يشهد ملعب "جيوسيبي مياتسا" مساء مواجهة من العيار الثقيل عندما يحل بوروسيا دورتموند ضيفاً ثقيلاً على إنتر ضمن منافسات المجموعة السادسة لدوري أبطال أوروبا، مواجهة ستحدد بشكل كبير هي والمقبلة بين الناديين مسار تلك المجموعة التي وُصفت بالحديدية.
وبعد مرور جولتين من المسابقة، يحل دورتموند في الصدارة برصيد أربع نقاط بالمشاركة مع برشلونة، بينما يملك إنتر نقطة وحيدة في القاع مع سلافيا براج، في بداية بطيئة للنيراتزوري أوروبياً رغم الدخول القوي المحلي.
ويعلم إنتر أن مواجهة دورتموند ستكون مفصلية في تحديد حظوظه الأوروبية، وأي نتيجة غير الانتصار ستعني تقلص حظوظ الفريق في عبور المجموعة في ظل تفريطه في ثلاث نقاط كانت يفترض أن تكون في المتناول أمام سلافيا، ثم فشله بالعودة بأي نقاط رغم العرض القوي أمام برشلونة في "كامب نو".
Backpagepix
ونجح إنتر في استعادة توازنه، ولو نسبياً، بعد خسارتي يوفنتوس وبرشلونة، وذلك بالانتصار الصعب على دابته السوداء ساسولو في ملعبه، وإن كان انهيار الفريق في الربع ساعة الأخير سيفتح باب النقاش عن أسباب تراجع فريق كونتي، وهل هي مشاكل بدنية أم تكتيكية، خصوصاً وأن الأمر سبق وحدث أمام برشلونة، وكلف الفريق الخروج خالي الوفاض.
في المقابل، استعاد دورتموند بعضاً من توازنه بعدما كسر سلسلة النتائج السلبية، وحقق فوزاً غالياً على المتصدر بوروسيا مونشنجلادباخ ضرب به أكثر من عصفور بحجر واحد، الفريق عاد لسكة الانتصارات، وقفز في سلم الترتيب للمركز الثاني مع زمرة الصدارة المزدحمة، واستعاد الثقة وأسكت، ولو مؤقتاً، الانتقادات.
ورغم سوق الانتقالات المميزة في الصيف، ولكن حتى الآن فشل دورتموند مع لوسيان فافر في إعادة تقديم المستوى القوي الذي ظهر به الفريق العام الماضي وجعله ينافس على البوندسليجا حتى الرمق الأخير، العناصر الجديدة مثل جوليان براندت، تورجان هازارد، وماتس هوملز لم تقدم الإضافة المأمولة، والفريق بدا هشاً وسهل الاختراق على المستوى المحلي، وهو ما كلفه تسع نقاط بعد مرور ثمان جولات.
ولكن أوروبياً، قدم الفريق مباراتين على أعلى مستوى، إذ خرج برشلونة بالتعادل السلبي من "سيجنال إيدونا بارك" بأعجوبة في الجولة الأولى بفضل تألق مارك أندريه تير شتيجن، وفي الثانية عاد بانتصار مهم من أمام سلافيا الشجاع بمعقله في العاصمة التشيكية جعله يتصدر المجموعة.
كلا الفريقين أصابته لعنة الإصابات، فإنتر سيفتقد خدمات صانع ألعابه ستيفانو سينسي الذي تعرض لإصابة عضلية جديدة، وكذلك الظهير دانيلو دامبروسيو، بينما تعرض في الجانب الآخر الحارس رومان بوركي للإصابة أمام مونشنجلادباخ، وليس واضحاً إذا كان سيعود النجم جادون سانشو للتشكيل بعد استبعاده في نفس اللقاء كعقوبة تأديبية.
Getty Imagesتاريخياً، ستكون المقابلة هي الخامسة بين الفريقين في المسابقات الأوروبية، المرة الأولى كانت في كأس الأبطال موسم 1963-1964، وقتها فاز إنتر في إيطاليا 2-0، وتعادلا في ألمانيا 2-2، وعبر إنتر إلى النهائي ليحقق اللقب.
المرة الثانية كانت لحساب كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1993-1994 في ربع النهائي، بوروسيا دورتموند فاز ذهاباً في ميلانو 2-1، ولكن إنتر قلب الطاولة وفاز في العودة 3-1، ليكمل المشوار إلى النهائي ويفوز على حساب سالزبورج.
في الماضي، كان دورتموند فأل خير على النيراتزوري وبوابته نحو النهائيات، ولكن الآن يأمل كونتي وأشباله أن يكون مفتاح عبورهم من المجموعة الصعبة الأوروبية، هل تكون لهم الغلبة ويعيد إنتر إحياء مشواره الأوروبي، أم يواصل الفريق الأصفر تفوقه القاري وتكون المباراة الانطلاق الحقيقي لموسمه؟