بالرغم من أن علاقة الأهلي المصري بالمستشار تركي آل الشيخ، وزير هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، انتهت رسميًا، منذ أن أعلن النادي القاهري سحب الرئاسة الشرفية من وزير الرياضة السابق، الذي طالما طالب بقبول استقالته من نفس المنصب في مرات عديدة سبقت ترسيم الانفصال بين الطرفين، إلا أن العلاقة التي لم تدم تقريبًا لأكثر من عامين ونصف العام تركت خلفها أسئلة عديدة دون إجابات، لا تزال تدور في أذهان الناس، ولعل أهم وأبرز تلك الأسئلة.. من الذي حقق أكبر استفادة من العلاقة؟ الأهلي أم تركي آل الشيخ؟
حين تعود بذاكرتك إلى بداية العلاقة بين القلعة الحمراء برئاسة محمود الخطيب وآل الشيخ، ستجد نفسك فجأة تتذكر مساهمات الأخير مع الأهلي في صفقات من عينة صلاح محسن، الذي انضم إلى الأحمر قادمًا من إنبي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 42 مليون جنيهًا مصريًا، بحسب ما تداولته وسائل الإعلام في ذاك التوقيت، وكذا مسألة التجديد للثنائي السابق للفريق، عبد الله السعيد وأحمد فتحي.
اقرأ أيضًا | القصة الكاملة .. ما هو مرض تركي آل الشيخ؟
وحين تُمعن التفكير، بالتأكيد ستستحضر ما تحدث عنه آل شيخ، حين توترت العلاقة بينه وبين مسؤولي الأهلي للمرة الأولى في آواخر عام 2018، بشأن الهدايا التي منحها لمجلس الأحمر برئاسة الخطيب، والتي لايزال الحديث عنها قائمًا حتى كتابة هذه الأسطر، بالرغم من محاولات الأهلي مرارًا الدفاع عن نفسه إزاء ما قيل، بأشكال قانونية مختلفة، سعى من خلالها إلى تبرأة موقفه.
لكن الحديث في الأصل عن الاستفادة قد يجعلنا لا نضع في اعتباراتنا العديد من الأمور التي تم ذكرها سلفًا.
فبالنظر إلى دعم آل الشيخ للأهلي فنيًا في صفقة صلاح محسن، أو التجديد للسعيد وفتحي أثناء تواجدهما معا داخل الأهلي.. سنجد أن فكرة الاستفادة لم تفي بشروطها هنا، لأن الأهلي على أرض الواقع لم يستفد بمهاجم إنبي السابق حتى الآن، بينما رحل السعيد عن صفوفه عقب التجديد مباشرةً، وأصبح فتحي عالة على الفريق منذ ذلك التوقيت، الذي كان فيه واحدا من أسوأ عناصر المنتخب المصري في مونديال روسيا، وحتى رحيله مؤخراً.
وأما الحديث الذي أباح به الرجل الذي حقق طفرة في الكرة السعودية لا يمكن لأحد إنكارها، بشأن مساهماته المالية من أجل إنجاح مجلس الخطيب في الانتخابات، فهو أمر لا يخص الأهلي كـ كيان من قريب أو من بعيد، وإنما يقتصر فقط على العلاقة بين الطرفين، وهو ما يعني أن الأهلي فعليًا لم يستفد من ذلك.

لكن المُلفت للنظر أن الطرف الذي قد يكون حقق أكبر استفادة من العلاقة، على عكس ما يرى الناس، هو آل الشيخ وليس الأهلي.
فالرجل الذي سبق توليه الرئاسة الشرفية للأهلي، كان موجودًا في مصر منذ سنوات قبل تواجده في ذلك المنصب، غير أن أحدًا من 100 مليون مصري لم يشعر به إلا حين طرق أبواب الأهلي وظهر بعباءته الحمراء، على الرغم من أنه كان معروفًا لدى الجميع في المملكة العربية السعودية.
فقد نال آل الشيخ شهرة واسعة في مصر بل وفي العالم العربي منذ ظهوره للناس من بوابة الأهلي، شهرة لم يكن ليحصل عليها لولا ارتباطه بالأهلي.
الشهرة التي اكتسبها آل شيخ من علاقته بالأهلي، ربما تكون قد ساعدته في سلك طرق أخرى كان يطمح اقتحامها، كدخوله في الوسط الغنائي المصري شاعرًا وسهولة وصوله إلى الناس، على سبيل المثال، وربما أمور أخرى لا نعلم نحن شيئًا عنها.
ذلك لا يُلغي أبدًا محاولات آل الشيخ في دعم الأهلي، والتي لا يمكن لعاقل إنكارها، لكنها في النهاية تبقى محاولات لم تؤتِ على أرض الواقع بالنسبة للفريق الأحمر بثمارها، في حين أن ما قدمه الأهلي لآل الشيخ استفاد به الآخير تمامًا، ليُصبح الطرف الأكثر استفادة في العلاقة التي كانت ولاتزال حديث الناس، وتبقى الخلافات القائمة حاليًا بين الطرفين متروكة على طاولة القضاء المصري ليفصل وحده فيها.




