تاريخ يظل يتوارثه الأجيال، يحكون عنه ويتحاكون به، كتب عنه الكثيرون، لكن لن تكفينا البحار ولا الأنهار حتى ننتهي من سرد تاريخه والحديث عن قيادته وأسطورته، إنه محمد نور، الذي يحتفل اليوم بإتمامه عامه الـ42، ومن لا يعرفه، فآسيا بأكملها تعرفه، وهو صاحب الثلاثة ألقاب من دوري الأبطال..
تتحدثون عن معاناة اللاعب السعودي وفرض الأجانب سيطرتهم على الدوري؟، تتحدثون عن معاناة اتحاد جدة؟، تتحدثون عن اختفاء الأساطير من الملاعب السعودية؟، فتذكروا نور "نمر النمور"، وضعوه أمام أعينكم حتى تعرفوا قيمة اللاعب السعودي المهدرة هذه الفترة.
يقولون دائمًا أن الكبار لا يمكنهم أن يقفوا على لاعب واحد، لكن نور الاتحاد كما هو استثنائي، فقد كان استثنائيًا في هذه القاعدة، فإذا حضر نور يمكنك أن تنسى بقية لاعبي الفريق، يدافع، يهاجم، يصنع، يسجل، صمام أمان في وسط الملعب، يفعل كل شيء، كان بمثابة المحرك الأساسي للعميد، غاب فظل العميد صامدًا لمدة عامين، يحاول فيهما نسيان غيابه، لكن لم يعد قادرًا على المقاومة أكثر، فها هو طريح الفراش للعام الثاني على التوالي، يحتاج نورًا جديدًا كي يوقظه ليعيد أمجاده.
محمد نور - حكاية كالحلم تنتهي بأزمة مؤسفة

الزئبقي الذي أثبت للجميع أن لاعب الكرة ليس مهارات فقط تتحرك بالملعب، بل أيضًا يجب أن يطعم مهارته من شخصيته، نور صاحب أقوى كاريزما للاعب عربي عرفه التاريخ، من منا لا يتذكر لحظات وقوفه على خط الملعب حينما يكون على مقاعد البدلاء، وكأنه لا يكفيه ما يفعله في الملعب، لكن يبقى واقفًا لتوجيه زملائه، من منا لا يتذكره وهو يزود زملائه بالطاقة والحماس، ينتشلهم من التعسرات، من ينسى مشهد الجماهير وهي محتشدة أمام منزله بعد قرار رحيله عن العميد؟، أين الاتحاد منك الآن يا نور؟!

"يجب أن نلتقي كي لا نموت شوقًا" هكذا قال له الجماهير عند إجباره على الرحيل عن النادي الجداوي، سامحك الله يا محمد فايز؛ رئيس الاتحاد الأسبق، أجبرته على الخروج من عشقه الأول للعميد، لكنك لم تنجح في إيقاف نجاحاته، فذهب للنصر وقاد العالمي لاستعادة البطولات بعد غياب، فحصد معه لقبي الدوري المحلي وكأس ولي العهد، فمن يوقف نور؟

يفتقدك الاتحاد الآن يا نمر النمور، فمن أين سيجد لاعبًا يعرض على الإدارة أن يزود خزينتها بـ2 مليون ريال حتى تُسدد رواتب اللاعبين على الرغم من خلافاته مع مجلس الإدارة آنذاك؟!
عشق الاتحاد، فلا تزال الجماهير تترحم عليه إلى الآن، ليتهم يكونون نورًا، فقد طالت غيبوبة اتحاد جدة.



