إذا كنت اتحاديًا أو تنتمي لأي نادٍ آخر، فالشغل الشاغل للجمهور والمحللين والنقاد الرياضيين ومقدمي البرامج خلال الفترة الحالية، هو ملف سعود عبد الحميد؛ ظهير أيمن العميد، صاحب الـ21 عامًا نجح في أن يكون حديث الساعة، فما قدمه الموسم المنقضي، جعل ملف التجديد له بمثابة حياة أو موت لبعض مشجعي النمور، والبعض الآخر يتظاهر بأنه لا يبالي ببقائه أو رحيله لأن العميد لا يقف على لاعب، لكن في حقيقة الأمر هو يعلم تمامًا أن وجوده مهم للغاية للفريق.
بالطبع لن يقف الاتحاد على أي لاعب مهما كان، قد يتعثر لفترات، لكنه يبقى شامخًا، وإلا كان سقط بعد اعتزال أساطيره من قبل، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن ينكر أحد أهمية بقاء سعود، خاصةً بعد تطور مستواه بشكل كبير في الموسم المنقضي، ورغم صغر سنه إلا أنه كان أفضل لاعب في مركزه بـ2020-21 سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب.
اقرأ أيضًا | الشباب يسيطر وثنائي النصر والأهلي يفرضان أنفسهما .. تشكيل الأفضل في الدوري السعودي 2020-21
هل سيتسبب رحيل سعود في مشكلة في الاتحاد؟
epaبنظرة بسيطة على قائمة العميد الحالية فلا يوجد بديل لسعود، فمع غيابه يضطر المدرب إما لتغيير خطة اللعب أو يضطر للدفع بأحد الأظهرة اليسرى لسد فراغ الجهة اليمنى، وكلاهما جربه البرازيلي فابيو كاريلي؛ المدير الفني الحالي للنمور، في الموسم المنقضي..
لم يغب صاحب الـ21 عامًا عن المشاركة مع الاتحاد في الموسم الماضي من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين سوى مرتين فقط؛ الأولى أمام العين في الجولة الـ14 أمام العين، نظرًا لعقوبة الإيقاف بعد حصوله على الكارت الأحمر في المباراة السابقة، والثانية في الجولة الـ24 أمام الرائد.
أمام العين، اضطر كاريلي للعب بثلاث فقط في الدفاع دون وجود ظهير أيمن، فشارك الثلاثي حمدان الشمراني وأحمد حجازي وعمر هوساوي، ومرت المباراة بسلام وفاز الاتحاد 2-1.
أما أمام الرائد، فدفع كاريلي بحمد المنصور في مركز الظهير الأيمن، والشمراني في الأيسر، وزياد الصحفي وأحمد حجازي قلبي دفاع، لكن هذه المباراة انتهت بالتعادل 1-1.
هذا يعني أن رحيل اللاعب سيسبب أزمة كبيرة للعميد في الموسم المقبل، إذا ما نجحت الإدارة في تعويضه بالبديل المناسب، خاصةً وأنها أخيرًا ما وصلت للتوليفة المناسبة لخط الدفاع بعد التعاقد مع أحمد حجازي، وأصبحت دفاعات الاتحاد من الأقوى في الدوري السعودي، وليس من السهل هز هذا الاستقرار الذي غاب كثيرًا عن العميد، في مركز حساس كالدفاع.
رحيل أيٍ من لاعبي العميد الأساسيين في الموسم المقبل كسعود وجروهي وحجازي وفهد المولد وغيرهم بالطبع سيؤثر كثيرًا، ليس لأن الاتحاد يقف على لاعب، إنما لأن العميد حاليًا في طور استعادة كيانه الذي غاب لعامين صارع فيهما الهبوط، وبالموسم المنقضي كانت بداية الاستفاقة وكان منافسًا على اللقب المحلي ووصل لنهائي البطولة العربية وللنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، واللعب في تركيبته الأساسية بأي شكل من الأشكال لن يكون مناسبًا في الوقت الحالي.
