقتها أحمد فتحي على عدم التفريط في حقه الطبيعي.
ومع إصرار فتحي وبالرغم من الدور الكبير لصلاح مع المنتخب المصري، استمرت حالة التشكيك في نجم ليفربول وقدرته على القيادة.
Goal/Gettyالتحول من التشكيك للإشادة
ميسي أيضًا تعرض للتشكيك في مدى قدرته على قيادة المنتخب الأرجنتيني، وأن شخصيته لا تتناسب مع شخصية لاعب قائد.
حتى أننا رأينا ليونيل في بعض الأحيان يجمع اللاعبين في الممر المؤدي للملعب أمام العدسات ليثبت عكس ذلك.
لكن وخلال الأدوار المختلفة في البطولات التي خاضها ميسي كان ذلك التشكيك يتحول لنوع من المدح والإشادة طالما أن المنتخب الأرجنتيني يحقق الانتصارات.
ومؤخرًا حصد ميسي إعجاب الجميع بسبب دوره القيادي في التتويج ببطولة كوبا أمريكا التي فاز بها المنتخب الأرجنتيني قبل أشهر.
وبالمثل وبعد التشكيك في قدرته على القيادة، تحول صلاح لبطل قومي مصري، ونال الكثير من الإشادات بشأن قيادته للفريق وشخصيته.
خسارة ثاني نهائي قاري!
في 2015 خسر ليونيل ميسي النهائي القاري الثاني على التوالي بعد كأس العالم، عندما فاز المنتخب التشيلي عليه في نهائي كوبا أمريكا.
بعدها بعام خسر نهائي نفس البطولة للمرة الثانية على التوالي، ليكون النهائي القاري الثالث له بعد نهائي كأس العالم وكوبا أمريكا.
وها هو محمد صلاح قد خسر النهائي الثاني له على التوالي بعد نهائي 2017 الذي تقدم فيه المنتخب المصري بهدف مبكر.
وفي نفس السياق الذي كان فيه ميسي قائدًا للمنتخب الأرجنتيني فيه، كان صلاح قائدًا خلال البطولة الثانية والتي انتهت قبل أيام.
التحول من رونالدو إلى ميسي
في بداية مسيرته الكروية تم تشبيه محمد صلاح بليونيل ميسي المصري أو العرب أو إفريقيا، نظرًا لسرعته الكبيرة بالكرة.
لكن مع مرور الوقت وتطور شخصيته وجسده، أصبح صلاح أقرب لنموذج كريستيانو رونالدو المكافح، وتم تشبيه النجم المصري به.
صحيح أن الفارق بين الثنائي في أفضل مستوى لهما وبين صلاح بعيد، إلا أن هكذا جرت الأمور طوال سنوات، وبمرور الوقت أصبح نجم ليفربول مربوط أغلب الأوقات بكريستيانو رونالدو.
لكن مؤخرًا وعقب خسارة النهائي القاري الثاني له، وعقب كل ما مر به من مراحل تحول، أصبح محمد صلاح أقرب لنموذج ليونيل ميسي.
بيت القصيد
لو سألتني بشكل شخصي أي النموذجين محمد صلاح أقرب لهما بين رونالدو وميسي ستكون إجابتي هي خيار لم يتم طرحه في الأسطر الماضية.
فالنموذج الأقرب لنجم روما السابق هو محمد صلاح نفسه، فالمصري يملك شخصيته وإمكانياته الفنية الخاصة به بعيدًا عن الثنائي الكبير.
صلاح هو اللاعب الأفضل في الدوري الإنجليزي خلال السنوات الماضية، وسيكون ضمن الأفضل في تاريخ اللعبة بكل تأكيد بنهاية مسيرته الكروية.
لذلك فمقارنته بالثنائي رونالدو وميسي أو ربطه بأحدهما دونًا عن الآخر فيه بعض الظلم لصلاح نفسه، لكن في النهاية نحن نتحدث عن ثنائي قاد كرة القدم العالمية لسنوات، لذلك ربما لا يكون الارتباط بهما سيئًا إلى ذلك الحد.
