كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
كلاعب لُقب بـ«زلاتان إبراهيموفيتش الجديد» كان من الصواب أن يرحل ألكسندر إيزاك إلى الدوري الهولندي ليحصل على الفرصة ليُبرهن للجميع على أنه نجم قادم في عالم كرة القدم.
سار المهاجم السويدي على خطى مواطنه بالانتقال للإرديفيسي وهو في ربيعه الـ19، فتألق بشكل مُذهل بتسجيل 13 هدفًا في 14 مباراة مع نادي فيليم 2 تيلبورج، ليحتاج فقط لهدف واحد فقط ليحقق رصيد أفضل من إبراهيموفيتش في موسم كامل في الدوري الهولندي.
أمضى إبراهيموفيتش ثلاث سنوات مع أياكس قبل أن ينتقل للمستويات الأعلى والتوهج في الإنتر وبرشلونة وميلان وباريس سان جيرمان، بالإضافة إلى اعتلاء صدارة الهدافيين التاريخيين للمنتخب السويدي.
وحقق زلاتان الدوري مرتين مع أياكس، بيد أن إيزاك مهمته ستكون فقط إبقاء فريقه في الدرجة الأولى قبل العودة إلى بوروسيا دورتموند هذا الصيف عندما تنتهي فترة إعارته.
لكن إيزاك أمامه فرصة تحقيق لقب كأس هولندا عندما يقود فريقه لمواجهة أياكس أمستردام في النهائي يوم 5 مايو المقبل.
Getty Imagesأوجه التشابه بين زلاتان وإيزاك الفنية عديدة للغاية، لكن بالتأكيد ليس على مستوى الشخصية، فهي مختلفة عن إبراهيموفيتش بكل تأكيد إبرا « ذو شخصية متفردة عن لاعبي كرة القدم بشكل عام» وبالتالي قد يجد نجاحًا في برشلونة لم يحظى به إبراهيموفيتش بسبب تلك الشخصية المثيرة للجدل التي لم تنسجم مع بيئة الكتلان.
يبلغ طول إيزاك 190سم، أقل بـ5 سم فقط من إبراهيموفيتش، لكن الفارق لصالح إبراهيموفيتش أن إيزاك ليس بنفس القوة للاستفادة من هذا الطول، لذلك يحتاج للمزيد من الشجاعة في المعارك البدنية وألعاب الهواء.
لكن في الوقت نفسه يمتاز إيزاك أن «الأنا» ليست طاغية عليه مثل إبرا، يرتبط بشكل رائع مع زملائه.
على الرغم من أن بداية اللاعب مع فيليم لم تكن جيدة حيث فشل في التسجيل في مبارياته الثلاث الأولى، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا بعد أن افتتح سجله التهديفي أمام فيتيس، ليواصل التسجيل ويصبح أول لاعب منذ 50 عامًا يسجل في 11 مباراة له في الدوري الهولندي.
تطور اللاعب واضح للجميع حيث احتاج فقط 29 مباراة ليصل لهدفه رقم 13 مع فريقه الأول آيك أثينا اليوناني، قبل أن يخطفه بوروسيا دورتموند بعد أن بدأ الكبار وعلى رأسهم ريال مدريد يهتمون بخدماته.
على صعيد المنتخب لعب إيزاك للمرة الأولى بقميص السويد ضد ساحل العاج بلقاء ودي في 2017 ليصبح ثاني أصغر دولي بقميص السويد وفي مباراته الدولية الثانية أمام سلوفاكيا بات الآريتيري الأصل أصغر لاعب يتمكن من تسجيل هدف دولي بتاريخ السويد بعمر 17 عامًا و113 يومًا فقط مُحطمًا رقمًا بقي صامدًا لـ104 سنوات.
وأصبح إيزاك رمزًا للإريتريين -والديه من هناك- ودائمًا ما يحضر مشجعون من الدولة الأفريقية لتشجيعه في مباريات الدوري الهولندي.
بعد أن أصبح أصغر هداف لبلاده في أول مباراة له مع السويد، تم إقصاؤه لأكثر من عامين بينما كان يُحاول المشاركة بانتظام مع بوروسيا دورتموند. لكن الآن بعد أن عاد للتألق من جديد في هولندا، أعاد المدرب السويدي جان أندرسون إعادته إلى صفوف المنتخب.
وقال أندرسون لشبكة إس تي في «إنه لعظيم أن الأمور قد نجحت مع إيزاك. لقد تطور في أكثر من مجال، ومن الواضح أنه كان في بيئة تدريبية جيدة، لقد نضج إلى أقصى حد كلاعب في مختلف الطرق».
وبناء على كل ما سبق، فمما لا شك فيه فإن واصل اللاعب على نفس المنوال فسيشق طريقه نحو النجومية على غرار إبراهيموفيتش، وسيجد بوروسيا دورتموند صعوبة في الاحتفاظ بخدماته.