قبل لقاءات السبت في الدوري الإيطالي كان جمهور السيري آ يتفاخر بعودة صراع السبعة الكبار في القمة، الفارق ما بين لاتسيو وحتى ميلان في القمة فقط عشر نقاط.
انتصارات الثلاثي ميلان، إنتر، ويوفنتوس، تشير إلى أن الصراع سيكون ثلاثياً بشكل أكبر على السكوديتو في ظل استفاقة قطبي ميلانو التي أعطت طعماً للصراع.
Gettyعاد ميلان منافساً جدياً، ومع كل أسبوع يشكك فيه المتابعون ويتوقعون تعثره يفوز ويستمر في القمة، مؤكداً أحقيته بالصدارة التي يتربع عليها منذ الأسبوع الأول.
صاحب الوصافة هو إنتر الذي تحول لماكينة هجومية هي من ضمن الأربعة الأفضل في أوروبا، ولولا موسم ميلان الاستثنائي لكان النيراتزوري يتربع بأريحية على القمة التي يبحث عنها منذ سنوات.
ولكن ماذا عن حامل اللقب في السنوات التسعة الأخيرة يوفنتوس؟ بعد صيف ساخن وقنبلة تعيين عديم الخبرة أندريا بيرلو انخفض كثيراً سقف طموحات جمهوره واعتبر البعض أن موسم 2020-2021 سيكون انتقالياً.
ولكن بعد انقضاء نصف الموسم نجد أن يوفنتوس في وضعية أفضل مما توقع له الكثيرون، الفريق يبعد نعم سبع نقاط عن ميلان ولكن يملك مباراة مؤجلة مع نابولي الفوز بها يقرب المسافة رغم كثرة التعادلات والعثرات.
يوفنتوس حاضر أيضاً في دوري الأبطال وتصدر مجموعته على حساب برشلونة وسيلعب مع بورتو بدور الستة عشر، ومتواجد في كأس إيطاليا وسيكون أمام فرصة للثأر من إنتر الذي كبده الهزيمة في الدوري عندما يقابله في نصف النهائي.
Getty Imagesفريق بيرلو تحسن كثيراً بالتحديد منذ تلك الهزيمة أمام إنتر، ثلاث انتصارات في كل البطولات، ثمانية أهداف وشباك نظيفة، المدير الفني وجد التوليفة المناسبة وبدأ الفريق يقنع على صعيد النتائج بغض النظر عن الأداء، صفة هامة ميزت يوفنتوس بالسنوات الماضية.
بين المنافسين الثلاثة على القمة بيرلو يبدو الأقل خبرة أمام أنطونيو كونتي وستيفانو بيولي، بيرلو الذي يعيش عامه التدريبي الأول مقابل خبرات كونتي الأوروبية الواسعة، وبيولي المحنك في إيطاليا بتجاربه السابقة مع إنتر، لاتسيو، فيورنتينا، وبولونيا.
Gettyولكن إنتر يبقى إنتر، الفريق تحت الضغط يتأثر ويتراجع كما حدث الموسم الماضي، ولا يمكن أبداً التنبؤ بمدى قدرته في الاستمرار بالقمة، خصوصاً مع اشتداد المنافسة، رغم أنه الوحيد المتفرغ فقط للمنافسات المحلية بعد توديعه أوروباً مبكراً.
ميلان في المقابل حديث العهد بالمنافسة بعد سنوات عجاف طويلة ابتعد فيها عن أجواء القمة وأقصى طموحاته كانت مركز أوروبي، ورغم صموده المميز حتى الآن في السباق، ولكن مع عودة المباريات الأوروبية لا يمكن التكهن بكيفية تجاوبه مع لعب بطولتين بنفس التوقيت.
يوفنتوس رغم قلة خبرة مدربه ولكن الفريق يعرف أجواء القمة واللعب تحت الضغط، بيرلو نفسه كان لاعباً في الجيل الذي أكل الأخضر واليابس في إيطاليا، ومع نجوم بحجم كريستيانو رونالدو والبقية، يظل البيانكونيري مرشحاً فوق العادة للقب حتى لو ابتعد قليلاً بعد نصف المشوار.
قد يكون قطبي ميلان الآن هما الأبرز في سباق السكوديتو، ولكن عليهم الحذر من غضب السيدة العجوز المخضرمة التي لن تفرط بسهولة في لقب عاشر على التوالي يؤكد زعامتها للكرة الإيطالية.
