يعيش فلادان ميلويفيتش المدير الفني للنادي الأهلي وضعًا صعبًا للغاية، إذ أصبح مستقبله على صفيح ساخن بعد الخسارة أمام التعاون 3-0 والقادسية 3-1 في الجولتين الأخيرتين من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي .
حُسن حظ المدرب الصربي، وربما سوءه، أن المباراة القادمة ستجمعه مع المتصدر الهلال في ملعب الجوهرة المشعة في جدة، إذ أنها تُمثل فرصة عظيمة للخروج من تلك الكبوة سريعًا .. لكنها في نفس الوقت قد تضع كلمة النهاية لمسيرته مع الأهلي.
صحيفة الاقتصادية السعودية أوضحت أن إدارة الأهلي برئاسة عبد الإله مؤمنة والتي تعيش ظروفًا صعبة أكدت للمدرب ميلويفيتش أن مباراة الهلال ستكون الأخيرة له حال لم يُحقق نتيجة إيجابية، مشيرة إلى أنها فضلت عدم التسرع في اتخاذ أي قرار بعد خسارتيه أمام التعاون والقادسية والحفاظ على الأجواء الداعمة والإيجابية أملًا في انتهاء تلك الأزمة سريعًا وعودة الفريق لطريق الانتصارات.
السؤال البارز بعد تلك الأخبار، هل يستحق ميلويفيتش الإقالة حقًا حال خسر أمام الهلال؟
للإجابة على هذا السؤال نحتاج للنظر إلى الأمر من عدة زوايا، إذ سنرى عدة عوامل متناقضة في حُكمها على المدرب ... بعضها سيدعم قرار الإدارة وبعضها الآخر سيلتمس الأعذار للمدرب الصربي.
ظروف صعبة
الأهلي يعيش أوضاعًا صعبة على الصعيد الإداري، وهذا ظهر بوضوح في استقالة المشرف العام على الكرة "طارق كيال" وتغريدته المثيرة للجدل التي قال خلالها "الإمكانيات مع تلك الإدارة محدودة، لا تستطيع تلبية مطالبنا لدعم الفريق، ولذا أقدم استقالتي"، بجانب حملة الإقالات التي قامت بها الإدارة مؤخرًا.
انعدام الاستقرار الإداري لا يُساعد بالتأكيد المدرب على القيام بوظيفته كما يجب، كما أن غياب الدعم الذي أشار له كيال يصب في خانة الأعذار لميلويفيتش، خاصة مع ملاحظة الجميع أن الفريق بحاجة للدعم فعلًا خاصة في الخط الخلفي.
نقطة أخرى تلعب لصالح ميلويفيتش، وهي حظ الأهلي العاثر في الإصابات .. إذ افتقد الفريق خلال الموسم ومؤخرًا عددًا من لاعبيه المؤثرين نتيجة الإصابة وأبرزهم إدريس فتوحي وصامويل أوسو وسلمان المؤشر وياسر المسيليم ومحمد المجحد، بجانب إصابة عمر السومة السابقة بفيروس كورونا.
Al Ahli Twitterتلك الإصابات مؤثرة جدًا في الأهلي خاصة في عدم وجود دكة بدلاء قوية قادرة على تعويض الأسماء الأساسية، وقد رأينا كيف تأثرت صناعة اللعب بغياب فتوحي أمام القادسية.
الإدارة الأهلاوية إن كان يُحسب لها كثيرًا التعاقد مع أوسو وفتوحي وميتريتسا، إلا أنه يُحسب ضدها تمامًا عدم التعاقد مع قلب دفاع قوي يقود المنظومة الدفاعية للفريق، وكذلك الفشل في التخلص من ماركو مارين ولوكاس ليما، وستزداد الأخطاء حال عدم القدرة على تجديد إعارة جناح الفيحاء حتى نهاية الموسم.
ما سبق يعني أن ميلويفيتش لا يعمل في ظروف وردية، ونتائج الأهلي الممتازة في بداية الموسم تُحسب له كثيرًا، خاصة أنه استطاع خلق منظومة أداء جيدة جدًا ووظف اللاعبين بشكل ممتاز.
ما يُحسب ضد المدرب الصربي هو إدارته للمباريات وعجزه عن إيجاد الحلول المناسبة للمواقف الصعبة وفشله في علاج الأخطاء الدفاعية المتكررة والتي حرمت الفريق عديد النقاط وكادت أن تُكلفه المزيد.
أخطاء موجودة
مباراتين تحديدًا لعبتا الدور الأكبر والأهم في فقدان ثقة الجماهير وربما بعض المسؤولين في المدرب الصربي، لقاء العين الذي فاز به الأهلي 4-3، ومباراة ضمك التي خسرها بنفس النتيجة، علمًا أنه كان متقدمًا في المباراتين بنتيجة 3-1.
SPL Twitterهناك كذلك مشكلة إضاعة الفرص السهلة وتلك كانت كذلك حاسمة في ضياع النقاط، إذ لم ينجح الأهلي في ترجمة أكثر من 32% من فرصة المؤكدة إلى أهداف، بواقع 8 فرص من 28، وقد أهدر اللاعبون أمام القادسية 5 فرص محققة للتسجيل من 6 ... رقم كان كفيلًا بتغيير النتيجة النهائية للمباراة.
تلك ربما تبدو مشكلة فردية لدى اللاعبين، لكن المدرب أيضًا مطالب بالبحث عن حلول لها من خلال تدريب اللاعبين على اللمسة الأخيرة ومطالبتهم بالتركيز والهدوء والدقة عند مواجهة المرمى.
الخلاصة
ميلويفيتش أخطأ بالفعل خلال مباريات الأهلي في الدوري السعودي هذا الموسم، لكنه في نفس الوقت قدم ما يشفع له عند الإدارة والجماهير ... حسم مستقبله بناءً على مباراة أمام الفريق الأقوى والمرشح الأول للفوز باللقب يبدو صعبًا، وإن كان الهلال لا يمر بأفضل أحواله حاليًا.
أقف مع وجهة النظر الداعمة لاستمرار المدرب حتى نهاية الموسم، مع دعمه جيدًا في الانتقالات الشتوية وتوفير احتياجات الفريق الفنية بجانب الاستقرار الإداري والمالي، وليكن الحساب في نهاية الموسم خاصة أن التغيير سابقًا لم يأت بالفوائد المرجوة في جل الأندية السعودية.