saudi NT 2022saudi nt twitter

احموا الفرج وكتيبته .. ففاقدوا العقول قد كثروا!

قبل الدخول في صلب الموضوع، دعني أتخيل معك موقفًا قد تتعرض له في حياتك..

هدف تسعى للوصول إليه، لا حديث لك سوى عنه صباح مساء، وعندما تتحقق أول خطوة به يخرج أمامك والدك أو أي شخص مهم في حياتك، ويقول لك: "هذا أقصى ما يمكن أن تحققه، لن تتمكن من التقدم أكثر من ذلك!"، ماذا سيكون موقفك؟، اغمض عينيك وتخيل..

إحباط .. تخبط .. توقف عن إنجاز أي شيء جديد في هذا الحلم!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لنبدأ الحديث عن صلب موضوعنا .. ما قرأته في السطور السابقة، هو نفسه ما يفعله الإعلام مع المنتخب السعودي حاليًا، ومع اختلاف الموقف بين ما ذكرت سلفًا ووضع الأخضر إلا أن كلاهما نتيجته واحدة؛ الإحباط والتخبط.

اليوم أنهى الأخضر مشاركته في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، متصدرًا مجموعته، بعد مشوار رائع خاضه بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

هذه هي المرة السادسة للسعودية في المونديال، والثانية على التوالي، إذًا الحديث من المفترض أن يكون عما يمكن إنجازه بالمونديال وعن إمكانية تخطي الدور الأول من البطولة، وتكرار إنجاز نسخة 1994، عن مباريات ودية يجب خوضها إعدادًا للحدث العالمي، عن قوة اللاعب السعودي في السنوات الأخيرة بعد الاحتكاك باللاعبين الأجانب، وغيرها من الأمور المثمرة.

لكن المفاجأة أن الإعلام السعودي ترك كل ذلك، وقرر الحديث عن عدم جدوى هذا الطموح، وأن الجيل الحالي لا يقارن بجيل 94، وأن الفوارق كبيرة بينهما لصالح الجيل القديم.

لاعبون قدامى يؤكدون أن الجيل الحالي لا يمتلك لاعبوه الإمكانيات الفردية كجيل فؤاد أنور، يوسف الثنيان، سعيد العويران، سامي الجابر وماجد عبد الله وغيرهم، وإعلام يؤكد أن أداء الجيل الحالي ممل، وطرف ثالث يتحدث عن أن هذا الجيل ليس به سوى سلمان الفرج وسالم الدوسري بإمكانهما منافسة الجيل القديم.

حتى الفرج ورغم الإشادات به وبقوة تأثيره في زملائه ككقائد للمنتخب، تم إقحامه في مقارنة غريبة؛ أيهما أفضل .. محمد نور أم سلمان الفرج؟!، وبالطبع بدأت بعدها سلسلة التقليل من الأخير.

Saudi Arabia celebrateGetty

اعتدنا من الإعلام السعودي أن يتشاجر ويتلاسن طوال الوقت، دائمًا تتنقل بين القنوات تجد الإعلاميين في شيء أشبه بالشجار بسبب الأندية، لكن عندما كان يأتي ذكر المنتخب يتوحد الجميع إلى حد كبير، وإن كانت هناك فئة تظل تتحدث عن فضل لاعبي فريق معين على المنتخب دون غيرهم إلا أنها كانت قلة لا تُذكر، أما الوضع الآن ومع بقاء سبعة أشهر فقط على مونديال 2022، فالجميع قرر التكاتف ضد الأخضر، حتى أشد خصوم المنتخب السعودي ما كان ليفعل ما يفعله الإعلام حاليًا!

من منح لهؤلاء حق النيل من معنويات الجيل الحالي؟!، من منحهم المايكروفونات لفتح باب المقارنات والتقليل من نجوم الأخضر؟!، مَن مِن المفترض أن يقف في الصف الأول داعمًا، قرر أن يقف خصمًا، ومهما تحدثنا عن قوة معنويات اللاعبين، فحتمًا التأثر سيحدث، خاصةً عندما تجد أن لاعبين كبار هم من يقللون ويؤكد أن مجرد المشاركة في المونديال هي أقصى ما يمكن أن يحقق الجيل الحالي.

لا أعلم تحديدًا أي رسالة يمكن أن توجه لمثل هذه العقول، هم حقًا شخصيات مخجلة سواء كانوا لاعبين سابقين أو إعلاميين أو نقاد، لكنني سأتوجه برسالتي لوزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل: "فعلتم الكثير من أجل بناء الجيل الحالي، ولا زلتم تفعلون، لكن ما يجب أن يكون على طاولتكم خلال الأشهر المتبقية، وعلى رأس الملفات هو ملف تقويم الحديث الإعلامي عن المنتخب ولاعبيه، حماية اللاعبين مسؤوليتكم، فلا تقصروا في حقهم!".

اقرأ أيضًا..

إلى لاعبي السعودية .. عدم صعودكم للمونديال أفضل لكم!

الكابوس الهولندي .. يجب إقالة رينارد فورًا!

6 منتخبات عربية في المونديال ... معجزة باتت قريبة من أرض الواقع

إعلان