Ralph Hasenhuttl Southampton GFXGetty/Goal composite

"الاعتراف بالخطأ والتعديل التكتيكي"، 5 عوامل أحيت ساوثامبتون بعد كارثة 9/0

جاء عيد الهالوين في وقت مبكر بالنسبة لساوثامبتون في عام 2019، فقبل 5 أيام من عيد الرعب السنوي، كان الرعب حاضرًا في سانت ماري، عندما تعرض "القديسين" لهزيمة ساحقة بنتيجة 9/0 على يد ليستر سيتي، جعلتهم يدخلون التاريخ الأسود للبريميرليج كأكبر الهزائم في تاريخ المسابقة بالمسمى الجديد.

كان الإحراج كبيرًا للغاية، حتى أن بعض أنصار ساوثامبتون تركوا الملعب بعد نصف الوقت، واعترف ناثان ريدموند، الذي لعب المباراة بأكملها في ذلك المساء بأنها "كابوس"، واعتقد البعض أن الهزيمة هي مؤشر على أن ساوثامبتون سيكون أول الهابطين لدوري الدرجة الأولى.

الآن وبعد نهاية الجولة الـ24، بات ساوثامبتون الآن في المركز التاسع بفارق 3 نقاط فقط عن المراكز الأوروبية، بفضل نتائج مميزة وخسارة واحدة فقط في آخر 7 مباريات، وانتصارات على تشيلسي وتوتنهام، والانتقام من ليستر نفسه 2/1.

صورتان مختلفتان تمامًا، لكن ما الذي حدث بينهما، كيف تمكن الفريق من إحياء نفسه بعد الهزيمة المروعة؟

1. الإيمان بالمدرب من الإدارة والاعتراف بالخطأ

Nathan Redmond Southampton 2019-20

حتى وقت كتابة هذه السطورة فقد أقيل 6 مدربين في الدوري الإنجليزي الممتاز، بينهم اثنان من واتفورد. ومن المثير للاهتمام، أنه من بين تلك الفرق التي أقالت مدربيهم هذا الموسم، فإن توتنهام فقط هو الذي يتقدم حاليًا على ساوثامبتون في جدول الدوري.

هذه هي ضريبة الإيمان بالمدرب النمساوي رالف هاسينهوتل والإبقاء عليه رغم الهزيمة الكبيرة، حيث كانت جُل التوقعات تؤكد أنه سيفقد منصبه.

ومن جهة اخرى فان شيئا رائعا قد حدث، اللاعبون اعتذروا بشكل علني لأدائهم السيء ووعدوا بالتبرع بجزء من راتبهم لذلك اليوم لموسسة "الساينتس" الخيرية التي يشرف عليها النادي وأعضاؤه. هذه البادرة نجحت بكسب قلوب المشجعين لتأييد اللاعبين مجددًا رغم الإحراج الذي تسببوا به مسبقا.

2. العودة لطريقة 4/2/2/2

Ralph Hasenhuttl, SouthamptonGetty

 المدير الفني النمساوي اعترف بأنه كان يتبع أسلوبًا خاطئًا بعد الخسارة القاسية أمام ليستر سيتي، حيث قرر التخلي عن عن اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي واعتمد بدلاً من ذلك على طريقة 4/2/2، التي سبق أن ساعدته على قيادة نادي لايبزيج لاحتلال المركز الثاني في جدول الترتيب في أول موسم للفريق في الدوري الألماني عام 2017.

في ثمانية من هذه المباريات الـ 12 الأولى لساوثامبتون لعب بثلاثة مدافعين في الخلف وحصلوا على 8 نقاط فقط، لكن في آخر 12 مباراة بعد التعديل التكتيكي حصلوا على 23 نقطة.

تطورت الشراكة الدفاعية بين جان بدناريك وجاك ستيفنس في قلب الدفاع، واستقرار الظهيرين سيدريك سواريس وريان بيرتراند بعد العودة لمراكزهم الطبيعية، وتحسن الدفاع على الرغم من خسارة أحد لاعبي الوسط، وذلك لأنهم باتوا يضغطون بخطين مضغوطين. نتيجة هذا التحول؟ تلقوا 15 هدفًا في 14 مباراة فقط، مما أعطى الفريق الكثير من الثقة.

