قبل ساعات من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، لم يكن إيدسون كافاني يشعر بأي ضغوطات بخصوص مركزه كقائد لهجوم باريس سان جيرمان لهذا الموسم، فحتى مع إصابته، لم يكن الفريق يملك بديلاً إلى إيريك تشوبو موتينج، وحتى نيمار لم يكن بقائه أكيداً، ولكن كل شيء تغير.
تعاقد بي إس جي مع ماورو إيكاردي من إنتر على سبيل الإعارة في الأمتار الأخيرة من الميركاتو، صفقة أتت من العدم ولم تكن في الحسبان، وأعطت بعداً جديداً لهجوم النادي الفرنسي ليس فقط بالموسم الجاري، ولكن للمستقبل.
الأسابيع الأولى للبي إس جي هجومياً كانت صعبة، نيمار معاقب، مبابي وكافاني مصابان، وإيكاردي يفتقد للياقة البدنية،، وإن كان ذلك لم يوقف الإعصار الهجومي للفريق وهزه لشباك منافسيه، ولكن تدريجياً بدأ إيكاردي يدخل في الأجواء، ورغم معاناة نسبية في البدايات، ولكن الأرجنتيني انفجر في الآونة الأخيرة.
سبعة أهداف ما بين الدوري والأبطال من 14 لمسة فقط في اللقاءات الستة الأخيرة كتبت بداية إيكاردي الحقيقية في باريس، الأرجنتيني بعد فترة صعبة في الموسم الماضي مع إنتر فقد فيها حسه التهديفي وابتعد عن الملاعب بسبب مشاكله هو وزوجته مع النيراتزوري يعود مجدداً لهوايته في هز الشباك.
تألق إيكاردي فتح باب الحديث عن وضعيته في فرنسا، وأن ناديه يريد العمل لدفع السبعين مليون يورو المتفق عليها مع إنتر من أجل شرائه نهائياً، بل وقد يتم الصفقة في يناير ولن ينتظر ليونيو، خطط كلها تؤكد وضعية اللاعب كقائد لهجوم باريس سان جيرمان في المستقبل.
ولكن، أين كافاني من كل هذا؟ الأوروجوياني بدأ الموسم مصاباً، وأمضى الأشهر الأولى يتابع إيكاردي يحتل المركز الذي على مدار السنوات الأخيرة تألق هو فيه وأصبح واحداً من أهم اللاعبين في تاريخ النادي الباريسي، محطماً عديد الأرقام التهديفية، ولكن الإصابة أجبرت كافاني على الخروج من الصورة.
نجم نابولي وباليرمو السابق اقتصرت مشاركاته هذا الموسم على 303 دقيقة موزعة على خمسة لقاءات، وتزامنت عودته من الإصابة مع تألق كبير لإيكاردي وسلسلة من الأهداف، بالإضافة لانسجامه الكبير مع أنخيل دي ماريا، كيليان مبابي، ونيمار، ليصبج كافاني مجبراً على البقاء احتياطياً، موقف لم يعتد عليه في الماضي.
مع عقد ينتهي في نهاية الموسم الجاري، وغياب الحديث عن تجديده، يبدو مصير كافاني في باريس مبهماً، ويأتي تألق إيكاردي ليزيد الوضع تعقيداً، ولربما يكون الحل الأفضل لكل الأطراف هو أن يبدأ الأوروجوياني في النظر بالعروض التي قد تأتيه في يناير، والتقارير تتحدث عن اهتمام من أتلتيكو مدريد، لأن الخطة الباريسية تبدو تفضل المستقبل على الخبرة، ولذا، يبدو أن تألق إيكاردي قد يكون كتب الفصل الأخير لكافاني في عاصمة النور، بانتظار التأكيد في الشهرين المقبلين.