"قسمًا بالنازلات الماحقات، والدماء الزاكيات الطاهرات"، قطاع كبير منها ينتظر دائمًا مباريات المنتخب الجزائري لكي يستمع إلى هذا النشيد الوطني الرائع، ويرى كيف يردده محاربي الصحراء قبل انطلاق المباراة بدقائق قليلة، والذي دائمًا ما يكون له مفعول السحر على اللاعبين لينزلوا ويظهروا كالمحاربين على أرضية الملعب.
رغم أنه شارك في كأس العرب 2021 بالبدلاء، إلا أن المنتخب الجزائري أثبت للجميع أنه بمن حضر، بعد أن نجح في التأهل إلى المباراة النهائية بالبطولة، بالانتصار على قطر بكامل نجومه في نصف النهائي.
المنتخب القطري الذي كان مرشحًا بقوة للتتويج بالبطولة العربية، بصفته منظمها وأنها تقام على أرضه ووسط جماهيره، بالإضافة إلى أنه يلعب بكامل نجومه، عكس باقي المرشحين على رأسهم الجزائر الذي كان يخوض البطولة بالبدلاء.
المدرب جمال بلماضي قرر عدم السفر إلى قطر من أجل قيادة محاربي الصحراء، وأرسل مساعده مجيد بوقرة، وقام بمساعدته في اختيار عناصر المنتخب التي ستشارك في كأس العرب، وفضّل متابعة الأمور عن بُعد.
انطلاقة رائعة قدمها المنتخب الجزائري، بعد أن فاز على السودان برباعية نظيفة، وقتها بدأ الجميع يتأكد بأن محاربي الصحراء شاركوا في كأس العرب من أجل التتويج بها وليس للتمثيل المشرف، ومن مباراة لأخرى قدم اللاعبين مستوى أفضل.
طريق الخُضر كان صعبًا للغاية، بداية من دور المجموعات رفقة منتخب مصر ولبنان، مع الاحترام الكامل للمنتخب السوداني الذي قدم مستوى متواضع جدًا، ثم تأهله إلى ربع النهائي، ليواجه المنتخب المغربي، الذي كان مرشحًا هو الآخر للتتويج باللقب.
المنتخب الجزائري فاز بسيناريو ملحمي على نظيره المغربي بركلات الترجيح، في مباراة حبست الأنفاس، ليتأهل لمواجهة صاحب الأرض والجمهور وينتصر عليه.
getty imagesكل هذا ويحافظ المنتخب الجزائري على سلسلة اللاهزيمة، ليتربع على قائمة أكثر المنتخبات تحقيقة لسلسلة اللاهزيمة في العالم برصيد 38 مباراة، متفوقًا على نظيره الإيطالي الذي حقق 37 انتصارًا متتاليًا.
الخُضر أثبتوا للجميع بأنهم الأفضل على الإطلاق في الكرة العربية، سواء لعبوا بالأساسيين أو البدلاء، ويؤكدوا على أن المنتخب الجزائري بمن حضر، سواء لاعبين أو مدربين.
روح عالية وقتالية قدمها لاعبي المنتخب الجزائري في بطولة كأس العرب، واستطاعوا أن يقدموا دروسًا في جميع المباريات للجميع، آخرها للمنتخب القطري الذي يستعد بقوة لكأس العالم 2022.
الحكم الأغرب بالعالم وتهنئة دبلوماسية .. ردود أفعال لقاء الجزائر وقطر
منظومة رائعة يقدمها لنا المنتخب الجزائري بقيادة المدرب الرائع جمال بلماضي، ليثبت للجميع بأنه يقدم عملًا كبيرًا لا يُستهان به، وأن مشاركته في أي بطولة لن تكون من أجل التمثيل المشرف، بل الهدف منها التتويج منها ولا بديل عن ذلك.
من سيقدر على إيقاف هذه السلسلة التي حققها المنتخب الجزائري؟ وهل سينهي هذا المشوار المذهل في بطولة كأس العرب بالتتويج بها؟ هذه كلها تساؤلات ننتظر الإجابة عليها بعد النهائي الذي سيجمعه بنظيره التونسي.