قيل عن حسن الإدارة أن تستغل كافة الإمكانيات المتاحة كي تخرج أفضل صورة ممكن لمشروعك، قد تملك إمكانيات محدودة للغاية، لكن بالاستغلال الصحيح لها، يتغير الوضع..
لاتنخدع كثيرًا لسنا بصدد الحديث عن أن الأهلي السعودي ليس في حاجة لتدعيمات بشكل عاجل ولا مجال لأي تقصير قد يحدث في الميركاتو الصيفي المقبل من قبل إدارة ماجد النفيعي، لست بحاجة لمتابعة دقيقة للراقي على مدار الموسم كي تعلم حجم المشكلات الفنية التي يعاني منها والمراكز التي تحتاج إلى تدعيم، يكفيك متابعة مباراة واحدة وستعرف القصة كاملة ولكن..
اقرأ أيضًا | لن يخذلك الجمهور وهذا وحده لا يكفي .. ردود أفعال الجمهور على عودة النفيعي لرئاسة الأهلي
في أواخر فبراير الماضي، خرج علينا السوري عمر السومة ومحمد العويس؛ ثنائي الأهلي، محملين الإدارة مسؤولية الهزائم المتكررة للفريق، الأول يقول الإدارة لم تدفع مهر الدوري سواء صفقات أو مكافآت وحوافز للاعبين، والثاني يقول الكلام نفسه ويضيف أن دليله أن الأهداف التي تسكن شباكه كلها بالطريقة نفسها، والسبب عدم وجود قلب دفاع قوي يمكنه سد الثغرة الدفاعية التي يعاني منها الفريق.
بعد هذه التصريحات خسر الراقي خمس مباريات متتالية، وقبلها لم يحقق الفوز على مدار ثماني مباريات كاملة بقيادة مدربه السابق الصربي فلادان ميلويفيتش، الذي خالف آراء لاعبيه، وقال: "لا أريد الإستناد على شماعة الظروف، علينا أن نعمل وفقًا للإمكانيات المتاحة دون التحجج بأي شيء"، صدق الصربي وإن لم يفلح!
goalورغم صيحات السومة والعويس في المسابقة المحلية إلا أن الوضع كان مختلفًا قاريًا بدوري أبطال آسيا..
في دوري الأبطال، قاد ريجيكامب الراقي فنيًا، ورغم تلقيه هزيمة ثقيلة في أول مباراة أمام الاستقلال الإيراني بخماسية مقابل هدفين، وربما هي خسارة لها مبررها كونه لم يتعرف على الفريق بشكل جيد، لكن بعد ذلك تغير الوضع، وظهر أن المسألة ليست مهرًا كما ردد السومة والعويس.
دعنا من النتائج التي حققها الفريق الجداوي في البطولة، ودعنا من وداعه للبطولة في اللحظات الأخيرة لإهدار لاعبه الشاب هيثم عسيري فرصة التأهل في المباراة الأخيرة، لكن فلنركز على الأداء..
goalالروح التي ظهر بها اللاعبون في البطولة القارية وتحديدًا منذ الجولة الثالثة، ليست هي الروح نفسها التي نشاهدها في الدوري المحلي، والأداء مختلف كليًا، فقد ظهر الدفاع منظمًا إلى حد كبير وكأنه لا توجد به مشكلة حقيقية، وظهر الهجوم في حالة جيدة وكأن السومة ليس في حاجة لصانع ألعاب لدعمه.
والأهم من كل ذلك أن الراقي ظهر صاحب هيبة، الهيبة التي افتقدها محليًا سواء قبل آسيا أو حتى بعدها عندما خسر في أول مباراة بعد وداع آسيا برباعية مقابل هدفين أمام التعاون!
كل ما شهدناه في آسيا وإن كان تغيير القيادة الفنية للفريق عاملًا مهمًا به، حيث نجح ريجيكامب في التعامل نفسيًا مع اللاعبين، يؤكد أن اللاعبين قادرون على تحمل المسؤولية، يرغبون في تحقيق إنجاز لم يحققه هذا الجيل، يرغبون في تذوق طعم التتويج القاري، بآسيا أدركوا أن هذا هو تاريخهم، وهي الحقيقة التي لم يدركوها محليًا!
ما شاهدناه يؤكد أن ما يقدمه الأهلي محليًا ما هو إلا تواكل وعناد مع الإدارة السابقة برئاسة عبد الإله مؤمنة، ولسوء حظهم تمكن هذا التواكل منهم حتى بعد رحيله، فقد تبرمجوا على أنهم لا يرغبون في تقديم شيء على المستوى المحلي!
الآن الراقي أمامه أربع مباريات فقط محليًا على نهاية الموسم، ولا مجال لأي تواكل بهم، فهو من يطارده شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وربما أؤكد لكم 100% أن اللاعبين سيظهرون روح آسيا، لأن الأمر الآن متعلق بنقطة سوداء حقيقية قد تُسطر في تاريخهم، فالتاريخ قد يمر مرور الكرام على ضياع لقب محلي يضيع منذ سنوات من الراقي، لكنه حتمًا سيقف كثيرًا حال هبوطه للدرجة الأدنى، وهو ما يخشاه اللاعبون أن يكون بتاريخهم!


