خمس مباريات فقط كانت كفيلة بكتابة نهاية الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش من تدريب الأهلي السعودي، حيث خسر معه الراقي الكثير.
مجلس إدارة النادي الجداوي برئاسة أحمد الصائغ، وتحديدًا الأمير منصور بن مشعل؛ المشرف العام على الكرة بالنادي، أبلغ الجهاز الإداري للفريق بقرار إقالة الكرواتي فور الهزيمة أمام الوحدة بثنائية مقابل هدف وحيد، ضمن الجولة الثالثة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان.
قرار احتفى به جمهور الأهلي ووصفوه بالمتأخر رغم قصر المدة، حتى أنه قرار صائب بإجماع النقاد والمحللين، كل هؤلاء اجمعوا على فشل برانكو، أي حظ سيء هذا يا كرواتي؟!
عندما تبحث أي إدارة في أي نادٍ سواء كبير أو صغير، فأول ما تبحث عنه هو مدرب يجيد قراءة فريقه وقراءة الملعب ويتدخل في الوقت المناسب، لكن برانكو افتقد لكل ذلك، في المباريات الخمس التي خاضها بدأ في جميعها بتشكيل خاطئ، يضطر لتصحيحها عقب أن يفقد فريقه إلى حد كبير القدرة على الدخول في اللقاء بشكل صحيح، فكانت النتيجة وداع دوري أبطال آسيا من دور الـ16 وخسارة خمس نقاط في بداية مشوار الدوري المحلي.
بعد الإقالة.. ماذا قدم برانكو إيفانكوفيتش مع أهلي جدة؟
في فترة قصيرة، نجح أيضًا صاحب الـ65 عامًا في الحصول على لقب "جبان" عن جدارة واستحقاق، وإذا كان هناك لقبًا أشد صرامة من هذا للتعبير عن مدى خوفه من المجازفة خلال المباريات فسيحصل عليه أيضًا المُقال، والجبن صفة لم نحتج لكثير من الوقت لاكتشافها به، حيث ظهرت جلية خلال اللقاء الأول له أمام الهلال في ذهاب دور الـ16، فقاده جبنه لتلقي الهزيمة بنتيجة 4-2.
فإن كنت جبانًا، فابتعد عن الكبار، الفرق الكبرى تحتاج للمجازفة وجرأة في أغلب أوقاتها، لخوضها عديد المباريات الكبيرة، وإذا كنت تعطي خصمك فرصة لاستشعار خوفك فلا تلومن إلا نفسك.

بخلاف الفنيات بالملعب، أيعقل أن أي مدرب في العالم يُعرض عليه التعاقد مع المغربي نور الدين أمرابط؛ نجم أسود الأطلس والنصر السعودي، ويرفض؟!، نعم ما قرأته صحيح، برانكو رفض التعاقد مع الأسد المغربي بتأكيدات الأمير منصور بن مشعل!!، ربما هذه اللقطة وحدها كفيلة بإقالتك يا برانكو.
مدرب تكتيكي بلا علاقات جيدة بلاعبيه، حتمًا لن ينجح، وهذا هو برانكو، مع الأيام الأولى له بالأهلي وقعت أزمة بينه وبين السوري عمر السومة؛ نجم الفريق، واضطرت الإدارة للتدخل لاحتواء الأمر بعد تهديد اللاعب بالرحيل، كيف لمدرب أن يخسر واحد من أهم اللاعبين بفريقه، إذا كنت ترى أن مستواه متراجعًا، فاحتوائه الحل الأمثل وليس التجاهل، وهذا لم يظهر فقط بلقطة السومة، بل تظهر في عدة مناسبات أثناء المباريات خلال القائه التعليمات على لاعبيه، فعلاقته ليست كما يجب أن تكون باللاعبين.
في الأخير، الإقالة كانت الحل الأمثل لبرانكو للأهلي وأولى خطوات التصحيح، والآن على الإدارة أن تعيد التوازن للفريق سريعًا بالتعاقد مع مدرب أجنبي لديه القدرة في وقت قصير للغاية أن يصحح ما أفسده الكرواتي قبل أن يستمر نزيف النقاط، وإلا سيخرج الراقي بخفي حنين كما حدث الموسم المنقضي.


