هناك مقولة شهيرة دائمًا ما تُقال مع تألق أي حارس مرمى، وهي "الحارس هو نصف الفريق"، تيبو كورتوا يؤكدها يومًا تلو الآخر مع ريال مدريد في آخر موسمين، وبهذا الموسم تحديدًا، ترك بصمته بشدة بعد مرور أربعة أشهر على الانطلاق.
حامي العرين الذي يضمن لريال مدريد العبور أيًا كان الخصم، ثقة وقوة كبيرتان من خلالهما تكون الأفضلية للملكي على أي خصم، ما يفعله كورتوا حقًا يُدرس في كتب كرة القدم عن قيمة حارس المرمى.
في السابق، كانت مقارنة أي حارس مرمى بمانويل نوير أشبه بالجريمة، فحارس بايرن ميونخ دائمًا ما له الغلبة بكل الأصعدة، إلا أن ما يفعله كورتوا من استمرارية وتألق، يجعله حتى الآن حتى يتفوق على أسطورة عرين الألمان.
كورونا بوابة هازارد لإقناع أنشيلوتي!
الأرقام تتحدث عن نفسها
10 شباك نظيفة خرج بها كورتوا هذا الموسم بين بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وفي الحقيقة أن هذا الرقم ليس تعبيرًا عن قوة الدفاع أو ضعف الخصوم، بل في الواقع هو تعبير عن قوة الحارس البلجيكي نفسه.
اذكر أي مباراة لريال مدريد هذا الموسم أمام فريق كبير أو صغير، ستجد أن كورتوا قام على الأقل بتصدٍ حاسم لمصلحة الملكي قلب المباراة رأسًا على عقب.
ولماذا نذهب بعيدًا، مباراة الكلاسيكو برشلونة كاد خلالها أن يتقدم أكثر من مرة، ولولا تصديات كورتوا لخرجت كتيبة رونالد كومان حينها منتصرة.
أما على صعيد الدوري الإسباني، فلولاه حقًا لما تصدر الريال بفارق 8 نقاط أبدًا، مباراة أتلتيكو مدريد الأخيرة تؤكد ذلك، وقبلها إشبيلية وريال سوسييداد.
الأرقام تقول ذلك أيضًا، ففي الدوري قام كورتوا بـ20 تصديًا حاسمًا للريال، إلى جانب تصديه لـ55 تسديدة والنجاح في 38 التحامًا مع الخصوم.
أفضل من نوير
ليس تقليلًا من مانويل نوير، هذا الحارس العملاق الذي قد يكون من الأفضل في تاريخ كرة القدم، لكن هذا الموسم ومن ناحية التأثير، الأفضلية تذهب مباشرةً إلى كورتوا.
دفاع بايرن ميونخ ليس على ما يرام، ولكنه ليس أبدًا بالحالة التعيسة التي بدأ بها ريال مدريد الموسم مع رحيل راموس وفاران، وكان المنقذ الأول ليس ألابا ولا ميليتاو، بل تصديات كورتوا.
بالنظر حتى إلى طبيعة الخصوم، تجد أن ريال مدريد تعرض إلى تحديات أقوى من التي يتعرض لها بايرن ميونخ محليًا وأوروبيًا، ولولا كورتوا لما نجح الملكي أبدًا في عبور فترته العصيبة.
من ناحية التأثير، ترك كورتوا بصمة أكبر من نوير بكثير بفعل الاختلاف الضخم بين طبيعة ريال مدريد وبايرن ميونخ في المنافسة، جعله بدون منازع الحارس الذي غيّر أكثر عدد ممكن من نتائج المباريات، متفوقًا على الألماني الأسطوري.
ما يفعله كورتوا هذا الموسم هو تأكيد جديد على أن الحارس نصف الفريق حقًا، فلو كان تير شتيجن في برشلونة يفعل ربع ما يقوم به البلجيكي، لربما كان البرسا في مكانة مختلفة والقاعدة تنطبق على بقية الأندية الكبرى في القارة العجوز.
ربما أن صاحب الـ29 عامًا يجعلنا الآن نقولها بصراحة، الحارس في بعض الأحيان قد يكون أكثر من نصف الفريق، تمامًا كمثله هذا الموسم مع الريال!