ماذا قدم سعود في الموسم الماضي؟
شارك عبد الحميد في 28 مباراة بالدوري المحلي، سجل خلالها هدف وحيد، وصنع أربعة آخرين، بجانب خلقه 23 فرصة لزملائه، وتسديده 13 تسديدة، منها 4 بين القوائم الثلاث.
مرر سعود الكرة 1185 مرة خلال الـ28 مباراة، منها 1029 ناجحة بنسبة دقة 86.84%، فيما أرسل 89 عرضية منها 26 ناجحة.
لم يرتكب اللاعب الشاب سوى 38 خطأً، فيما أوقف 44 هجمة للخصوم، وتصدى لـ8 تسديدات.
لكي يتم الحكم بدقة على أهمية وجود سعود في الاتحاد، كان من المفترض أن تتم مقارنة أرقامه بمنافسيه في مركزه، لكن لا نعلم كيف لفريق بحجم الاتحاد أن يكون به لاعبًا واحدًا في مركزه؟!
goalلك عبرة في سابقيك:
EPAإذا كنا قد قلنا في فقرة سابقة أن رحيل سعود خسارة كبيرة للاتحاد، فهي لن تكون خسارة من جانب واحد فقط، فاللاعب نفسه سيخسر..
دعونا نفصل الملف بصورة أكبر، الجانب الأول والأهم به هو الجانب المادي، وهو محور الخلاف بين إدارة النادي الجداوي وبين اللاعب، فالنادي عرض خمسة ملايين تقريبًا، في الوقت الذي يمتلك به سعود عروضًا بفارق كبير عن هذا الرقم، لكن إذا كان من حق كل لاعب تأمين مستقبله، فليس منطقيًا أن يرفض لاعب في عمر الـ21 خمسة ملايين ريال، وحتى إن كان مبرر وكيله أنه لاعبًا في المنتخب الوطني!
أما الجانب الثاني فهو المشاركة، والتي هي من المفترض أنها الأهم عند أي لاعب، خاصةً من هم في عمر سعود، كي يحافظ على الأقل على مكانه في المنتخب..
سعود حاليًا ليس فقط مجرد لاعب أساسي في تشكيل النمور، إنما هو أحد أهم لاعبيه، ولا يوجد منافس له، حتى وإن تم التعاقد مع لاعب جديد في مركزه، فسعود قادر على الحفاظ على مكانه في التشكيلة الأساسية، إما بالأندية الأخرى التي تتصارع عليه، فلا يوجد أي شيء مضمون، خاصةً وأن منها من لديه لاعبين أكفاء في مركز الظهير الأيمن.
وأخيرًا فلنرجع بالذاكرة للوراء قليلًا وتحديدًا إلى صيف 2020، وقتما حدث خلاف بين عبد الفتاح عسيري وناديه السابق الأهلي حول الأمور المادية، وهو وقتها كان لاعبًا أساسيًا بالفريق، وفي الأخير فضل الانتقال للنصر كونه صاحب المقابل المادي الأكبر، لكنه تقاضى راتبًا أكبر وصار من لاعب أساسي إلى احتياطي.
هناك كذلك عبد الله الحمدان الذي يعد الخاسر الأكبر في الميركاتو الشتوي الماضي، بعدما حدث خلاف بينه وبين ناديه السابق الشباب حول المقابل المادي، فانتقل على إثره للهلال، وأصبح بعيدًا تمامًا عن الأضواء، وربما هذا يؤثر على مستواه في المنتخب السعودي الأولمبي، الذي هو مقبل على المشاركة في أولمبياد طوكيو في يوليو المقبل.
الآن الكرة في ملعب سعود عبد الحميد إما أن يواصل مشواره مع الاتحاد، الذي أمامه تحديات كبيرة مقبلة، أو أن يذهب للمجهول بحثًا عن مقابل مادي أكبر.


