لماذا خرج ميتريتسا من ملعب الجوهرة المشعة خلال مباراة فريقه الأهلي ضد الهلال في قمة الجولة الـ13 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي ؟ هذا هو السؤال الأهم بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.
لعب الفريقان مباراة كبيرة وممتعة لكن مع وجود واضح لعدد من السلبيات، التعادل السلبي حسمها في النهاية بتألق كبير من حارسي المرمى ورعونة وفردية هائلة من المهاجمين.
معًا لأبرز الملاحظات الفنية حول لقاء القمة الذي لم تخدم نتيجته أي من طرفيه، بل الشباب .. والنصر.
رغبة هجومية واضحة .. لماذا انتهت مباراة الأهلي والهلال بالتعادل السلبي؟
رغبة الفريقين في الفوز كانت واضحة جدًا اليوم، وهذا يُحسب لهما كثيرًا، وقد صنعا العديد من المحاولات الهجومية وسنحت لهما عددًا كبيرًا من الفرص الحقيقية لكن عاملين أديا لخروج المباراة دون فائز.
العامل الأول هو تألق حارسي المرمى خاصة عبد الله المعيوف الذي أظهر قوة شخصية وخبرة هائلة بتقديم هذا المستوى المبهر بعد غياب اقترب من الشهرين بسبب الإصابة، عودته كانت في الموعد تمامًا والهلال دون شك محظوظ جدًا بأن استعاده قبل مواجهة أوسو والسومة وميتريتسا.
العامل الثاني هو الرعونة والفردية الكبيرة من جانب مهاجمي الفريقين، الكثير من الفرص سنحت لكن اللمسات الأخيرة كانت سلبية من الطرفين ... فردية حينًا ورعونة أحيانًا كثيرة أخرى أدت لضياع كل تلك الفرص حتى حين تواجد السومة وزميليه ضد مدافعين من الهلال في لحظات اللقاء الأخيرة.
الغريب أن فلادان ميلويفيتش كان يمكن أن يُعلن رحيله عقب المباراة لو احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الهلال في اللحظات الأخيرة وخسر المباراة ... كان سيرحل بأقدام مهاجميه لا بقرار الإدارة.
ميلويفيتش تفوق تكتيكيًا في المباراة على رازفان لوشيسكو، خاصة في وضع الاستراتيجية الخاصة بها منذ البداية، حيث نوى منذ انطلاق الصافرة العودة للخلف ومنح الكرة لمنافسه والاعتماد على مباغتته بالهجمات المرتدة استغلالًا للمساحات في العمق خلف محوري الارتكاز خاصة مع تقدم سلمان الفرج، وكذلك خلف الظهيرين المتقدمين للهجوم.
أسلوب لعب فلادان نجح بامتياز، واستطاع فريقه خلق الكثير من الفرص بالهجمات المرتدة السريعة، وفي المقابل تنظيمه الدفاعي كان جيدًا جدًا حتى تراجع الفريق بدنيًا في الربع الأخير من المباراة.
أخطاء ميلويفيتش في مباراة الأهلي والهلال
هذا لا يعني أن المدرب لم يُكرر عادته بارتكاب الأخطاء القاتلة خلال المباريات .. الخطأ الكارثي تلك المرة كان بإخراج "كابوس الدفاع الهلالي" ميتريتسا من أرض الملعب عند الدقيقة الـ60 .... أي سبب بخلاف الإصابة لهذا التغيير لن يكون مقبولًا أبدًا من المدرب الصربي، مشجع الهلال فقط من كان سيطلب مثل هذا التغيير الذي أراح الفريق كثيرًا من الجانب الدفاعي.
ميتريتسا كان الخطر القادم من اليسار على دفاع الهلال، تحرك في اليسار والعمق بامتياز ولعب بين الخطوط واستخدم مهاراته الفردية إيجابيًا وجماعيًا وصنع فرص خطيرة كثيرة لزملائه.
Al Ahli FC Twitterصحيح أن قدراته الدفاعية وتغطيته لم تكن كما يجب، لكن دوره الهجومي كان فعالًا لدرجة تفرض على المدرب إيجاد أي حل آخر سوى إخراجه من الملعب، هذا الخطأ مع أخطاء سابقة في مباريات العين وضمك ربما يكون كافيًا تمامًا لاتخاذ قرار إقالته من تدريب الأهلي رغم أنني ضد التغيير في منتصف الموسم خاصة مع مسيرة الفريق الجيدة نسبيًا.
أخطاء لوشيسكو في مباراة الأهلي والهلال
لوشيسكو أيضًا أخطأ خلال المباراة ... الظروف الصعبة جعلته يُواجه الأهلي دون كويلار وهذا جعل وسط الملعب ضعيف بدنيًا ودفاعيًا وأوجد ثغرات ومساحات كبيرة استغلها الهجوم الأهلاوي جيدًا.
المدرب لم يُحاول غلق تلك الثغرة أبدًا، بل الخطأ الكبير له كان بإخراج سلمان الفرج والحفاظ على عبد الله عطيف للنهاية رغم أن أدوار الأول الهجومية كانت جيدة جدًا وصنعت الفارق في أكثر من لمسة، فيما بدا التعب واضحًا على الثاني وعدم قدرته مجاراة سرعة مرتدات أصحاب الملعب.
كان الأفضل الدفع بكنو بجانب الفرج وإخراج عطيف .. كذلك كان الأفضل إخراج كاريلو المتواضع جدًا اليوم والحفاظ على جوفينكو خاصة مع التراجع البدني المتوقع للاعبي الأهلي في الجزء الأخير من اللقاء.
الإيطالي كان سيستفيد من ذلك ومن ضغط الهلال الكبير بسلاح التسديدات والتمريرات البينية المتقنة، لكن المدرب الروماني اتخذ قرارًا مبكرًا غريبًا بإخراجه والحفاظ على البيروفي.
ختامًا، المباراة كانت جميلة وممتعة لكن الأخطاء الدفاعية من الطرفين كانت حاضرة داخل منطقة الجزاء، وقد أنقذ حارسي المرمى زملاءهم المدافعين من تلك الهفوات الكبيرة ويستحق المعيوف تحديدًا لقب رجل المباراة ويستحق عمر السومة من جانب آخر تعليمات مشددة بالالتزام بالأداء الجماعي.