"البعض يعتقد أنني فقدت صوابي، لكن عندما أنظر للأسفل أريد رؤية حذاء أبيض اللون في قدمي، لا أعرف إذا كان لدي أي مشاكل نفسية، ولكن حتى ألعب بشكل جيد يجب أن أرتدي أحذية بيضاء. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن أكون مرتاحًا".
يبدأ الفيلم الوثائقي لنجم وسط ريال مدريد توني كروس، مع تقرير نشرته صحيفة ماركا الإسبانية واسعة الشهرة، مع صورة وهو ينظف حذائه في مرافق الفالديبيباس. المشهد يبدو غريبًا في حالة لاعب كرة قدم في نادي بحجم ريال مدريد وهو على استعداد لتسجيل فيلم حياته، لكن جاريث بيل يؤكد أن كروس هو اللاعب الوحيد الذي ينظف حذاءه بنفسه.
ويقول النجم الويلزي "كروس لديه 3 من الأحذية البيضاء، أعقتد إنه لا يثق في أي أحد في ما يخص الاعتناء بأحذيته، لذلك ينظفهم دائمًا بنفسه حتى تصبح بشكل مثالي".
يساعد فيلم كروس الوثائقي على اكتشف لاعب كرة قدم رائع وذو شخصية غريبة، غير معروفة للجمهور وتحبه عائلته، وتقول زوجته جيسي "عندما قدمت توني لأصدقائي، طلبت منه أن يكون لطيفًا".
وتابعت وهي تكشف بعض أسرار حياته "توني عاطفي للغاية، وفي بعض الأحيان يبني جدار بينه وبين من حوله ولا يعرض نفسه إلى المجهول، عندما عرّفته على أصدقائي طلبت منه أن يكون لطيفًا، لأن سلوكه قد يبدو كأنه غريب بعض الشيء. ربما لأنه لا يبدو أنه يبدي أي اهتمام أو لأنه لا يحب الحديث مثل الآخرين، لكن الحقيقة هي أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت للانفتاح".




وعن حياته في مدريد "لقد كنا في مدريد منذ خمس سنوات ولم نخرج إلى المدينة أبدًا. لسنا حضريين، نفضل أن نكون في المنزل كزوجين قديمين. في البداية كان لا يزال من الممكن الذهاب إلى مكان ما مع توني، لكن منذ 2014 يبدو الأمر مستحيلًا".
من جانبه يقول كروس "بعد مباريات الفريق الوطني ، أركض دائمًا للعودة والنوم في المنزل. هذا هو ما يمنحني القوة. عندما أصل إلى المنزل، أنسى النتيجة سواء إذا فزنا أو خسرنا. في المنزل أنا زوج وأب. هذا ما أقوم به. هذا يجعلني أعمل".
اللقاء الأول مع زوجته
تحكي زوجته كيف التقيت به "كان توني في الثامنة عشرة من العمر وأنا في العشرين. التقينا في فويرتيفنتورا. لم أكن لأقول إنه كان حبًا من النظرة الأولى. إنه شخص رائع. بعد وقت قصير من لقائنا في ألمانيا وعرفنا أننا لبعضنا".
ويعلق كروس "عندما دخلت جيسي في حياتي، كان كل شيء أكثر منطقية لأن لدي شيئًا أكثر أهمية من كرة القدم. سأكذب إذا قلت إننا لم نجادل مطلقًا، لكنني لم أضطر أبدًا للنوم على الأريكة. نتصالح سريعًا".
نصيحة أجداده وقرصة لأذنيه "لا للوشوم"
يكشف توني كروس عن أحد الأسرار التي قدمها له جده، وقال "لا تجري كثيرًا في الشوط الأول، ووفر طاقتك للشوط الثاني، وآمل أن تواصل على ذلك".
