على مدار السنوات، تعودت الكرة الفرنسية على صعود أحد الأندية للقمة وهيمنته لعدة أعوام على الساحة، سان إتيان كان الأشهر والأول بذلك الصدد في نهاية الستينيات وانطلاقة السبعينيات حينما حقق الأخضر معظم بطولاته العشر بالدوري.
مساء الأحد سيشهد الدوري الفرنسي قمة منتظرة على ملعب "جروباما" عندما يحل حامل اللقب والحاكم بأمره في السنوات الأخيرة باريس سان جيرمان ضيفاً على ليون، الفريق الذي كان لا ينافسه أحد مع انطلاق الألفية الجديدة.
في 2002 بدأ ليون مشروعاً من الأنجح والأشهر في الكرة الفرنسية بقيادة الرئيس الحالي جون ميشيل أولاس، رجل الأعمال نجح في بناء فريق قوي هيمن على لقب الدوري سبع سنوات متتالية وأصبح نداً قوياً لكبار أوروبا بدوري الأبطال، وذلك بفضل اسماء مثل جونينيو، سيلفان ويلتورد، كريم بنزيما، ممادو دياوارا، سيدني جوفو، مايكل إيسيان، إيريك أبيدال، وآخرين.
Gettyولكن مع تفكك عقد الجيل الذهبي لليون بدأ تراجع الفريق، وأصبح غير قادراً على مجابهة القوة الاقتصادية لبي إس جي على الرغم من تطويره المستمر للمواهب، ولكن أبناء العاصمة أحكموا قبضتهم في السنوات الأخيرة على مفاتيح الكرة في فرنسا، واقتصرت محاولات ليون على ضمان مركز مؤهل لدوري الأبطال في معظم الأوقات.
هذا الصيف قرر ليون التجديد، ورفع شعار البرازيل هي الحل عبر تعاقده مع ثنائي من بلاد السامبا لقيادة حركة التغيير في صفوفه، فعمد أولاس بمهمة المدير الرياضي لأسطورة النادي جونينيو، ليعود من جديد لصفوف النادي الذي صنع فيه اسمه بركلاته الحرة الدقيقة وأهدافه بعيدة المدى.
AFP/Gettyأولى قرارات جونينيو كانت تعيين مواطنه سيلفينيو في القيادة الفنية للفريق بدلاً من برونو جينيسو الذي توترت علاقته بأولاس وجماهير ليون، ورحل نهاية الموسم الماضي بعدما قاد الفريق للتأهل لدوري الأبطال.
ولا يحظى الثنائي جونينيو وسيلفينيو بخبرة كبيرة في مناصبها، فالأول اعتزل اللعب في 2018 وقضى العام التالي في مجال التعليق والتحليل ببلاده، أمام الثاني فخبرته تقتصر على تجاربه كمساعد لروبرتو مانشيني في إنتر، وتيتي مع المتخب البرازيلي، ليكون ليون هو أول تجاربه على رأس الجهاز الفني.
وحتى الآن لا تبدو بداية ليون كما كان المنتظر، فالفريق لعب خمس مباريات في بطولة الدوري، فاز مرتين، وتعادل مثلهما وخسر مباراة، وفي دوري الأبطال تعادل الفريق على ميدانه مع زينيت منتصف الأسبوع بعدما كان متأخراً في النتيجة، وإن كان الجمهور لم يحتج حتى الآن بسبب تأييده لنجمه التاريخي جونينيو وثقته في سعيه لتحقيق أحلامها.
الآن تأتي الفرصة لليون لأخذ خطوة كبيرة للأمام وإثبات نواياه كمنافس جدي لباريس عندما يستضيفه مساء الأحد على ملعبه، الانتصار سيقلص الفارق مع بي إس جي لنقطة فقط ويجعل ليون يقترب من القمة ويعطي إشارة أن هذا الموسم قد يكون هو الذي سيشهد استفاقته وعودته لإعادة أمجاد بداية الألفية، ولكن بنكهة برازيلية.




