هيثم محمد فيسبوك تويتر
في السادس عشر من يوليو 1950 شهد ما يقارب 200 ألف متفرج في مدرجات ملعب "ماراكانا" جناح الأوروجواي ألسيدس جيجيا وهو يسجل الهدف الثاني لبلاده لتحقق الانتصار على البرازيل في عقر دارها، لحظة من الأشهر في عالم الساحرة المستديرة عندما تُوجت الأوروجواي بطلة للعالم في ليلة "الماراكانازو" الشهيرة.
منتخب السيليستي الأورجوياني سيكون على موعد جديد مع ملعب "ماراكانا" هذا الصيف، ولكن بهدف جديد هو تأكيد زعامته التاريخية للقارة الأمريكية الجنوبية عندما يدخل نسخة كوبا أمريكا 2019 في البرازيل كأحد أبرز الفرق المرشحة لنيل اللقب.
تاريخ عريق ومحاولات لتكرار الماضي
Gettyتعد الأوروجواي واحدة من القوى العظمى لكرة القدم، حتى ولو تراجعت كثيراً في النصف الثاني للقرن العشرين، ولكن بقت داخل القارة اللاتينية واحدة من كبار القوم بهيمنتها على لقب كوبا أمريكا.
يملك منتخب أوروجواي لقبين مونديالين، الأول الشهير في 1950، والآخر قبله في النسخة الافتتاحية لكأس العالم 1930 عندما فاز على الأرجنتين 4-2 في المباراة الختامية على أرضية ميدانه.
على صعيد كوبا أمريكا، تتصدر الأوروجواي لائحة المتوجين بالبطولة برصيد 15 لقباً، السيليستي كان الفائز بأول نسختين في 1916 و1917، ثم عاد وانتصر في 1920، 1923، 1924، 1926، 1935، 1942.
بعد غياب لعدة سنوات، عادت الأوروجواي لمنصات التتويج في 1956، 1959، 1967، ثم غابت حتى 1983، وتُوجت مجدداً في 1987 و1995.
يعود آخر تتويج للسيليستي إلى نسخة 2011 عندما فاز رفقاء دييجو فورلان على الباراجواي بثلاثية نظيفة في النهائي الذي لُعب في بيونس أيريس، عاصمة الأرجنتين.
كافاني وسواريز يقودان حلم السادسة عشر
أعلن أوسكار تاباريز، مدرب الفريق عن القائمة النهائية للثلاثة وعشرين لاعباً المشاركين في البطولة، والتي شهدت مزيجاً بين الشباب والخبرة كما كان الحالي في مونديال 2018 وخططته للإحلال والتجديد في صفوف أوروجواي.
ولم تشهد القائمة مفاجآت بارزة وتواجدت معظم الوجوه المألوفة مثل الثنائي إيديسون كافاني ولويس سواريز، بالإضافة للقائد دييجو جودين والحارس فيرناندو موسليرا، وإن كان يُتوقع أن تتحصل عناصر مثل لوكاس توريرا، متوسط ميدان أرسنال، وماكسي جوميز، مهاجم سلتا فيجو، على فرص أكبر للمشاركة بعد تألقها مع أنديتها الموسم الفائت.
شمس تاباريز مستمرة في السطوع
Gettyكعادتها منذ 2006، ستدخل الأوروجواي البطولة تحت قيادة المحنك أوسكار تاباريز مدرباً، ليستمر مع الفريق في مهمته لعامه الثالث عشر بفترته الثانية مع السيليستي.
ويحظى تاباريز بشعبية كبيرة في البلاد رغم تقدمه في العمر ومعاناته مع المرض في السنوات الأخيرة، ورغم تشكيك البعض في قدرته على مواصلة العمل، ولكن الاتحاد الكروي جدد الثقة في المدير الفني ومنحه عقداً حتى مونديال 2022 بعد انتهاء نسخة 2018 العام الماضي ونجاحه في بلوغ ربع النهائي.
ونجح تاباريز في القيام بنقلة نوعية في الكرة الأوروجوانية منذ بداية فترته الثانية، فبعد سنوات عجاف في التسعينيات وغياب عن المونديال، أعاد الفريق لكأس العالم في 2010 ووصل للمربع الذهبي، ثم قاده بالعام التالي لتحقيق الكوبا بعد غياب دام 16 عاماً.
ويُحسب لتاباريز تجديده دماء الفريق باستمرار، فبعد نهاية جيل دييجو لوجانو وفورلان، دفع بوجوه جديدة وكون فريقاً شاباً يتمتع بنفس الروح القتالية والالتزام التكتيكي في أرضية الملعب، وهي السمة الأساسية لأسلوب لعب الفريق تحت عهدته.
مجموعة متوازنة وأحلام كبيرة
gettyimagesوقعت الأوروجواي على رأس المجموعة الثالثة برفقة الإكوادور، وحاملة اللقب عن آخر نسختين تشيلي، والضيف الآسيوي اليابان، مجموعة متوازنة وفي متناول الفريق للعبور للدور الثاني، خصوصاً في ظل تراجع التشيليين والإكوادوريين في السنوات الأخيرة.
منتخب أوروجواي يدخل البطولة وطموحه يتخطى مجرد عبور المجموعات، إذ سيطمح ليعود للتتويج ببطولته المفضلة، خصوصاً وأنه يملك فريقاً يلعب مع بضعه البعض منذ مدة طويلة، ويضم في صفوفه نجوماً كبار، كما أنه سبق وتذوق طعم الانتصارات في الأراضي البرازيلية.
