تحظى الأغنية الشهيرة لبوب مارلي "ثلاثة طيور صغيرة" بشعبية طاغية رغم مرور ما يزيد عن 40 عاماً عن ظهورها بالتعاون مع زا ويليرز، وإذا ذهبت للاستماع لها على موقع يوتيوب، ستجد التعليق الأول، وعدة تعليقات تالية، تتحدث عن أياكس وأنه السبب في قدومك هنا وليس حبك للمطرب الجامايكي الشهير!
اختار أياكس أن يدشن قميصه الثالث لهذا الموسم بألوان تكرم أسطورة الغناء الجامايكية، ووضع على قميصه من الخلف الطيور الثلاثة الصغيرة، والتي أثارت حنق الاتحاد الأوروبي، ليحقق القميص نجاحاً ساحقاً في المبيعات تسبب في انهيار الموقع الإلكتروني للنادي الهولندي مع طرح القميص الأسود الجذاب!
اقرأ أيضاً .. "يويفا" يُحبط أياكس بقرار صادم يخص قميص بوب مارلي
Ajaxالمباراة التالية
روعة أياكس هذا الموسم لم تكن فقط فيما يخص القميص "الجامايكي" الطراز، ولكن بما يقدمه فريق كرة القدم محلياً وأوروبياً، أرقام وأداء تجعله في نفس المكانة مع كبار القوم مثل بايرن ميونخ وعمالقة البريميرليج، وتعيد الذكريات لماضٍ قريب وبعيد كتب تاريخ النادي.
بداية نارية للموسم
يعيش عملاق العاصمة الهولندية بداية موسم قوية ومميزة على صعيد النتائج والأرقام، فبعد مرور عشر جولات من عمر الدوري الهولندي يتصدر الترتيب برصيد 25 نقطة عبر تحقيقه 8 انتصارات، وتعادل وحيد وكذلك خسارة وحيدة، وبفارق أربع نقاط عن الملاحق بي إس في إيندهوفن الذي سحقه بخماسية نظيفة في آخر الجولات.
خماسية أياكس ضد المنافس الرئيسي لم تكن الأولى هذا الموسم، سبقتها أخرى في شباك فورتونا وفيتيس وNEC، بالإضافة لتساعية في كامبور، وإذا كانت حجة البعض ضعف الدوري المحلي، الفريق فاز أوروبياً على سبورتينج بالخمسة في لشبونة أيضاً، ومؤخراً سحق بوروسيا دورتموند برباعية نظيفة، ليتصدر مجموعته الأوروبية بالأبطال بالعلامة الكاملة.
Getty / Goal Ar
وليس فقط هجوم أياكس هو الأقوى هذا الموسم، ولكن الدفاع أيضاً، الفريق ما بين الدوري ودوري الأبطال استقبلت شباكه فقط ثلاثة أهداف، منهم هدفين بالإيريديفسي الهولندية، ليتربع على عرش القارة العجوز بأفضل دفاع بكل الدوريات المحلية، ويكفي أنه في دوري الأبطال حقق رقماً قياسياً بكونه أول فريق ينجح حارسه بالتصدي لثلاث محاولات من إرلينج هالاند في مباراة واحدة!
السر وراء الإنجاز؟
يمكن تقسيم الإجابة على هذا السؤال لشقين، الأول هو تغيير سياسات إدارة النادي عن الماضي، فحتى وقتٍ قريب كان أياكس يبيع نجومه فوراً بمجرد تألقهم، حتى مع الجيل الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال قبل موسمين مع فرينكي دي يونج وماتايس دي ليخت والبقية، معظمهم رحل، ولكن الآن تغير الوضع.
التغير بدأ مع تولي الثنائي إدوين فان دير سار ومارك أوفرمارس منصب المدير العام ومدير الكرة، نعم الفريق يبيع نجومه، ولكن ليس عند أول عرض مغري يأتي، أصبحت أولويات النادي مقسمة ما بين تحقيق الأرباح عبر تسويق مواهبه، والعودة للمنافسة على الصعيد القاري وعدم الاكتفاء بالهيمنة المحلية.
ProShots
تحقيق المنافسة أوروبياً ليس سهلاً في وجود عمالقة بقدرات مالية غير محدودة، ولذا كان يجب الذكاء في التعامل، الحفاظ على الهيكل الشاب كان خطوة هامة، ثم تدعيمه بلاعبين أصحاب خبرات من أمثال دوشان تاديتش وهداف الفريق الحالي سيباستيين هالر، مما أعطاه توازناً، وبالتأكيد وجود مدرب محنك يجيد توظيف كل تلك العناصر، وهو ما يجلبنا للشق الثاني من الإجابة على سؤال العنوان.
إريك تين هاج، مدرب من طينة الكبار
من أفضل قرارات إدارة فان دير سار وأوفرمارس هي التعاقد مع مدرب أوتريخت السابق في 2017، العين الخبيرة التقطت تين هاج الذي يتناسب أسلوبه مع مدرسة أياكس التي تعيش على نظام الكرة الشاملة المهيمن منذ أيام يوهان كرويف بعد على الفريق.
PROSHOTS
نجح تين هاج في تكوين فريق شاب معدل أعماره في بداية العشرينات، ولكن يلعب كالكبار، والدليل ما فعلوه بريال مدريد ويوفنتوس والبقية في 2018-2019، وحتى مع فقدان دي يونج ودي ليخت عرف كيف يعوضهم مستغلاً موارد أكاديمية أياكس، فظهر أنتوني وجرافنبرخ وألفاريز والبقية، والنتيجة استمرارية في النتائج الإيجابية محلياً وأوروبياً.
تألق المدرب السابق لرديف بايرن ميونخ لم يمر مرور الكرام على أندية أوروبا الباحثة عن مدرب، ولكن تغير سياسات النادي الهولندي ورغبته في المنافسة قارياً شجعت تين هاج على الاستمرار، وبالتالي الحفاظ على المشروع قائماً، وهو ما شجع لاعبيه أيضاً على البقاء رغم الإغراءات المادية، فرأينا ألفاريز مثلاً يرفض توسلات مواطنته سلمى حايك للانضمام لرين لرغبته في اللعب قارياً مع أياكس!
هل يحقق أياكس المعجزة؟
حالياً، يعد أياكس من أفضل الفرق بالقارة العجوز وبدوري أبطال أوروبا، ولكن كونك الأفضل وتحقيق البطولة ذاتها أمرين مختلفين كلياً، وبوجود عمالقة بحجم بايرن وسيتي وريال وغيرهم الأمر ليس سهلاً رغم ما يقدمه أياكس حتى الآن.
جوهر مدرسة أياكس مبني على الاستمتاع وتقديم كرة قدم جذابة، هذا يأتي في المقام الأول ومن بعده النتائج والبطولات، وفي ظل اكتساحه لمنافسيه محلياً، فيبدو الدوري في المتناول بسهولة، أما أوروبياً، فكما يردد بوب مارلي في "ثلاثة طيور صغيرة": "انهض وابتسم في الشمس الساطعة هذا الصباح، لأن كل الأمور ستكون على ما يرام!"