عمر السومة ليونيل ميسي برشلونة الأهليGoal Arabic

ميسي والسومة .. حين تُجبرك أخطاء الإدارة على التمرد

تعيش جماهير برشلونة و الأهلي السعودي حالة من القلق الشديد على مستقبل نجمي الفريقين، ليونيل ميسي وعمر السومة، بعد إعلان الثنائي رغبتهما في الرحيل بنهاية الموسم الجاري.

نحن هنا بالطبع لا نقارن بين المهاجم الأرجنتيني ونظيره السوري، إذ يعلم الجميع مدى الفارق في القدرات الفنية، لكن نستطيع الجزم أنه لا يوجد فارق كبير بين قيمة اللاعبين في أداء فريقيهما، وقوة تأثيرهما داخل وخارج الملعب.

ميسي نجح في استقطاب العديد من جماهير كرة القدم لصالح ملوك الكامب نو، وهكذا تمامًا نجح السومة في توسيع القاعدة الجماهيرية للفريق الجداوي، ولذا أي تصرف من اللاعبين يؤثر كثيرًا في عشاقهم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لن نتحدث كثيرًا عن قصة الفتى الأرجنتيني المعجزة، فالصحف ضجت بأخباره وأسباب "تمرده" على ناديه الذي أمضى به كامل مسيرته الكروية، تلك الأسباب التي تعتمد أساسًا على أخطاء الإدارة القاتلة طوال السنوات الماضية، والتي حرمت النادي من مواصلة تحقيق نجاحاته وحرمت ميسي من مواصلة حصد الإنجازات والألقاب.

القصة التي تدور أحداثها في مدينة جدة السعودية مشابهة كثيرًا، إذ انضم السومة للأهلي صيف 2014 وسرعان ما انفجر على أرض الملعب وطالت شظايا أهدافه جميع المنافسين.

تُوج بكأس ولي العهد في موسمه الأول ومن ثم أضاف ثنائية  الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين وكان آخر الألقاب بداية موسم 2016-2017 بكأس السوبر السعودي، وقد تُوج هدافًا للدوري ثلاثة مواسم متتالية.

ورغم أهداف السومة الكثيرة وأدائه الرائع والقوي إلا أن أخطاء الإدارة الأهلاوية كانت أقوى منه وأكثر تأثيرًا، وقد أبعدت النادي عن البطولات والألقاب منذ عام 2016 حتى الآن، بل وابتعد الفريق مؤخرًا حتى عن المنافسة الجادة على لقب الدوري السعودي وبات أفضل آماله اللحاق بركب المتأهلين لدوري أبطال آسيا والمشاركة الخجولة به.

أخطاء إدارة الأهلي كانت كبيرة وكثيرة طوال السنوات الأخيرة، وقد ساهمت في غياب الاستقرار الإداري عن النادي مما زج به في أزمات مالية كبيرة ومتلاحقة دفع ثمنها السومة وغيره من اللاعبين بتأخر مستحقاتهم المالية مرارًا وتكرارًا.

ذلك الفشل الإداري أفقد النادي استقراره الفني، نتيجة تغيير عدد كبير من المدربين، حتى أن السومة وخلال خمسة مواسم في الأهلي عمل تحت قيادة 10 مدربين! منهم سعوديين والبقية من الأجانب، هذا ناهيك عن عمل اللاعب مع 7 رؤساء للنادي!

بداية عهد السومة كانت مع المدرب الداهية كريستيان جروس والذي حقق السوري تحت قيادته جميع ألقابه مع الأهلي باستثناء كأس السوبر السعودي، وقد رحل صيف 2016 ومنذ ذلك الوقت تعاقد النادي مع 9 أسماء أخرى وأعاد جروس نفسه في تجربتين.

الأخطاء الإدارية القاتلة لم تتوقف عند كثرة تغيير المدربين، بل امتدت للتعاقدات خاصة مع اللاعبين الأجانب، وقد أنفقت إدارات النادي المتعاقبة الملايين من الدولارات على صفقات فشلت تمامًا، وآخر الأخطاء الكارثية كان التعاقد مع دانييل أليكسيتش ثم التخلي عنه خلال أقل من شهر واحد بداية الموسم الجاري!

عمر السومة ليونيل ميسي برشلونة الأهليGoal Arabic

السومة احتمل هذا الوضع مرارًا وتكرارًا، كافح وقاتل مع زملائه محاولًا إبعاد أخطاء الإدارة عن الملعب وحماية الفريق منها، لكن يبدو أن قواه قد خارت أخيرًا وأصبح غير قادر على المزيد من التحمل والقتال بالقميص الأهلاوي.

السومة قرر رفع الراية البيضاء، مثلما فعل ميسي في كامب نو ... قرر اللاعبان أنه حان الوقت لشيء من الراحة! حان الوقت لتجربة جديدة وتحدٍ جديد قد يُشعل الحماس الذي انطفأ بفعل أخطاء متكررة وعجيبة من إدارتي الأهلي وبرشلونة.

هو بالتأكيد ليس بالقرار السهل، لأن برشلونة والأهلي هما عشق ميسي والسومة الكبير، لكن هذا العشق خُنق بالأخطاء الكارثية التي لم تعد تُحتمل والأخطر أنه يبدو أنها ستتواصل إلى ما لا نهاية! إذ لا يبدو أن هناك أي نور في نهاية هذا النفق المظلم الذي دخله الفريقان.

نكرر أننا لا نقارن بين ميسي والسومة، لكن أي عاشق للبارسا والأهلي يُدرك أنهما مثلا طوال سنوات وجودهما في الفريقين نقطة القوة الكبرى والسلاح الأهم في وجه الخصوم على أرض الملعب، وربما من الصدف العجيبة أن يطلب اللاعبان الرحيل في وقت واحد، ومن الصدف الأعجب أن يكون موقف الناديين واحد وهو رفض تلك الرغبة والقتال لإفسادها، إذ أعلن البارسا والأهلي رفضهما التخلي عن النجمين سوى بالشرط الجزائي في عقديهما.

إعلان