ويضيف "كثيرًا ما أرى أن حارس المرمى على الأرض ولا يمرر الكرة للاعبين أخبره أن يرفع الكرة أكثر"، أما جدته فقد أبرزت قبل كل شيء هدوءه فقالت "راحة باله تأتي من والده، وليس مني. إنه يعرف ما هو قادر عليه" وأعطته جدته قرصة لأذنيه "أنا لا أحب الوشوم على ذراعيه على الإطلاق وهو يعرف ذلك".
المعد البدني "لقد رأيته يأخذ هاتفه بين الشوطين، ويرسل رسالة ويلعب مرة أخرى كما لو أنه لا شيء يحدث"
يروي خايمي بينيتو، المعد البدني الخاص لتوني كروس والذي طالما كان عاملاً في ريال مدريد، كيف كان شكل كروس قبل وأثناء المباريات. ويقول "هو لا يشعر بالتوتر أبدًا. لقد رأيته وهو يتحدث لزوجته على الهاتف قبل الخروج للعب، ثم يقوم بوضع الهاتف في الحقيبة خاصته ويخرج. وبين الشوطين، يأخذ الهاتف، ويجيب على الرسائل مثل الرسالة التي تقول 'أشتري الطماطم في طريقك إلى المنزل' ثم يعود إلى الملعب. أنه شديد البرودة!".
علاقته مع بايرن "بعد عشر دقائق من التجديد مع بايرن، شعرت بالأسف للتوقيع"
Gettyفي الفيلم، من الواضح أن العلاقة بين كروس وبايرن لم تكن جيدة أبدًا. أو على الأقل، لم تكن مثل علاقته الآن مع ريال مدريد، حيث يشعر بالسعادة التامة.
وتقول زوجته عن مغامرته في بايرن "أعتقد أن توني لا يصلح أبدًا هناك منذ البداية".
وكيله يصادق على كلامها ويضيف "عندما كان توني في ليفركوزن، فهو لم يريد العودة. كان سعيد تمامًا هناك ولا يريد العودة، لكن عليه أن يفعل ذلك وفقًا للعقد".
أما كروس فيعلق "في النهاية كان يجب أن أسلك أصعب طريق وأعود لأحدث ضربة في بايرن ميونيخ، لقد عدت مجددًا. لقد وقعنا في مكتب رومينيجيه وخلال 10 دقائق شعرت بالأسف للتوقيع. لم يكن لدي شعور بأن النادي كان سعيدًا".
يقول أولي هونيس الذي فوجئ بالرد الحاد من جانب النجم الألماني "قدمنا له مبلغًا كحد أقصى وقلنا خذه أو اتركه وللمرة الثانية أخبرني، سأتركه. لقد فوجئت لكني أحب أشخاصًا مثله أناس لديهم مبادئ".
فيما يعلق وكيله فولكر ستروث "لم نستطع أن نقبل لأنه لم يكن من بين فئة اللاعبين الأكثر ربحًا في بايرن".
كروس، إلى خوسيه أنخيل بعد آخر تجديد له مع مدريد "زوجتي سعيدة. إنه مؤشر جيد، أليس كذلك؟!"
مدد توني كروس عقده مع ريال مدريد في بداية يونيو الماضي وأظهر لخوسيه أنخيل سانشيز سعادته وعائلته بسبب ارتباطه بريال مدريد، وقال "زوجتي سعيدة، إنها علامة جيدة بالنسبة للنادي صحيح أليس كذلك؟".
لا يشك خوسيه أنخيل الذي قال "هذا جيد. إذا لم يكونوا سعداء، فإن الأمور لا تسير على ما يرام. نحن سعداء جدًا بهذا التجديد. كان لاعبونا الألمان دائمًا ممتازين، لكن الأهم هو توني. لقد كان لدينا بريتنر، جونتر نيتزر، أولي شتيليكه".
لقبه في غرفة الملابس هو رجل الثلج

يقول المعد البدني خايمي بينيتو في غرفة تبديل الملابس إنهم يطلقون عليه اسم "رجل الثلج"، بينما يوضح سيرخيو راموس أن كروس، رغم أنه قد يبدو لاعبًا بعيدًا جدًا فهو إندمج تمامًا في مدريد منذ اليوم الأول.