كما سمحت الطريقة الجديدة أيضًا بإيجاد شريك هجومي لداني إنجز في خط الهجوم، تمثل في شين لونج أو مايكل أوبافيمي أو تشي أدامز، وهو ما سمح بتخفيف العبء عن المهاجم الذي يعيش أفضل مواسمه على الإطلاق.

3. مستوى داني إنجز

Danny Ings SouthamptonGetty Images

هناك قاعدة معروفة أن الفرق التي تقاتل لتجنب الهبوط سيكون لديها دائمًا فرصة للبقاء إن امتلكت مهاجم قادر على التسجيل بانفراد، وهذا هو السيناريو الذي يعيشه ساوثامبتون بتألق داني إنجز، الذي تخلص من كوابيس الإصابات اللعينة سابقًا ليصنع الفارق مع فريق طفولته.

بعد أن سجل 7 أهداف فقط في الموسم الماضي، ضاعف هذا العدد في 24 مباراة في البريميرليج هذا الموسم، ولا يتفوق عليه سوى جيمي فاردي وسيرجيو أجويرو على لائحة الهدافين، وكانت أهدافه حاسمة لفريقه بـ3 انتصارات من آخر 4، وتمثل نحو 45% من مجموع أهداف فريقه.

4. الضغط الجماعي

William Smallbone SouthamptonGetty Images

ما ميز ساوثامبتون أنه بات يُطبق الضغط بشكل جيد للغاية، ويساعد في ذلك الجناحان ستيوارت أرمسترونج وناثان ريدموند في اتباع نهج أكثر تعاونًا مع الظهيرين أو بالدخول للعمق إن تطلب الأمر.

ويقول هاسينهوتل عن مدى شجاعة لاعبيه في هذا الأمر "لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً، ليس فقط للوصول إلى الشكل الصحيح والمناسب، ولكن أيضاً للوصول إلى السلوك الصحيح في هذا الشكل. ويتوقف الأمر بصورة كبيرة على كونك شجاعًا وتلعب بطريقة هجومية أم لا. ولا يكفي أن تتحدث فقط عن ذلك للاعبين، بل يجب أن تطبق هذا النظام تطبيقاً كاملاً وأن ينعكس ذلك على سلوك اللاعبين. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً، وأخيراً شعرت خلال الشهر الماضي بأن الأمور تسير كما ينبغي، ويمكنكم أيضًا أن تشعروا بذلك".

5. جيمس وارد براوس يولد من جديد

James Ward-Prowse Southampton 2018-19Getty Images

شهدت الأسابيع الأخيرة تألق عدد من اللاعبين الذين لم يكن لهم دور كبير مع الفريق في السابق على رأسهم قائد الفريق جيمس وارد براوس، ابن النادي الذي يعيش أفضل مواسمه، بعد العودة إلى محور الوسط إلى جانب بيير إميل هويبيرج.

 أدى انخفاض عدد اللاعبين في وسط الملعب بعد التحول لطريقة 4/2/2/2 إلى زيادة عبء العمل الذي يتحمله اللاعب، لا سيما من الناحية الدفاعية، لكنه أثبت قدرته على تحقيق ذلك.

في الموسم الماضي، نجح في 36 التحام في 26 مباراة بالدوري، لكنه لديه حتى الآن 62 من 24 مباراة لعبها هذا الموسم. وبالمثل ، فقد فاز في 136 مواجهة ثنائية بعد أن كسب 72 في الموسم الماضي، كما استرد 158 كرة مقارنة بـ 112 الموسم الماضي.

كما قام بالمزيد من التمريرات لكل مباراة (40 مقارنة بـ27 الموسم الماضي)، وتحسن على مستوى الكرات العرضية ودقة الكرات الطويلة، والفرص الكبيرة المصنوعة، وأيضًا لديه تمريراتين حاسمتين بعد أن فشل في صناعة أي هدف الموسم الماضي.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0