Antonio Conte Andrea Pirlo Juventus 2011-12Getty Images

إنقاذ القدر.. نجاة كونتي من استقبال مُهين في يوفنتوس

ساعات قليلة فقط تفصلنا عن ديربي إيطاليا، المباراة التي ستكون خاصة بكل جوانبها، حيث تشهد صراع الصدارة المحتدم بين يوفنتوس وإنتر، وشعار لا لخسارة النقاط الذي يرفعه كلا الفريقين في الوقت الحالي.

ولكن بالحديث عن استضافة يوفنتوس لإنتر، فإن هذه المباراة كانت منتظرة منذ بداية الموسم، وبصرف النظر عن الوضعية التي سيكون عليها الفريقان حين يصلا إليها، فقط من أجل أن يعرف الكل كيف سيتم استقبال أنطونيو كونتي في الملعب الذي اعتادت الجماهير الهتاف له فيه، ولكنها اليوم لن تقوم بذلك، بل ستوجه كل أسلحتها ضده.

كونتي الذي امتلك نجمة باسمه خارج ملعب يوفنتوس والذي يعد أحد أساطير النادي لاعبًا ومدربًا قرر تدريب الغريم والعدو الأزلي إنتر، ما جعل الجماهير تعتبره خائنًا، وتصب لعناتها عليه منذ أول يوم له في النيراتزوري.

ورغم أن كونتي ما زال محتفظًا بمشاعره تجاه يوفنتوس ، وما زال يتجنب الحديث عنهم بشكل سيئ حتى وإن حاول الصحفيون انتزاع كلمات مسيئة من فمه، إلا أنه لم يتخلص من وصم الخيانة الذي لازمه في نظر مشجع اليوفي.

حين سؤل كونتي عن إساءة جماهير يوفنتوس والمطالبة بحذف النجمة الموجودة باسمه تحدث بأن هذه المجموعات التي لا تفهم شيئًا ــ يقصد المتطرفين من الجماهير ــ لا يمكنها أن تمحو التاريخ، وهو ما يعرفه الرجل جيدًا ويعرفه الجميع في حال ابتعدوا عن نبرة التعصب العمياء.

المفارقة هنا أن كونتي لم يسبق له وأن ادعى أنه لن يدرب سوى يوفنتوس، الرجل منذ يومه الأول يتعامل كرجل احترافي، قبل حتى أن يتولى تدريب يوفنتوس في 2011 خلفًا لديل نييري.

يحكي أنطونيو في كتابه الذي نُشر إبان فترة توليه تدريب السيدة العجوز أنه حين أراد بداية مسيرته التدريبية بحث عن فريق يثق في خدماته ويقرر خوض التجربة معه، فحين اقترب من تدريب الفريق الذي بدأ معه ــ ليتشي ــ اعترضت الجماهير بسبب قيامه بالذهاب إلى العدو باري، ما جعل الإدارة تبلغه برفض توليه المنصب لهذا السبب، حينها أخبر كونتي رئيس النادي أنه يشعر بالأسف أنه ما زالت هناك بعض الإدارات تفكر بهذا المنطق في عصر الاحتراف.

ومع يوفنتوس ، وجه أحد الصحفيين سؤالًا له عن ما إذا كان من الممكن أن يصبح هو السير أليكس فيرجسون الخاص بالسيدة العجوز، فأجابه على الفور بأنه رجل احترافي ولا مانع لديه من خوض تجارب جديدة، حتى وإن كانت في إيطاليا مع خصوم اليوفي.

هذه العقلية الواضحة منذ البداية لا تعكس أبدًا التعامل الجماهيري معه، حيث أنه لم يصرح بشيء ثم قام بعكسه، الرجل متسق مع ذاته قبل حتى أن تخرج مسيرته التدريبية تلك إلى النور.

ولكن أمام جنون الجماهير واعتبارات الخيانة والعداوة بين الأندية المختلفة، يصعب تفسير مثل هذه الأمور، ويصعب الحديث عن أن هناك مساحة لتغيير ألوان القمصان من حين لآخر لأن اللعبة نفسها فتحت الباب لذلك.

المهم في تلك القصة أن بعد كل هذه الموجات من الشحن، لم يكن استقبال كونتي في تورينو ليصبح حافلًا، حيث توعدت الجماهير بإهانته، ولكن القدر أنقذه من ليلة صعبة بكل تأكيد.

فيروس كورونا الذي اجتاح العالم فجأة خلّف قرارات استثنائية في ملاعب كرة القدم، أبرزها لعب بعض المباريات دون جمهور في إيطاليا، تلك التي سيكون منها ديربي الأحد بين يوفنتوس وإنتر.

كونتي سيعيش ليلته الأولى كخصم ليوفنتوس في تورينو بهدوء نسبي على الأقل، ليس تامًا بكل تأكيد، ولكنه لا يقارن أبدًا بما كان من المنتظر أن يحدث.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0