يقول قائد الميرنجي إنهم فوجئوا باختيار الألماني المشاركة في مجموعة الروندو الإسباني (تدوير الكرة) عندما وقع مع ريال مدريد، وقال "اللاعبون الأجانب الذي يأتون إلى النادي، نلقبهم بالروندو الأجنبي، لكن تفاجأنا بتوني لأنه جاء إلى الإسبان ولعب معهم".
علاقته مع أبويه
لفترة طويلة ، كان والده رولاند مدربًا لهانسا روستوك، وهو أمر يعتقد لاعب ريال مدريد أنه انتهى به الأمر في التأثير على علاقتهما مع والدهما "كان أبي 50٪ ومدربًا 50٪. وبطبيعة الحال كان هناك شيء ما، إذا تدربت مع والدك ، فيجب أن يعاملك مثل الآخرين أو حتى مع القليل من القسوة. لم أحتج لأن الأمر بدا جيدًا، لكن إذا فكرت في الأمر الآن، فقد كان مفرطًا بعض الشيء. وأعتقد أنه أثر علاقتنا قليلا".
مع مرور الوقت، يعترف والده بأنه كان سيغير أشياء كثيرة "عندما ننهي المباريات، كنا نقوم بتحليلها مع الأطفال. أعتقد أنه لا يتم فعل ذلك الآن، ليتركون الأطفال أكثر هدوءًا، الذين يستمتعون سواء في حال الخسارة أو الفوز في المباراة".
وتتحدث والدته كيف عانت عندما غادر توني المنزل في سن 16 عامًا."لقد كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لي، لقد بكيت مرات عديدة، وفي البداية، كنت دائمًا ما أحضر المائدة لأربعة أشخاص على الرغم من أنه لم يكن هناك، لقد غادر بعمر 16 عامًا للعب كرة القدم، إلى البايرن، وكان لدي شعور بأني ابني لن يعود إلى المنزل، كما كان".
صديقه روبي ويليامز يترجاه: وقع لليونايتد

يكتشف الفيلم الوثائقي عن الصداقة القائمة بين توني كروس والمطرب روبي ويليامز. يعلن المغني عن نفسه محبًا لكرة القدم ومحبا مطلقًا لتوني كروس، وقد طلب منه التوقيع مع مانشستر يونايتد، قائلاً "لقد فاز في مدريد بكل شيء، وأطلب منه التوقيع مع مانشستر يونايتد!"
توج بكأس العالم وتجاهل الاحتفال
ربما تكون هذه هي الصورة التي تعكس بشكل أفضل كيف تبدو شخصية كروس ولماذا يعتقد الكثيرون أنه من كوكب المريخ.
توجت ألمانيا ببطولة العالم بعد فوزها على الأرجنتين في ماراكانا والفرح يفيض على العشب وفي غرفة الملابس. هناك، من المنزل، وصولاً إلى المستشارة أنجيلا ميركل لالتقاط صورة مع جميع اللاعبين وتهنئتهم، ولكن في الصورة التي تجمعها مع المنتخب الألماني لا يظهر توني كروس. أين هو لاعب ريال مدريد؟
لقد تم اقتصاص الصورة التي ظهرت في وسائل الإعلام لأن توني كان يخلع حذائه على مقعد غرفة الملابس، غافلاً عن كل النشوة.
كروس بمفرده جانبًا يخلع الحذاءويعلق اللاعب "في الداخل أنا سعيد مثل أي شخص في هذه الصورة ، لكنني لست من النوع الذي يثبت ذلك للخارج. لا أفوت تلك الصورة في مجموعتي. لست بحاجة إلى أن أكون في مركز الاحتفالات".
يقول ماكس غيس، وكيل الاتصالات الذي يعمل معه منذ سنوات عديدة في المؤسسة التي يمتلكها اللاعب في ألمانيا، يقول إنه في عيد الميلاد 2014 حاولوا إعطائه صورة له مع كأس العالم ولم يجدوها. "لم يلتقطها في الملعب أو غرفة الملابس!"
