ما الذي تقوله لولدك في أول أيامه في المدرسة؟ ما الذي قد تفعله حال كُلف بمهمة مستحيلة؟ ستُحاول بالتأكيد رفع روحه المعنوية والتخفيف من وطء الحدث المقبل عليه وستبذل قصارى جهدك لتخفيف الضغوطات وحالة الشك والقلق التي يشعر بها، والأهم أنك ستحاول حمايته من أي متربص أو منتقد حال فشله .. هذا ما فعله الأمير محمد بن سلمان مع نجوم المنتخب السعودي ومدربه هيرفي رينارد.
ولي العهد السعودي استقبل أول أمس بعثة الأخضر واجتمع معهم ووجه لهم رسالة واحدة .. "مجموعتكم في كأس العالم صعبة، لا نتوقع منكم الفوز أو التعادل، تخلصوا من الضغوطات واستمتعوا باللعب في المونديال".
كلمات بسيطة وواضحة المعنى من رجل يُدرك تمامًا استحالة المهمة، والأهم أنه يُدرك تمامًا أن أولئك أولاده وعليه مساعدتهم وكذلك حمايتهم.
رسالة الأمير محمد بن سلمان لم تكن موجهة فقط للمنتخب السعودي بلاعبيه وجهازه الفني، بل للإعلام والجمهور السعودي وخاصة الأول وهو الأهم لأنه يُساهم بشكل رئيسي في توجه الثاني.
القرعة أوقعت الأخضر في مواجهات صعبة أمام منتخبات ذات جودة وخبرة كبيرة، الأرجنتين وبولندا والمكسيك، وقد انقسم الإعلام منذ ذلك اليوم بين متفهم لصعوبة المهمة ومتربص يُحاول النيل من اللاعبين ومدربهم.
كلمات ولي العهد السعودي حملت تحذيرًا لكل من يُحاول النيل من لاعبي الأخضر أو جهازهم الفني، أوضح للجميع أن النتائج ليست معيار الحُكم والتقييم وأن الهدف من المشاركة في مونديال قطر 2022 هو الاستمتاع بالتواجد في تلك التظاهرة الرياضية العالمية والاستفادة منها للمستقبل.
والملاحظ خلال الـ48 ساعة الماضية وتحديدًا بعد كلمات ولي العهد أن النبرة اختلفت في الإعلام وتحولت من مطالبات بتحقيق نتائج وتحليل فني عميق للاعبين والاختيارات وكل تلك الأشياء إلى مجرد دعم ومساندة واعتراف باستحالة المهمة ضمن المنطق الكروي.
كلمات الأمير محمد بن سلمان وحدت الجميع خلف المنتخب السعودي دون أي حسابات، حمت اللاعبين والمدرب من أي هجوم متوقع خلال وبعد مباريات كأس العالم، وضعت حدًا لكل من يتربص وينتظر الإخفاق لشن هجومه، قالت لهم "توقفوا، نحن هناك للاستمتاع فقط".






