قد يختلف العديد حول جودة مروان محسن وقدراته الفنية والبدنية، فالبعض ربما يراه مهاجمًا سيئًا جدًا، والبعض الآخر يراه مهاجمًا جيدًا يقوم بأدوار مطلوبة في الملعب ولذا يلعب أساسيًا مع مختلف المدربين ... ما لا يختلف عليه اثنين هو أنه ليس المهاجم القادر على اللعب أساسيًا في النادي الأهلي.
مروان محسن انضم للأهلي قادمًا من الإسماعيلي صيف 2016، وقد لعب حتى الآن 88 مباراة مع الفريق سجل خلالهم 22 هدفًا وصنع 7 أهداف ... نعم، 22 هدفًا فقط خلال 4 مواسم بما يتضمن المباريات المحلية والقارية!
صحيح أن مروان الذي ضمه الأهلي مقابل عشرة ملايين جنيه مصري غاب موسمًا كاملًا بعدما تعرض لإصابة قطع في الرباط الصليبي خلال تواجده مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 2017 في الجابون، لكن إحراز 22 هدفًا خلال 88 مباراة هو ليس فقط بالرقم السيئ لمهاجم أكبر أندية مصر وأفريقيا .. بل هو رقم كارثي!
الانتقادات طالت مروان كثيرًا، سواء من المحللين أو الإعلاميين أو الجماهير، لكنه رغم ذلك لعب أساسيًا تحت قيادة بيتسو موسيماني الذي فضله بوضوح على أليو بادجي القادم في يناير الماضي من أوروبا.
مروان لعب 8 مباريات مع موسيماني، لم يُسجل خلالهم سوى 3 أهداف وصنع هدف .. حصيلة سيئة للغاية لا تُدافع عنها أبدًا أدواره الأخرى في الملعب مثل التحركات ولعب دور المحطة وخلق المساحات لزملائه.
المباراة التالية
رغم كل تلك الأرقام والانتقادات إلا أن صاحب الـ31 عامًا يُعد المهاجم الأساسي في الأهلي هذا الموسم، خاصة بعد رحيل بادجي بطلب موسيماني وفشل الإدارة في التعاقد مع مهاجم أجنبي جديد بعد عناد جيرالدو ورفضه الرحيل دون الحصول على قيمة عقده كاملًا.
هذا الوضع يبدو أنه لن يستمر طويلًا، ويبدو أن عصر مروان محسن في الأهلي قد انتهى أو اقترب كثيرًا من نهايته، لماذا؟ لسببين واضحين.
الأول هو تألق محمد شريف الملفت خلال مباراتين فقط لعبهما بدلًا من محسن في هجوم الأهلي، مباراتين فقط أحرز خلالهما 3 أهداف وهدف رابع ملغي بقرار يراه الأغلب خاطئًا من الحكم.
Al Ahly SC Official site
شريف العائد من إعارة مع إنبي حيث تُوج هدافًا للدوري هناك لم يُحقق فقط أرقامًا إيجابية كشفت "عورة" مروان محسن التهديفية، بل نال إشادة الجميع لأدائه وتحركاته ولعبه كافة الأدوار المطلوبة من مهاجم الأهلي.
شريف وقع الأوراق الأولى لنهاية عصر محسن مع الأهلي، وربما وعلى الأرجح ستتراجع الإدارة عن تجديد عقده لثلاثة مواسم إضافية كما قال وكيله تامر النحاس مؤخرًا، خاصة إن نجح الثنائي صلاح محسن وأحمد ياسر ريان في استغلال فرصهما كما فعل صاحب القميص رقم 10.
السبب الثاني في قُرب انتهاء عصر محسن في الأهلي هو سعي الإدارة الحثيث للتعاقد مع مهاجم أجنبي جديد حسب المميزات التي طلبها المدرب الجنوب أفريقي، وسواء جاستون سيرينو أو لابا كودجو أو والتير بواليا وهو أقلهم جودة ... جميعهم أفضل كثيرًا من مروان محسن، وجميعهم قادرون تمامًا على إزاحته من التشكيل الأساسي لبطل الثلاثية الموسم الماضي.
مروان الذي حصل على فرص كثيرة لتصحيح وضعه لكنه لم يستغل أيًا منها ربما لن يحصل على الفرصة مجددًا في الأهلي، لأنه مصاب حاليًا وسيحتاج إلى عدة أيام من العلاج والتأهيل حتى يستطيع العودة للعب المباريات.
آنذاك سيكون محمد شريف قد ثبت أقدامه أكثر وأكثر من هجوم الأهلي، وبالتأكيد لن يُجلسه موسيماني على دكة البدلاء لصالح مروان محسن بعد هذا الفارق الواضح في الأداء والإنتاج، وبعد عدة أسابيع فقد سيكون النادي قد تعاقد مع المهاجم الأجنبي الجديد الذي سيلعب أساسيًا منذ اللحظة الأولى خاصة إن كان سيرينو المفضل لدى مدربه السابق.
تلك المعطيات تعطي انطباعًا قويًا أن عصر مروان محسن انتهى أو في أيامه الأخيرة بالفعل، وقد يكون أول الراحلين خلال سوق الانتقالات الشتوية القادم.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)
