هدوء وثقة واستقرار .. كلمات قادرة على وصف الأوضاع والأجواء داخل النادي الأهلي السعودي منذ انطلاق الموسم الجديد من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي .
نتيجة ذلك الوضع الممتاز ظاهرة تمامًا على أداء الفريق في الدوري السعودي، إذ يمتلك 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل وخسارة وحيدة، مما يضعه في المركز الثالث بفارق 3 نقاط عن الهلال في الصدارة ونقطة وحيدة عن الوصيف الشباب.
- اقرأ أيضًا | السومة يعجز؟ .. كم فريقًا فشل في هز شباكه؟
هذا الوضع لم يكن كذلك خلال الأشهر السابقة قبل الـ19 من أغسطس الماضي، إذ كانت الفوضى والمشاكل والخلافات الإدارية هي السائدة في الأهلي طوال الموسم الماضي.
الكثير من المشاكل والملفات الشائكة ظهرت على السطح خلال الموسم الماضي، مثل رحيل الأجانب يوسف البلايلي ودجانيني تافاريس، وتهديد عمر السومة بعدم تجديد عقده والرحيل، والتغيير الدائم في المدربين، بجانب رحيل الرئيس السابق أحمد الصائغ والحديث المتكرر عن استقالة الرئيس عبد الإله مؤمنة والتغييرات المتواصلة في الإداريين والمناصب المتعلقة بالفريق.
مشاكل عديدة كادت أن تُطيح بالأهلي من المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا 2021، لولا خدمات المنافسين الثمينة له في الجولات الأخيرة من الدوري السعودي الموسم الماضي.
ما هي كلمة السر في هذا التغيير الواضح والمهم والمؤثر؟ رحيل الأمير منصور بن مشعل المشرف العام على كرة القدم في النادي واستقالته من منصبه، والذي حدث يوم الـ19 من أغسطس الماضي.
لا أحد يستطيع أن يُنكر مدى عشق الأمير منصور للأهلي، أو خدماته الكبيرة ودعمه اللا محدود للفريق، لكن كما يقال أحيانًا .. من الحب ما قتل!
مما يبدو أن وجود الأمير منصور في الأهلي كان مصدر ضغط قوي على جميع عناصر المنظومة الكروية بالنادي، بدءًا من الرئيس مؤمنة وقبله أحمد الصائغ ونهاية باللاعبين، ربما كانت تدخلاته الكبيرة في الجوانب الفنية واللاعبين والصفقات والمدربين وتصريحاته المثيرة ذات مردود سلبي على الفريق واستقراره مما جعله لا يُحقق النتائج المرجوة والمتوقعة.
قضية عقد عمر السومة ربما خير دليل، فاللاعب كان قريبًا جدًا من الرحيل عن الأهلي لكنه اليوم وبعد عدة أسابيع من تصريحاته الغاضبة بات مستقرًا وقاب قوسين أو أدنى من تجديد عقده الذي سينتهي بنهاية الموسم الجاري.
الأهلي دون شك استفاد كثيرًا من الأمير منصور بن مشعل، ولكنه دون شك أيضًا استفاد من استقالته ورحيله عن منصبه وعودته لصفوف المشجعين الداعمين للفريق، وهذا ظهر بوضوح في نتائج الفريق وأدائه الذي يتحسن ويتطور تدريجيًا هذا الموسم.