تحالف الحظ مع الحارس المتألق إيميليانو مارتينيز لإنقاذ الأرجنتين من سيناريو الوداع المبكر لبطولة "كوبا أمريكا"، لتستمر حملة القائد ليونيل ميسي ورفاقه نحو الاحتفاظ باللقب القاري.
وتغلب منتخب الأرجنتين على الإكوادور بركلات الترجيح (4-2)، فجر اليوم الجمعة، في مباراة انتهى وقتها الأصلي بالتعادل (1-1)، ليتأهل راقصو التانجو إلى الدور نصف النهائي من أجل مواجهة الفائز من لقاء كندا وفنزويلا.
تقدمت الأرجنتين بهدف عن طريق ليساندرو مارتينيز في الدقيقة 35، قبل أن يتعادل كيفين رودريجيز بهدف قاتل في الدقيقة (90+2)، ليتجه الفريقان إلى ركلات الترجيح، وفقًا للوائح البطولة.
وأهدر القائد ليونيل ميسي الركلة الأولى للأرجنتين بعدما سددها في العارضة الأفقية على طريقة "بانينكا"، قبل أن ينقذ الحارس إيميليانو مارتينيز الموقف، بتصديه لركلتي ترجيح من أقدام لاعبي الإكوادور.
الأداء التجاري لا يحسم بطولات!
قدم منتخب الأرجنتين واحدًا من أسوأ عروضه ليس فقط في كوبا أمريكا، لكن في السنوات الأخيرة، حيث غاب الانسجام والأداء الجماعي، وكانت اللقطات الفردية المشهور بها لاعبي "الألبيسيليستي" نادرة على مدار اللقاء.
وكان هدف الأرجنتين من ضربة ركنية، هو الحسنة الوحيدة للفريق في اللقاء، حيث بدا من لعبة محفوظة بين اللاعبين تشبه طريقة تسجيل هدف الفوز القاتل على تشيلي في دور المجموعات.
وبعد الهدف ظن ليونيل سكالوني وفريقه، أن المباراة ستحسم بسهولة خصوصًا أن الإكوادور أعطت انطباعًا بذلك، بسبب استسلامها الغريب خلال الشوط الأول، لكن الوضع تغير تمامًا في الشوط الثاني، حيث أخذوا بزمام المبادرة وحاصروا الأرجنتين حصارًا شرسًا.
علامات استفهام حول أخطاء سكالوني
ركلة الجزاء التي أهدرها إينير فالنسيا مع بداية الشوط الثاني، كانت بمثابة إنذار واضح لليونيل سكالوني، الذي لم يصحح أخطاءه في التشكيل من البداية، بل زاد الطين بلة بتبديلات لم تغير من شكل الفريق بل أضعفته هجوميًا وجعلته يتراجع للخلف.
وكان السؤال الأهم لجماهير الأرجنتين، هو سبب جلوس أنخيل دي ماريا صاحب الحلول الفردية المختلفة على دكة البدلاء، والاستعانة بجوليان ألفاريز الذي لم يصنع الفارق تمامًا مثلما كان حال لاوتارو مارتينيز طوال 65 دقيقة.
هناك أيضًا علامات استفهام حول إصرار سكالوني على عدم منح جارناتشو فرصة في اللقاء، بينما ظل إنزو فرنانديز لأكثر من 78 دقيقة في الملعب، يقدم أداءً ضعيفًا هجوميًا ودفاعيًا دون أي مبرر لاستمراره.
ميسي لم يعد من الإصابة
وبالطبع، لا يمكن اللوم على ميسي في هذه المباراة، حيث ظهر من الدقيقة الأولى أنه ليس جاهزًا من الناحية البدنية، ويخشى من عودة الإصابة التي أبعدته عن المباراة الأخيرة، حتى أنه أهدر ركلة الجزاء بطريقة غير معتادة.
ولم يسدد ميسي سوى كرة واحدة على المرمى ونفذ مراوغة واحدة، ولعب 18 تمريرة صحيحة منها تمريرة مفتاحية واحدة، والتي كانت من ضربة ركنية نفذها "ليو" ومهدها ماك أليستر ليسجل منها ليساندرو هدفه.
إيميليانو مارتينيز "حائط صد لا يقهر"
كعادته، لم يخيب إيميليانو ثقة زملائه وجماهير الأرجنتين فيه، وأصلح ما أفسده المدرب والفريق على مدار 90 دقيقة، بتصديه لركلتي ترجيح ليحمل فريقه إلى المربع الذهبي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلعب فيها الحارس الأرجنتيني دور البطولة، حيث وصل مع المنتخب إلى ركلات الترجيح 4 مرات، واستطاع أن يحقق الفوز في جميع المرات.
وخلال مواجهات المنافسين في ركلات الترجيح، واجه إيميليانو 18 ركلة تصدى لـ8 منها، بينما ذهبت تسديدة خارج إطار المرمى، لتصل نسبة تصديه لركلات الترجيح إلى 50%.